الثورة نت /
– الأمم المتحدة مهمتها رعاية حق الشعوب في تقرير المصير وليسَ مقبولاً أن تصدر أي قرار خارج التوافق الوطني يتدخل في الشئون الداخلية للشعب اليمني ويمس حقه في التحَرّر والاستقلال.
– لم يعد أمامنا إلا عقد الاجتماعات الموسّعة وإنشاء لجان تحضيرية استثنائية والدعوة لمؤتمر وطني عام استثنائي وهذا ما يكفلُه لنا النظام الداخلي الحزبي وقانون الأَحْــزَاب والمنطق الإنْسَـاني وتقاليد الأَحْــزَاب اليسارية الثورية.
– البيروقراطية القيادية الفاسدة ظلت تتهرب من عقد المؤتمرات الحزبية وحسم القضايا بالديمقراطية الداخلية، إلَـى أن حددت موقفاً عدوانياً من الحزب والوطن، وانتقالها بمعظم قوامها إلَـى عمليات الرياض وضعت نفسها تحت طائل قانون الجنايات الوطنية والمحاكمة الحزبية.
دعا الأستاذ علي نعمان رئيسُ اللجنة التحضيرية للحزب الاشتراكي اليمني، كافة أبناء الحزب الاشتراكي إلَـى رفد جبهات التحَرّر الوطني لمناهضة العدوان وإلى عقد اجتماعات موسّعة وإنشاء لجان تحضيرية في المحافظات والمديريات تتبع اللجنة التحضيرية المركَزية في العاصمة وانتخاب مندوبين إلَـى المؤتمر العام الاستثنائي.
وقال نعمان لـ “صدى المسيرة” إن انتقال قيادات الحزب إلَـى الرياض يضعُها تحت طائل قانون الجنايات الوطنية والمحاكمة الحزبية..
وأن التطَوّراتُ الجاريةُ في الاشتراكي الآن ليست وليدةَ الصدفة أَوْ اللحظة، لكنها نتاجُ تراكمات عديدة متواصلة منذ عدة عقود، وخَاصَّـةً من بعد الوحدة وحرب 94، حيث اكتشفنا أن حزبنا الوطني الاشتراكي الديمقراطي العريق المعادي للإمبريالية والاستعمار والرجعية العربية والمتمسك بقضايا الوطن وطبقاته الشعبية الكادحة ومواجهة مطامع الإمبريالية والاستعمار على بلادنا ووحدتنا وثرواتنا واستقلالنا، اكتشفنا بعد تلك الأحداث أن الظروفَ قد حملت إلَـى رئاسة الحزب قياداتٍ مترهلة بيروقراطية فاسدة ليست أمينةً على القضية الوطنية في الحزب، والدليلُ ارتماؤها في أحضان الرجعية السعودية والمشروع الامبريالي الأمريكي والبريطاني، والعودة لمشروعات التقسيم السعوبريطانية السلاطينية التي وأدتها ثورة 14 أكتوبر العظيمة بقيادة الجبهة القومية، وللآسف فقد ارتهنت هذه القياداتُ للمشروع السعودي الأمريكي البريطاني القائم على إعادة تقسيم اليمن وسلخ جنوبه عن شماله وضمّه إلَـى الكيانات السعودية الخليجية طمَعاً في البحار والبترول الذي تسبح فوقها، وتخلّت عن المشروع الوطني الوحدوي والاجتماعية، وانحصر هَـــمُّ هذه القيادات في المشاريع الصغيرة الانقسامية والشطرية والهيمنة على مقدرات الحزب وثرواته المادية المالية التي حوّلت إلَـى حساباتٍ خَاصَّـةٍ استُخدمت لدعم هذه المشاريع الصغيرة المشبوهة والتنكر لميراث الحزب ونضاله. فكان محتَّماً على مناضلي الحزب أن يحرّروه من هيمنة هذه العناصر البيروقراطية ويستعيدوا هُويتَه وموقعه وينتصروا لنضاله التَّأريخي، ولا يكون ذلك إلا بمبادرة ثورية وطنية من قاعدة الحزب التي تعودُ إليها الشرعية بعد انتفائها عن هذه العناصر البيروقراطية الفاسدة.
موضحا ان المبادِرون هم مناضلو الحزب وأبناؤه وشبابه ومؤسِّسوه من عموم الوطن ومختلف المواقع، والذي لا يُمكن الطَّعنُ بتَأريخهم ومواقفهم النضالية ولا بصحة وأصالة موقفهم الوطني الراهن، ونحن لا نستمع ولا نبالي بما يصدر من خندق العدوان وفنادق العدوان وعملائه، وما الذي يمكن أن يخرج من أعشاش الجواسيس ورؤوس المرتزقة غير الشتائم التي تُبدي مدى عجزهم وضعفهم وخزي الموقف والموقع الذي هم فيه؟. وما الذي يمكن أن يحدث أكثرَ من هذا العدوان، وعلى القافلة الحزبية أن تمضيَ.
وأنه لا يُمكن، فهذه القياداتُ لم تعد تحمل هَــمَّ سواد الشعب الكادح والمواطنين المفقرين وهموم القضية الوطنية بشكل عام، فقد حدث تحول طبقي للقيادات البيروقراطية المسيطرة على الحزب وانتقالها من مواقع الطبَقة الكادحة التي كانت تعيشها، تحولت فجأةً بعد الوحدة إلَـى أرباب مشروعات رأسمالية طفيلة استقتها من الأَمْوَال العامة والدولة والحزب وأَمْوَال العمالة، فقطعت كُلَّ صلاتها بالحزب بعد أن استولت على هذه الإمْكَانيات وانضمت إلَـى الأجهزة الخليجية وتبنّت مشاريعَ انسلاخية عن الهُـوَيّة الوطنية الجامعة. فكيف يُمكن أن يكون لها دور في إعادة بناء الحزب وهي لم تَعُدْ تنتمي له ولهمومه. هذه القيادات والشخصياتُ الاقطاعية الطفيلة اعتقدت أن جماهيرَ الحزب وآلاف المناضلين في القواعد لا قيمة لإرادتهم ولا احترام لهم وأنه يمكنُ تدجينُهم وإسكاتهم بالترغيب والترهيب، وتجاوزت كل الصلاحيات ورميها عرض الحائط لأدبيات الحزب ووثائقه الأَسَــاسية من برنامج سياسي ونظام داخلي. واستغلالها المشين للأَمْوَال العامة واستثماراته في خدمة أهدافها في السيطرة على الحزب وإعادة انتاجها على رأس الهيئات ذاتها عبر انتهاج طرق ووسائل فاسدة غير شريفة كتزوير الانتخابات في المؤتمرات وتضليل الإرادة العامة والاستقواء على القواعد بالأَمْوَال الأجنبية، منها أَمْوَال سلطة صالح وهادي التي كانت تصل تباعاً لبعض الشخصيات، وأَمْوَال اللجنة الخَاصَّـة الأمنية السعودية.. قيادات الحزب البيروقراطية المخلوعة تحولت إلَـى أرباب مشاريع رأسمالية طفيلة قطعت كُلّ صلاتها بالحزب وجماهيره وهموم الشعب الكادح، وتبنت مشاريعَ انسلاخية عن الهُـوَيّة الوطنية الجامعة.
مشيرا ان هذه ليست تهمةً، هذا هو واقعها المشهود من بعد ارتمائها في حُضن المشروع السعودي الخليجي وتنكُّرها لثورة فبراير الشعبيتين، وانغماسها في مشروع التآمر على الثورة والمبادَرة الخليجية وتحويل الثورة إلَـى أزمة سياسية وتحصين الرجعية والبيروقراطية السائدة، وإعادة تقاسمها السلطة مع النظام القديم وتنكّرها للخط الثوري الوطني الشعبي، ثم أخيراً انكشاف دورها المتآمر إلَـى جانب قوى العدوان الامبريالية السعودية الصهيونية وتحولها إلَـى قوةٍ من قوى العدوان على الوطن وقيادتها لمشروع الاحتلال في الجنوب والانفصال الفئوي في المحافظات الوسطى ومشاركتها ببقية المشاريع الامبريالية دون خجل أَوْ حياء.