السعودية لعبت أسوأ الأدوار في المنطقة العربية
نجيب محمد الزبيدي
كم كان محقاً وصادقاً أستاذنا الكبير الراحل/ محمد حسنين هيكل عندما قال: “أوصف العدوان السعودي على اليمن بأنه يكاد أو صار خطيئة تاريخية، ثم إن الأستاذ هيكل قد كشف أو أوضح لنا بأن الحرب على اليمن عبثية، وأن النظام السعودي قد أخطأ، أو أنه ارتكب خطأً فادحاً حينما سموا حربهم على اليمن “عاصفة الحزم” وهو اسم يناقض بعضه بعضاً، فـ”العاصفة” هي إعصار لا يلوي على شيء، ولا يرتب شيئاً، و”الحزم” يحتاج إلى رؤية ومشروع ووسائل.
إن المتابع والراصد للأحداث سيلاحظ أو سيدرك أن النظام السعودي المجرم هو من قام بتنفيذ الحرب أو العدوان على اليمن، وبدعم ضمني من الولايات المتحدة الأمريكية وأعوانهم الإقليميين (قطر، الإمارات، ومصر، والسودان، والمغرب) أو غيرهم.
إذاً فالسعوديون قد قرروا في شهر مارس 2015م إغراق أنفسهم في الصراع باليمن، وها هي التقارير الواردة من الغرب قد أشارت صراحة إلى أن النظام الوهابي الصهيوني قد أراد ليس تهديم اليمن فقط، ولكن تقسيمه أيضاً إلى قسمين كما كان قبل 1990م.
إن الحقائق التاريخية وكل الشواهد أو الأدلة تؤكد بأن السعودية أو مملكة الشر والإرهاب لم تدعم توحيد شمال وجنوب اليمن في عام 1990م تحت قيادة اليمن الشمالي، وإنما حاولت منع هذه الوحدة اليمنية من الحدوث مراراً وتكراراً في العقود السابقة من خلال دعم القادة اليمنيين الجنوبيين والجماعات الانفصالية.
إنها السعودية أو بالمعنى الأصح: إنها المملكة الوهابية الصهيونية والتي قد حكى أو قال التاريخ عنها: إن المملكة الوهابية هي الدولة الوحيدة التي لم تسمح بتدريب فدائي واحد على أرضها لمحاربة جيش الاحتلال الصهيوني، والمملكة هي الوحيدة التي لم تقدم حتى بندقية واحدة لفلسطيني يحارب الاحتلال الصهيوني.
نعم فها هو التاريخ أو الملف الأسود لأسرة آل سعود يقول أو يخبرنا أن الدور السعودي في تمويل وتدريب ودعم الإرهابيين في العراق وسوريا وليبيا واليمن قد صار مكشوفاً أو معلوماً للجميع.
في الأخير أود القول: إن الملف الأسود لأسرة آل سعود قد أشار في إحدى صفحاته أو تقاريره إلى أن المملكة الوهابية الصهيونية تستخدم في حربها على اليمن أسلحة غير تقليدية (كالقنابل العنقودية، وحتى الأسلحة الكيميائية)، وتقوم بارتكاب جرائم حرب قد ترقى إلى مستوى جرائم ضد الإنسانية.