رسالة إلى ولد الشيخ

محمد المنصور

* يا ولد الشيخ اليمن ليس في غرفة العناية المركزة كما زعمت في مؤتمرك الصحفي الأخير ، صحيح أن اليمن يتعرض ومنذ أكثر من عام لعدوان بربري همجي من تحالف عالمي ظالم، وصحيح أن العدوان السعودي الأمريكي قتل الآلاف وجرح وشرد عشرات ومئات الآلاف، ودمر المنشآت والمصانع والجسور والمنازل والأسواق والمدارس والجامعات ، ولكن اليمنيين يقاومون ما هو أسوأ من الموت والجوع والمعاناة هل تدري ما هو يا إسماعيل ولد الشيخ؟ إنه الذل والعبودية والتبعية لحكم دواعش آل سعود التكفيري الحقير ومن ورائه امريكا والصهيونية والغرب الذين تجسد تحالفهم العدواني اليوم على اليمن ظلما وعدوانا وليس مبررا ولا مشروعا بأي حال، هذا التحالف الشيطاني غير المشروع الذي تقوم انت يا ولد الشيخ وبان كي مون ومجلس الأمن بتغطيته وتبريره منذ عام وأكثر . اليوم تريد يا ولد الشيخ – ومن ورائك تحالف الشر – قطف ثمار عام من العدوان بالضغط على الوفد الوطني المفاوض بالكويت من خلال ذلك التهويل بالحالة الإنسانية، والوضع الاقتصادي ،وحديثك المتكرر عن معاناة الشعب اليمني الذي يأتي في إطار الحرب النفسية، التي تبني عليها وتكرر مطالبتك للوفد الوطني بتقديم تنازلات مضمونها الاستسلام، وعودة المجرمين العملاء من الرياض لكراسي السلطة ليعيثوا فسادا وقتلا وإرهابا ولصوصية في كل اليمن ، مثلما كانوا يمارسون في السابق خلال وجودهم في السلطة ، ومثلما كان وما يزال يشتهي ويريد أسيادهم آل سعود والإدارة الامريكية لليمن من إضعاف وتمزيق ونهب وسيطرة في المستقبل . يا ولد الشيخ لن تنطلي حيلك وأساليبك وخداعك على الوفد الوطني المفاوض بالكويت الذي كان إيجابيا في إقامة الحجة ، وتوضيح الموقف للعالم، وتقديم المبادرات الوطنية للخروج من الأزمة المفتعلة ، ولن يتنازل وفدنا الوطني عن الحل العادل والمشرف الذي يليق بشعب الإيمان والحكمة، الذي قدم الغالي والنفيس من أجل الحرية والكرامة والعدالة والسيادة واستقلال القرار السياسي والاقتصادي الوطني . لم يقدم الشعب اليمني تلك التضحيات من أجل عودة العميل هادي وأمثاله علي محسن وابن دغر والمخلافي واليدومي وكبار المفسدين لتنفيذ أجندات ومشاريع السعودية والإمارات التمزيقية لليمن أبدا . ويا ولد الشيخ ثق وتأكد بأن في اليمن شعبا آخر ، لا يشاكل من تلتقيهم في فنادق الرياض، ممن أدمنوا الخنوع وتقبيل أقدام الغزاة ، والتمسح والخنوع لأسيادهم ، وتبرير وقتل شعبهم جنبا إلى جنب مع الغزاة . في اليمن شعب آخر اختار طريق العزة والكرامة وهو يعرف أن الثمن كبير ، وأن التضحيات ستكون غالية ، لكنها أقل خطورة من الخيار الآخر الذي تريد تسويقه بما تسميه التنازلات المطلوب تقديمها من الوفد الوطني , يا ولد الشيخ الشعب اليمني اليوم على ثقة من نصرالله الموعود به المؤمنون، وهو واثق من انكسار واندحار العدوان السعودي الأمريكي التحالفي في اليمن، ذلك العدوان استنفد كل خططه وأساليبه وقواه، ولوكان على يقين بإمكانية انتصاره وفرض شروطه بالقوة لما سمح لك برعاية المشاورات في الكويت ، ولما سمح لك بإطالة أمدها كل هذه المدة. يا ولد الشيخ لا تهول ولا ترغ ولا تزبد ، ولا تحاول استثمار الورقة الانسانية للابتزاز ، فاليمن ليس في غرفة العناية المركزة، بل السعودية ودواعشها ومشروعها التكفيري في اليمن والمنطقة الذين هم في غرفة العناية المركزة . السعودية اليوم وبسبب صمود الشعب اليمني ، وهزائم جيشها وتحالفها ومرتزقتها تعاني اليوم أزمات اقتصادية وأمنية وبينية خطيرة ، السعودية اليوم تستدين المليارات، وتلوح بخصخصة ارامكو كبرى شركات النفط في العالم ، السعودية اليوم فقدت دفء علاقتها التحالفية مع امريكا، وعلى وشك أن يقدم امراؤها ومسؤولوها إلى المحاكمات في امريكا وخارجها بتهمة دعم وتمويل الإرهاب. أصبحت السعودية اليوم الدولة التي يكرهها العرب والمسلمون والشرق والغرب ؛بسبب غطرستها وعدوانها على اليمن ،وسورية ، والعراق ، وأفغانستان واوروبا والعالم. الوهابية التكفيرية أصبحت عبئا على الإنسانية التي تخوض اليوم وفي الغد معركة القضاء عليه . يا ولد الشيخ أعلن فشل مفاوضات الكويت وأعلن فشلك واستقل من منصبك الاكيد أنك قد كسبت الكثير من تسويفك ومماطلاتك ومن تغطيتك للعدوان على اليمن لكنك خسرت نفسك ودنياك وآخرتك ولا عزاء لأمثالك.

قد يعجبك ايضا