من مفكرتي الأسبوعية

عباس غالب
السبت: حرب مول.
مع حلول رمضان الفضيل تعج وسائل الإعلام المحلية بالإعلانات التجارية عن السلع والمنتجات  المتنوعة وتعد الزائرين بالتخفيضات المهولة والجوائز الفورية، حيث لا يخفى على القارئ  اللبيب أن أكثر من صديق يعتب على بعض (المولات ) التجارية غياب مصداقية إعلاناتها حيث يكتشف المستهلك الذي تطحنه الظروف المعيشية جراء العدوان الغاشم أن تلك الإعـلانات مجرد وهم و شباك لاصطياد هذا المستهلك الذي لا يجد شيئا واقعياً من تلك التخفيضات.. وأن الأمر مجرد دعابة سمجة القصد منها النصب والاحتيال و لا شيء آخر.. فهل من رقابة على هذه المراكز التجارية التي انتشرت مؤخراً في أمانة العاصمة كالوشم في الوجه! وهل من رقابة تقوم بها الأجهزة التموينية لإيقاف حالات الابتزاز وهذه الحرب المعلنة التي تشنها هذه المولات على المستهلكين الذين باتوا اليوم يعيشون بين مطرقة العدوان وسندان التجار؟!

الأحد: الوجه الأخر للعدوان.
لم يعد جديداً الإشارة إلى أن عدوان السعودية وأخواتها على اليمن يأخذ أوجها عدة، ربما كان أحد تلك الأوجه الجانب الاقتصادي وذلك في محاولة تضييق الخناق على الشعب اليمني من أجل تركيعه غير أن العنوان الأبرز في هذه المعركة يتمثل في الصمود البطولي رغم تلك التداعيات التي ألقت بظلالها السلبية على مختلف الجوانب الحياتية للمواطن، الأمر الذي يتطلب معه المزيد من التكاتف والتضامن بين مختلف القطاعات لتجاوز أسر هذه التداعيات.
ولا بأس هنا من التذكير بأن بعضاً من أفراد هذه القطاعات والمؤسسات وتحديداً بعض مكونات الاقتصاد الطفيلي ودخلاء المهنة يتعاملون مع هذا الظرف بانتهازية مقيتة، إذ نراهم يلهثون وراء تراكم ثرواتهم غير آبهين بمعاة المواطن الحياتية والمعيشية.
وتبدو الظاهرة المقززة في هذا السياق تلك المرتبطة بالتهريب الجمركي والتهرب الضريبي.. وهي الموضوعات والقضايا التي أولتها وزارة المالية بقيادة الدكتور محمد ناصرالجند القائم بأعمال وزير المالية ومعه قيادة مصلحتي الضرائب والجمارك جل الاهتمام، خاصة وهي ترعى إقامة عديد الفعاليات والمناشط و ورش العمل للتعريف بمخاطر تداعيات التهرب الضريبي والتهريب الجمركي على موارد الخزينة العامة التي تمثل هذه العوائد مرتكزها الأساس في إدارة  شؤون الدولة وصرف رواتب العاملين فيها من القطاعين المدني والعسكري.
الاثنين: الدخان يتسرب من الخزينة!.
ولأن الشيء بالشيء يذكر يكفي التنبيه هنا أيضاً إلى  مخاطر استمرار هذه الحالة المؤرقة أن قطاعات الإنتاج والصناعات التحويلية المحلية قد تضررت كثيرا جراء هذا العدوان الغـاشم.. ومما يزيد الطين بلة أن حجم التهريب في قطاع السجائر المغشوشة منتهية الصلاحية والتي تغرق الأسواق المحلية وتلحق أفدح الضرر ترتب عجزاً إضافيا في إيرادات الرسوم الجمركية بحوالي ثلاثة مليارات ريال شهرياً كما يؤكد على ذلك الأخ عبد الحافظ السمة رئيس مجلس ادارة شركة  كمران  للصناعة والاستثمار في تصريحات صحفية هذا الأسبوع.
ولنا أن نتصور كم حجم الكارثة ونحن نعاني من هاتين المشكلتين المصاحبتين للعدوان الغاشم على بلادنا.
الثلاثاء: رحيـل الأسطورة..
أروع وصف أطلقـه على نفسه عندما قـال ذات مرة أنه يحوم كالفراشـة ويلسع كالنحلة.. وهـو ما  طبقه عمليا في كل نـزالات الملاكمة التي خاضها.. إنه الأسطورة في ملاكمة الوزن الثقيل محمد علي كلاي الذي توفى منذ أيام عن عمر ناهز 74 عاما وهو الذي بدأ حياته برفض الانضمام إلى جيش بلاده في حرب فيتنام وفضل أن بكون في حياته داعية للسلام والمحبة والتآلف بين شعوب الأرض.. وحتى الآن لم يتعلم الأمريكان من درس كلاي فما زالوا يصدرون الحروب وما زال بعض الساسة العرب يستوردونها في صناديق يلقونها على مواطنيهم !.

قد يعجبك ايضا