المرحلون .. أوضاع صعبة وقصص مؤلمة !!

رمضان فرصة للفوز بأجر دعمهم ومساندتهم:

استطلاع/ اسماء حيدر البزاز

يقضي المرحلين من المحافظات الجنوبية رمضان بلون حزين ومؤلم بعد أ، فقدوا مصالحهم ومصادر رزقهم بدون وجه حق في خطوة تعسفية وجائرة أرضاً وإنساناً وجرمها الدين معتبراً إياها أفعال منتنة لا تليق بأبناء الإسلام .. المرحلون من الجنوب مثلت هذه الحادثة بالنسبة لهم بالفاجعة التي لا تمت للقيم الأخوية ولا الوطنية بصلة، بعد أن أفقدتهم مصالحهم وأعمالهم فعادوا عالة على مجتمعهم منبوذين من أرضهم بدواعي المناطقية.

أحمد سعد مقبل من أبناء محافظة تعز كان مقيم في محافظة عدن منذ ما يقارب 25 عاماً هو وأسرته البالغ عددهم بسبعة أفراد تم تهجيره من دياره ومصادر أعماله بحجة أنه ليس من أبناء المحافظة وأنه دخيل لا بد من ترحيله إلى محافظته، يقول أحمد: أنا اعتبر نفسي من أبناء عدن فهناك عشت وتزوجت وخلفت أولادي جميعهم وهناك تعلموا ودرسوا وعملوا ولم أتوقع في يوم من الأيام أن أطرد من عدن بهذه الطريقة المهينة بلا ذنب ولا جرم ولم نمس الأمن العام أو نثير القلقلة والزعزعة والاضطراب في المدينة فنحن مسالمون وطنيون يمنيون بالدرجة الأساسية لسنا محتلون ولا مستعمرون، فإذا كان رسولنا الأكرم صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم يجاور اليهود ويحسن في مجورته لهم فما بالكم نحن المسلمون تربطنا أخوة في الدين قبل التاريخ والموقع فهل هذا العمل يرضي الله ورسوله ينطلق من أي شرع ونهج وعرف يبرر لهم فعل ذلك.
وأضاف قائلاً: رمضان هذا العام صعب باحتياجاته المعيشية والمادية فقدت تم مصادرة كل ما أملك ولم يعد بأيدينا شيء وبعد أن كنت أملك محلاً تجارياً صرت اليوم أبحث عن عمل يوفر الأساسيات المعيشية لي ولأسرتي.
مأساة
إن نمتهن في وطننا بهذه الطريقة المقززة وكأننا مجرموا حرب أنها لمأساة وعار كبير على من يدعون الوطنية والقومية والعروبة , على من يدعوا أنهم يمنيون من أبناء الإيمان والحكمة اليمانية، أنها بالفعل دعوة للفرقة والتشرذم والانفصال والكراهية والنبذ، دعوة مقيتة، عليهم الاعتذار ومراجعة فعلهم العظيم .. هكذا استهل عبده القباطي – أعمال حرة في عدن  – حديثه معنا.
وأضاف: من يجب أن يّرحل من عدن ويطرده أهل اليمن كاملة هم الخونة والعملاء ومن يسعون في البلاد فساداً، ليس نحن الوطنيون من نحب بعضنا بعض ومهما عمل الأعداء على تفرقتنا يوماً لا بد أنن عود فعمر الظفر ما يخرج من اللحم .. فلست نادماً على عملي ولا ضياع مصدر رزقي وترك الأرض التي عشقتها وعشقت أناسها الطيبون الذين لا يمثلون دعاة التفرقة، بل أنا نادم على الحال المريع والمخيف الذي وصلنا إليه اليوم حتى غدا بعضنا يقتل بعضاً بأفضع أنواع القتل والسحل والبطش وأصحبنا نهجر ونرحل ونطرد من أرضنا بدون وجه حق فإذا كانت كل تلك التجاوزات والانتهاكات من إخواننا وأبناء جلدتنا فما الذي ننتظره من الأعداء.
ومضى القباطي يقول: بعد أن كنا في بيوتنا صرنا اليوم في بيوت الناس ولم نستطع أخذ حاجياتنا إلا القليل منها وبعصوبة بالغة نتيجة هذا التطهير المناطقي، وها نحن نبدأ من الصفر وكأن شيئاً لم يكن تراكمت .
تصرفات غير متوقعة
الحال ذاته لدى محمد الضيفي المعيل الوحيد لأسرته البالغ عددها تسعة أفراد حيث كان يعمل في محل الكترونيات والموبايلات الأمريكية في منطقة كريتر بعدن وشهرياً كان الضيفي يتسلم رابته المقدر بـ120 ألفاً كفيلة بسد حاجيات أسرته المعيشية غير أن الملاحقات والمطاردات لأبناء الشمال في المحافظة جعلت الضيفي ينفذ بروحه بعد أن تلقى التهديدات لأنه ليس من أبناء عدن وهو دخيل عليها وغيرها من تلك التصرفات الهوجاء.
يقول محمد: لم يعد بيدي شيء وقد تفاجئنا بطردنا في ظل هذه الظروف الاقتصادية العصيبة وفي أيام قليلة من حلول شهر رمضان المبارك الذي لم نستطع حتى توفير أبسط متطلباته المعيشية واحتياجاته ولو كنا نعلم بأن هذا سيحدث لنا لكنا على الأقل عملنا حساب هذا اليوم حتى لا نغدو اليوم رهيني استعطاف الناس وإحسانهم.
اتقوا الله
دعت الداعية إيمان النجدي – جامعة القرآن الكريم وعلومه – إلى الابتعاد عن الخطابات التحريضية والدعوات الطائفية والعصبية المذمومة، وعندما قالت يكفينا عداء واقتتال وتهجير لبعضنا بعضا، لقد وصلنا إلى منحدر خطير من الكراهية والاقصاء والحقد، نسينا المصالح العليا وانحدرنا وراء الانتماءات الضيقة والمناطقية والطائفية وصور الانتقام بأبشع درجاته حتى فتكنا بنسيجنا المجتمعي ولا حول ولا قوة إلا بالله، مؤكدة بأنه لا بد من صحوة إيمانية وأخلاقية ووطنية وإنسانية لحل قضايانا وأن هذا البطش لم ولن يولد إلا مزيداً من الدماء والأحقاد والقتال والعياذ بالله.
موضحة: إن هناك العديد من المخاطر المهددة للنسيج المجتمعي وأنه لا بد من مواجهتها بحزم وحكمة في الابتعاد عن بؤر الصراع والاقصاء والتعنت والتعصب الايديولوجي بشتى أنواعه والدعوة العامة إلى مصالحة شاملة تنص على نبذ خلافات الماضي وتقوية العلاقات الأخوية والبنية الداخلية للبلاد ومجابهة العداء والمخططات لتفتيت هذا الشمل، فذلك هو سر العزة وبقاء الوحدة الدينية والفوز برضوان الله في الدنيا والآخرة وصدق رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم القائل (والله لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا ولا تؤمنوا حتى تحابوا، أفلا أخبركم بشيء إذا فعلتموه تحاببتم؟ أفشوا السلام بينكم)، وأن التهجير الذي يطارد أبناء الشمال ليس في الإسلام في شيء بل أنها دعوة منتنة حذرنا الله ورسوله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم منها فلا بد من التوبة من هذه الأعمال التي لا صلة لها بالإسلام، بالإضافة إلى تقديم العون والدعم ومساندة هؤلاء المرحلين الذين غدوا اليوم على باب الحاجة والفقر والله في عون العبد ما دام العبد في عون أخيه.

قد يعجبك ايضا