“الدولار” .. و منطق الدولة .. !

عبدالخالق النقيب
a.alnageeb@yahoo.com
انهار الريال ولا نعرف عند أي نقطة سيستقر الدولار ..! غير أن حكومة هادي انسحبت أمس لأول من المشاورات، وبدأت تتحدث بلهجة من لم يشبع غروره بعد، كما لو أن “الدولار” صيد ثمين عثر عليه مجموعة من الغوغائيين والهمج الذين يتربصون بنا إلى أن يشاهدوا آخر فصول هلاكنا.
ينقصنا منطق الدولة والاقتصاد الخبير لنكون أقوى ، الحرب ليست تجربة قابلة للتخمين، كما أنها ليست ثقافة قادمة لاختبار مزاجنا الشعبي في “الصمود والإرادة”، وقياس مدة الغوص تحت مياه الحصار، سنختنق ونغر، نحن نواجه عدواناً مستميتاً في تجويعنا، وكلما التقط أنفاسه التفت يلمح العالم بعينه اليسرى ويطمئن بأنه لم ينته بعد من عد النقود التي قبضها لقاء صمته وسكوته .
منطق الدولة ينظر إلى “الدولار” بمسؤولية أكبر، وسيجعلنا أمام فرصة أكبر مع من تبقى من أحرار العالم ليمدوا أيديهم إلينا ويعترفون بوجودنا بدلاً من الحيرة التي أغرقناهم بها حتى وهم يفكرون بقبول سفير أرسلناه إليهم، منطق الدولة ومؤسسات النقد والاقتصاد وحدها من يمكنها أن تحصر كم طلقة ستخرج من بطن الحصار، وعند أي طلقة تنتقل لخيار بديل ، وتفهم كم طلقة يمكننا احتمالها .
حين يرتفع الدولار بشكل مفزع لا يجدر بنا مناشدة الإرادة والصمود ، بينما في الضفة الأخرى العشوائية والتخبط والإقصاء تدفع بنا إلى السقوط من نافذة خلفية في جدار الانهيار، العودة لمنطق الدولة سيكون أجدى قليلاً من التحديق للمرتزقة وهم يشيرون إلينا بشماتة، أجدى من الاستماع إلى أكبر معدل وصلت إليه سفالتهم وهم يتشفون بعجزنا .. سيهتفون بشرعيتهم وهذه المرة سيهتفون بحماس أكبر .
في ظل غياب الدولة وهيمنة سياسة الإقصاء لا تدري بأي لغة تخاطب شعباً منهكاً لم يعد يسعه الاحتمال .
ارتفاع الدولار بهذا الجنون ، حرب معلنة ولا يجب أن ندعها تمر بيننا.

قد يعجبك ايضا