أوراق في سفْر الصمود والتفاؤل
عباس غالب
الورقة الأولى:
تبعاً لحالة الصمود البطولي ضد العدوان السعودي -الأمريكي ثمة تفاؤل مشوب بالحذر في توصل الأطراف اليمنية في الكويت إلى رؤية مشتركة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه وسحب البساط عن هذه المؤامرة التي حيكت في ليل دامس وذلك من خلال الحرص على مبدأ التوافق، سواء في موضوع السلطة الانتقالية أو غيرها من الخطوات التي تؤسس لإيقاف الحرب والبدء في إعادة البناء.
إن أبرز تجليات هذا المشهد يستشفها المرء من المعلومات التي تفيد بتجاوز الأطراف لحالة المراوحة عند نقطة البداية والدخول فعلا في صلب القضايا الرئيسية، لعل في طليعتها تلك المرتبطة بالإفراج عن المعتقلين والأسرى والموقوفين وغيرها من الخطوات التي بدأت تلوح في أفق هذه المشاورات التي يتطلع إليها اليمنيون بفارغ الصبر أملا في وضع حد لتداعيات المشهد الراهن.
***
الورقة الثانية:
وسط هذه الأجواء الملبدة بالمتناقضات أبهجني خبر انتزاع شابين يمنيين الجائزة الذهبية -كلا- على حدة من بين مائتي مشارك من أنحاء العالم في معرض استضافته ماليزيا منذ أيام لهذا الغرض الذي حاز فيه اليمنيان على الجائزتين الأول بكل جدارة واقتدار.
لقـد كان الاختراع الأول بمثابة جهاز لتوليد الطاقة الكهربائية الناجمة عن احتكاك إطارات السيارات والمركبات خلال سيرها على الطرق الإسفلتية، بينما يركز الاختراع الآخر على اختراع طريقة علمية لحفظ عينات الدم داخل جهاز خاص في المناطق النائية التي لا تتوفر بها الطاقة الكهربائية.
وكلا المخترعين من أبناء اليمن اللذين تحديا ظروف العدوان والحصار وقاما بابتكار هذه الاختراعات من أجل البشرية التي يجب أن تسودها المحبة والشراكة والبناء وليس حياكة المؤامرات وضرب استقرار الدول وتعطيل تنميتها.
***
الورقة الثالثة:
وفي هذه الورقة نشير إلى بقعة ضوء أخرى في جبهة صمود الداخل تتمحور في مخرجات الملتقى المالي السنوي الذي رتبت لانعقاده وزارة المالية بقيادة الدكتور محمد ناصر الجند القائم بأعمال وزير المالية ومعه قيادات المؤسسات الايرادية حيث برهنت هذه القيادات على التفاني في التعامل مع هذا الظرف الاستثنائي الذي يعيشه الوطن راهناً والتي جنبت الموازنة العامة شبح السقوط والانهيار الكبير..
وفي هذا السياق يكفي التلميح هنا بشهادة أحد مسؤولي صندوق النقد الدولي بأداء المؤسسات الايرادية ومنها الجمارك والضرائب في الحفاظ على أداء هذه الأوعية الايرادية رغم قساوة العدوان ورغم معاناة القطاعات الاقتصادية والتجارية التي برهنت حقاً أنها جديرة بالاحترام.. وهي مسؤولية تتضاعف على المكلفين في سداد الاستحقاقات الضريبية والجمركية حتى تستمر منظومة الدولة في أداء كامل وظائفها تجاه المجتمع دون خلل أو انتكاسة كما تأمل في ذلك قوى العدوان.