مكاييل أمريكا المتعددة!!
عبدالله الأحمدي
يقال إن أمريكا لا ترحم عملاءها. هل تتذكرون الجنرال نوريجا احد قادة دول أمريكا الوسطى؟ هذا الجنرال كان أحد عملاءها وكان تاجر مخدرات، وعندما انقلب على الأمريكان غزوا بلده، وأخذوه مكلبشاً ومعلقاً في حوامة أمريكية وحكموه 25 عاما، ثم سلموه إلى فرنسا، ليقضي حكما آخراً بتهمة غسيل أموال. هذه واحدة، الثانية قصة الشاه محمد رضا بهلوي إمبراطور إيران قبل الثورة، الذي كان شرطي أمريكا في الخليج، لم يجد له قبرا، ومنعته أمريكا من الدخول إلى أراضيها. هكذا عندما تستغني أمريكا عن علائها ترمي بهم إلى مزابل القمامة. أمريكا لديها عدة مكاييل، والمهم عند الأمريكان هي مصالحهم، قبل الثورة الشعبية في اليمن كان الأمريكان يطالبون بتسليم الزنداني وعلي محسن، والفضلي والحميقاني واحد أبناء الشيخ الأحمر بتهمة تمويل الإرهاب، وكانت تلح في ذلك،لكن علي صالح كان يماطل أمريكا.
اليوم لم تعد أمريكا تطالب بهؤلاء كممولين للإرهاب، بل أصبحت تتعامل معهم، وتستقبلهم كزعماء ومحررين، ولم يعد الزنداني غير مرغوب به في المملكة، ولم يعد الإخوان المسلمين جماعة إرهابية في نظر المملكة، لقد احتاجت أمريكا لهؤلاء، جاءت الحاجة إليهم ليتزعموا الإرهاب ضد الشعب اليمني، ويقتلون أبناءه. لم يعد هؤلاء مطلوبون لدى المحاكم الأمريكية بتهم عدة، من تدريب وتمويل الإرهاب في العالم، إلى الاشتراك المباشر فيه، لقد أضحوا من مقاتلي الحرية كما كانت تسميهم في أفغانستان. أمريكا لها أوجه عدة، ولها مكاييل وسياسات عدة، وأوسخ هذه الأوجه هو وجهها القبيح الذي تتعامل به مع الشعوب. تلك هي أمريكا التي تدعي الحرية وحقوق الإنسان التي تشارك في قتل فقراء اليمن، ولم نسمع لمنظماتها الإنسانية صوتا يرتفع منددا بجرائم الابادة في اليمن.