حسن عبدالله الشرفي
رَحيلكَ فَتَّ في عضديْ وَأَدْمَى
وأشبعني مع الأَيَّامِ يُتْمَا
وَأَعلم أَنَّهَا الدنيا،، وَمَنْ لِيْ
بدُنْيَا لم نكنْ صَاباً وَسُمَّا
أَرَدْنَاهَا كما نهوى وَسَارَتْ
كما شاءتْ لَنَا سَهَراً وَحُمَّى
فَيَا مَنْ كنت ملءَ الْقَلْبِ ضَوْءاً
وَيَا مَنْ كنتَ ملءَ الرُّوح وَشْمَا
ذَكَرْتُ زماننا من نصفِ قرنٍ
وكيف انداح في الرَّبَوَاتِ غَيْمَا
نَحُثُّ إلى مَعَارِجِهِ خُطَانَا
ونشبع عِشْقَهُ نَثْراً وَنَظْمَا
وَنَعْلَمُ أَنَّهَا كَانَتْ سَرَاباً
نجوع ببابها الْغَالِي وَنَظْمَا
ولكنْ لَذَّة الإِبْدَاعِ فينا
تَظَلَّ أَلَذُّ في الأعماقِ طَعْمَا
* * * *
وماذا بعد؟ ماذا بَعْدُ قُلّْ ليْ
لِأَنِّي مَا احْطْتُ بِذَاكَ عِلْمَا
وها هو ذا يباغتني فَأَبْكِيْ
كَأَيِّ قصيدةٍ في البال عَصْمَا
تركت لها الدموع فَمَا تُبَالِيْ
أكان حقيقةً أَمْ كَانَ وَهْمَا
وما سبعون عاماً حين تحكي
سِوَى حُلْمٍ يَجُرُّ إِلَيْهِ حُلْمَا
وأدري أَنَّهَا الدنيا وَلَكِنْ
لماذا لم تكن في الناسِ أَسْمَى
سؤالٌ ما وجدتُ لَهُ جواباً
وَلاَ أتْقنْتُهُ في الذهنِ رَسْمَا
* * * *
فيا من كنتَ في دربِ التجلِّي
زميلاً طاهرَ الأَخْلاقِ شَهْمَا
رَحَلْتَ لكي أَظَلَّ بلا زَميلٍ
يكون لِخَاطِرِيْ قُرْبَى وَرُحْمَى
وَأدري أَنني آتٍ بنفسٍ
تَشَظَّتْ بالأَسَى هَمَّا وَغَمَّا
وَيسْأَلُني أَحبائِي لِمَاذَا
بكيت؟ فقلت إن الحبَّ أَعْمَى
وَحُبِّيْ مُبْصِرٌ في كل حالٍ
لِأَنَّكَ فيه أَغْلى الناسِ إسْمَا
فَنَمْ نَوْمَ الْمَحَبَةِ في ضَمِيْرِي
ليشبعَ من جبين الْوُدِّ لَثْمَا
صنعاء –الثلاثاء -31 مايو 2016م