يوميات صائم.. كرنفال رمضاني

عبدالفتاح علي البنوس
كل واحد ورقته في يده لا حول له ولا قوة .. رمضان هل هلاله ويشتي مصروف , قائمة طويلة عريضة من المطالب الرمضانية تصيب الناظر اليها للمرة الأولى بالمغص الحاد في الأمعاء الغليظة والدقيقة وقد يمتد تأثيرها إلى الاثني عشر وقد يصل إلى الثلاثة عشر ,كلها مطالب رمضان المسكين التي (يتقعفها ) رب الأسرة مكرهاً بالوجه هذا أو بالوجه الثاني دون أن يكون له أي فرصة أو حيلة للتنصل عن بعضها أو التخفيف من حجم وكمية البعض الآخر لأن بيت فلان قد اشتروا وبيت علان قد حطموا الرقم في قوائم المشتريات الرمضانية وما (عنكنش) اقل منهم وما (عيكونوش)أحسن مننا ومع زيادة بعض عبارات الإطراء من الزوجة للزوج يشعر (بالثخنة) ويسارع إلى دخول الكرنفال الرمضاني الذي يكون الزوج فيه الخاسر الوحيد.
بعض الزوجات تشعرك من خلال قائمة مصاريف رمضان بأنك مقدم على استضافة مونديال كأس العالم لأعلى استضافة شهر رمضان ,شهر الصيام والقيام والعبادة وكأن رمضان موسم للأكل وعرض الموائد العامرة بشتى أصناف المأكولات والتي لا يأكل منها الصائم إلا القليل فيما يكون الكثير منها من نصيب براميل القمامة والدجاج والأغنام.
وعاد الذي (يضنكك) ويرفع لك الضغط و(يضبح) بك عندما تكون زوجتك عزيزي الصائم من المدمنات على مشاهدة برامج الطبخ وتحاول إقناعك بأن منال العالم كانت من تلميذاتها وبأنها مستعدة لمنافستها بل والتفوق عليها كطعم تستدرجك من خلاله لشراء مقادير الطبخة والطبق المنتظر وعلى العشاء تجد نفسك قد شربت مقلبا بالهناء والشفاء وتكتشف بأنها تتعامل معك كحقل تجارب وتزداد مأساتك وتوترك عندما تكون قد تسرعت وعزمت احد الأصدقاء متكئا على براعة الشيف وطبقه البديع لتجد نفسك وضيفك أمام طبق عجيب غريب (يمهد بطنك وبطن ضيفك مهيد)ويشعركما وكأنكما تجتازان عقبة لودر أو نقيل سماره أو أنكما تناولتما (شدة طماش ) صيني من الأصلي .
إذا عزيزي الصائم عزيزتي الصائمة :العقل زينة ورمضان شهر الصوم وما فيش داعي للفشخرة الكذابة والقوائم الطوال العراض للمصاريف (دبدبوا) و (تقرطوا) العافية وما بش داعي (لكبره البطن )لأنها علة صحن شفوت وشويه سلطة وصغيرة عصيد أو هريش وصحن رز وطاسة شربة أو مخلبية والدنيا سابرة وما فيش داعي للكرنفال الرمضاني الطويل العريض وما فيش داعي عزيزي الصائم تولع الشاشة للحجة حقك تشوف منال العالم خلي الطاقة للضوء وعليكم بإذاعة صنعاء ومابش داعي للبوقة .
مش معقول هذا الجنان كل البيوت تحولت إلى مطاعم في رمضان وفي الليل هات يا (بشم) و(تبحاص) وقنابل صوتية إرتجاجية تشعرك وكأنك أكلت كيس(إسمنت) عمراني مركّز مزود بالخرسانة المسلحة .
عزيزي الصائم : تذكر وأنت على مائدة الإفطار بأنها (بطنك) وليست عدوك .
صوماً مقبولاً وذنباً مغفوراً وإفطاراً شهياً .

قد يعجبك ايضا