معركة الكويت!!

حسن حمود شرف الدين

يخوضُ الوفدُ الوطني المكوّنُ من أنصار الله والمؤتمر الشعبي العام في دولة الكويت -إحدى دول تحالف العدوان على اليمن- معركةً حاميةَ الوطيس ضد وفد الرياض، الناطق الرسمي باسم قوات الغزو الأمريكي ومندوب قيادة تحالف العدوان والمتمثل في النظام السعودي الولد غير الشرعي للوبي الصهيوني والنظام الأمريكي.
عشراتُ الأيام من التفاوض والوفد الوطني لا يزالُ صامداً وقوياً أمام مطالب وافتراءات وفد الرياض.. وكل يوم تنكشّفُ عورة من عورات أمريكا والسعودية.. فمع الاستعدادات لإجراء مفاوضات الكويت أعلنت الأمم المتحدة عن هُدنة تمهيداً للمفاوضات، إلا أن الأجواءَ اليمنية لا زالت تُنتهك من قبل طائرات التحالف ولا زالت ترتكب الجرائم في حق الشعب اليمني، وليس آخرها مجزرة لحج التي ذهب ضحيتها 12 شخصاً أغلبهم أَطْفَال ونساء. ومع بدء معركة التفاوض أصر الوفد الوطني عدمَ الخوض فيها ما لم يكن هناك وقفٌ كاملٌ لإطلاق النار، بحسب هُدنة “الاثنين 11 إبريل” وتسجيل الخروقات التي ارتكبتها قواتُ التحالف ومرتزقتهم وعملاؤهم.. فكان تشكيلُ لجان التهدئة والمراقبة في مناطق المواجهات والتي لم تسلم أيضاً من خروقات المرتزقة والعملاء وتعرض أعضاؤها للقتل عدة مرات.
تثبيتُ وقف إطلاق النار كمبدأ رئيسي في عملية التفاوض وتشكيل لجان تهدئة ومراقبة لتطبيق الهدنة كانا انتصارَين للوفد الوطني المفاوض في الكويت.
بدأت معركةُ التفاوض الحقيقية وقدم الوفد الوطني رؤيته للحل السياسي والأمني على طاولة التفاوض، فيما وفد الرياض كان خالي اليدين من أيّة رؤية يطرحُها للحل سوى إخراج المعتقلين “الخمسة” دون الحديث عن الأسرى، وكأن تفاوُضَهم على إخراج الخمسة وليس للخروج بحلول مستدامة للأزمة اليمنية وإيقاف العدوان.
معركةُ الكويت لا تقلُّ أهميةً من معارك الميدان التي أبطالها الجيشُ واللجان الشعبية ضد الغزو والاحتلال.. فالمجاهدون في الميدان يدافعون عن الأرض والعِرض من دخول الغازي.. والمفاوضون “الوفد الوطني” في الكويت يخوضون معركة حقيقيةً هدفُها تعريةُ النظام الأمريكي والسعودي أمام العالم.
المراقِبُ والمتابِعُ لعملية التفاوض في الكويت -بشرط أن يكون منصفاً- سيرجّح كفة الوفد الوطني كونه ملتزماً بجميع قواعد الحوار والتفاوض الأخلاقية والقانونية.. بينما الطرفُ الآخر ينتهجُ مبدأ المراوغة والتطويل وتوجيه الاتهامات وانتظار وتطبيق ما يملى عليهم من الخبراء الأمريكيين والسعوديين.
يجبُ علينا جميعاً أن نستشعرَ المسؤولية، وندرك أن معركة الكويت ليست سهلةً، فهي معركة بين الحق والباطل.. بين صاحب أرض وغازٍ.. فإمّا أن نكونَ وإما لا نكون.. وأقوى سلاح نمتلكُه لنحقق الانتصار هو التمسُّكُ بالله سبحانه وتعالى والصبرُ ورفدُ جبهات القتال بالمال والرجال.. وما التمكينُ إلا بإذن الله تعالى على أيدي رجاله والمحسنين من عباده.

قد يعجبك ايضا