أقول قولي هذا..شهر الله
عبدالمجيد التركي
* رمضان على الأبواب، والكثير من الناس يستعد لهذا الشهر بأنواع المأكولات والمشروبات وكأنه لا يأكل إلا في رمضان، مع أن رمضان شهر صحي يتخلَّص فيه الإنسان من تراكم الدهون والكوليسترول طوال العام.. لكننا نحوِّله إلا شهر بذخ وتبذير، وكأن هذا العشاء الذي سنتناوله هو العشاء الأخير!!
الصيام تصوُّف، وتقشُّف، وليس تخمة وعُسر هضم.. متى سنتعلم كيف نتعامل مع رمضان!!
يأتي رمضان ليعلِّمنا الصبر فنفشل في تعلُّم هذا الدرس.. ويأتي ليعلِّمنا الاقتصاد والاكتفاء بوجبتين فنكون أكثر الناس تبذيراً.. ولأن الصوم في جوهره هو إجراء صحي ترى البعض يبتلع كلَّ ما يجده تجاهه، فتكون التخمة هي عنوان هذا الشهر الذي يأتي ليعلمنا كيف نتعامل مع أطعمتنا ومع أجسادنا وصحتنا.. فحين يخرج رمضان ولم تستطع أن تنقص من وزنك، وتعتني بصحتك فلا تقل إني صائم.
رمضان شهر الله، وشهر الإنسان، وشهر التسامح، وشهر العمل، وشهر الاقتصاد، وشهر الصحة، وشهر التراحم، لكن معظم التجار يتحولون في هذا الشهر إلى انتهازيين، وكأنهم يريدون أن يعاقبوا المواطن على كساد السوق طيلة العام وانتعاشه في رمضان فقط، أو كأنهم يريدون أن يجمعوا كل أرباح السنة في هذا الشهر..
سيأتي رمضان، وسنتقاتل على صلاة التراويح في بعض المساجد، ولأن الصلاة محبة فإنها تتحول عند المتعصبين إلى أحقاد، ويمتلئ القنوت بأدعية الموت والويل والهلاك لمن يخالف فكرنا، وسنسمع من يقول “اللهم زلزل الأرض من تحت أقدامهم، واجعل نساءهم وأطفالهم غنيمة للإسلام والمسلمين”.. يا لبشاعة هذا الدعاء الذي ننطق به دون أن نعرف أن هذا الكلام لا يمت إلى الدين بصلة.