صنعاء/سبأ
أكد عدد من أدباء ومثقفي اليمني فداحة الخسارة التي يمثلها رحيل شاعر بحجم الأديب علي عبدالرحمن جحاف في مرحلة صعبة يمر بها الوطن ، منوهين بخصوصية تجربته وما مثلته قصيدته من إضافة نوعية إلى الشعرية اليمنية المعاصرة .
وأعربوا لـ “سبأ ” عن عميق الحزن لرحيل الشاعر جحاف مبتهلين إلى الله أن يتغمده بواسع رحمته ويلهم أهله و ذويه الصبر والسلوان .
وأوضح الصحفي والكاتب أحمد الديلمي ” كان الأديب الكبير علي عبدالرحمن جحاف شاعرا مبدعا وإداريا متقنا .. عرفته عندما كان في منطقة الشرفين بمديرية المحابشة بحجة .. كان رجلا وعنوانا لثقافة خاصة جمع ما بين الحديث والقديم ، ولعله الشاعر الوحيد الذي أتقن الشعر باللهجة التهامية وبخاصة في قصائد ” وازخم “، و”طائر أمغرب ” ، وغيرها من الكلمات التي كانت من قصائده “.
وأشار إلى تجربته في الشعر الغزلي ” حيث أبدع بشكل كبير في قصائد الغزل وكانت المنطقة التي يتواجد فيها توحي له بأشياء كثيرة ،وكان أحد الشعراء الذين انفردوا في هذا الجانب حتى أنها لفتت أنظار الفنانين وتغنوا بها قبل معرفتهم بالشاعر والأديب علي عبدالرحمن جحاف.وأذكر أن الثلاثي الكوكباني غنوا للشاعر الكبير جحاف ” صباح الخير يا رازقي في طهنه ” وطهنه هي منطقة جميلة تتوسط مديرية كحلان ومنطقة ” .
فيما يقول الشاعر محمد يحيى المنصور : رحل شاعر الجمال والحب والوطن ا?ستاذ الشاعر الكبير علي عبدالرحمن جحاف ، أحد كبار شعراء اليمن ، و أحد فرسان القصيدة الجديدة ، بتنويعاتها الفنية والموضوعية.
وأضاف : مئات القصائد والمقطوعات الشعرية أبدعها علي عبدالرحمن جحاف على مدى يتجاوز الخمسين عاما، كان مثالا للمثقف والمبدع المنحاز دائما للإنسان والوطن، وقيم الحب والخير والجمال، ورفض الظلم والطغيان أينما كان.
وتابع : كان رحمه الله مثالا للإنسان في أنقى صورة، بساطة وعمق ، وروح جبارة غالبت الادواء والعلل التي ظلت تنهش ذلك الجسد الصغير ، ظلت روحه الجبارة – برغم المرض والأدواء وقسوة الأيام وتجاربها – تعبر بالشعر وبالقصيدة عن شتى الشؤون والشجون والقضايا والمواقف الخاصة والعامة ، في رقة وبساطة وعمق، وتجليات جمالية تفرد بها الأستاذ علي عبدالرحمن جحاف سواء في قصائده الفصحى أو العامية التي تفوق بها ومن خلالها للقصيدة الشعبية التي كان ولا يزال واحدا من أهم شعرائها في اليمن
من جانبه أعرب عبد السلام الوجيه وهو من أصدقاء الراحل عن عميق الحزن لرحيل الشاعر علي عبدالرحمن جحاف الذي حمل هم الإنسانية وهم الشعب اليمني والشعب العربي والإسلامي والشعب الفلسطيني حتى الجياع في أفريقيا كان يكتب عنهم قصائد .
وأضاف : رحيل الرجل وغيابه خسارة كبيرة على الشعب اليمني فهو أحد عمالقة الشعر والأدب في اليمن وهو الإنسان المؤمن بكل معاني الإنسانية
فيما قال السفير عبد الوهاب جحاف وهو أحد أقارب الفقيد : عرفته أديبا ومؤمنا بحب الناس لم اسمعه يتحدث إلا بالخير عن كل الناس ، كان يقرأ كثيرا ، كان شاعرا منذ أن كان عمره 14 عاما ، كان يقول الشعر وتربطه علاقات واسعة بعدد كبير من الشعراء .
وأضاف : لقد فقد اليمن واحدا من أبنائه المبدعين في مرحلة حرجة يعيش فيها اليمن محنة وكارثة بسبب العدوان السعودي الأمريكي الذي لا مبرر له إلا قتل اليمنيين وتدمير مقدرات وطنهم .
من جانبه أعرب عبدالحفيظ الخزان وهو من أقارب الفقيد عن عميق الحزن لهذا الرحيل المؤلم الذي خسر به الوطن واحدا من أعلامه ورموز قصيدته خلال مرحلة صعبة يمر بها الوطن .
في صفحتها على الفيس بوك أعربت الشاعرة ابتسام المتوكل عن فداحة الخسارة التي خلفها رحيل الشاعر جحاف.
وقالت :من سيحتفي بكاذي شباط ا؟ من سينثر فل نيسان في قلوبنا؟ من سيعلن الوطن قصيدة انتماء ابدي ومفارقته لعنة أزلية تلاحق من اقترفها؟ علي عبدالرحمن جحاف نودع برحيلك قيما ومعاني عظيمة”
من حانبه قال الأكاديمي والباحث الدكتور محمد عبدالباري القدسي : أعمدة اليمن يترجلون .. وجناح طائر أم غرب ينكسر بموت الشاعر علي عبدالرحمن جحاف.
وأضاف : في السنوات العجاف التي يعيشها الوطن أنتقل إلى رحمات الله الواسعة شخصيات يمنية أسهمت في توطين اليمن في العقول. نسأل الله للشاعر الرحمة والغفران ولليمن العزاء ولمحبيه الصبر والسلوان . إنا لله وإنا إليه راجعون”.
Next Post