كماخط في الكتاب
محمد المساح
لمن سوف أحكي اليوم؟
الناس قراصنة، كل امرئ يستولي على حاجيات جاره.
لمن سوف أحكي اليوم؟
الماضي منسي، المآثر الطيبة لا ترد.
لمن سوف أحكي اليوم؟
ليس هناك أصدقاء جديرين بالثقة، المرء يدفع نحو الظلمة قبل أن يتمكن من الصراخ.
لمن سوف أحكي اليوم؟
القلب الجليل مضى، ومن يتبعه لا يعود.
لمن سوف أحكي اليوم؟
الحزن يسحقني لفقدان من دخل القلب.
لمن سوف أحكي اليوم؟
لأن الفساد يُطّوَف في الأرض ليس له نهاية.
أن أموت اليوم، العافية للعليل كالخلاص من العبودية.
أن أموت اليوم، رائحة صمغ المر كملجأ من يوم عاصف.
أن أموت اليوم، الطوفان القادم مثل العودة إلى الوطن من حرب.. أن أموت اليوم.. مثل الاشتياق لرؤية الوطن..بعد سنوات أسرت في الرق.
أن أموت اليوم، انكشاف السماء مثل تجلى اللامعروف.
لمن سوف أحكي اليوم؟
الأخوة فظيعون، يمضي المرء إلى البرابرة كيما يجد الصلاح.
لمن سأحكي اليوم؟
الوجوه مشوهة، كل امرئ يتحاشى ملاقاة إخوته.
لمن سوف أحكي اليوم؟
القلوب ضارية، ليس هناك من قلبٍ يضع فيه المرء ثقته.
لمن سوف أحكي اليوم؟
ذهب العدل، الأرض أسْلمت للجور.
.. .. ..
روحي.. قالت لي:-
أنت تعلق شقاءك، لكن الوتد يخصني أنا.
أخي ما دمت تحترق فأنت تنتمي للحياة.
تقول: إنك تريدني معك في الماوراء؟
إنس الماوراء، عندما يهجع جسدك وهكذا تصل إلى الماوراء، في ذلك السكون سوف أضىء لك، ومتحدين سوف تكون السكنى؛ لأن الفوق، يمجده التحت كماخط في الكتاب المقدس.
هامش: نص فرعوني عمره أربعة آلاف سنة، وكأنه كتب اليوم.
لشاعر مصري مجهول.