الحانبين بشبر ماء !!!!

حين اكتب , لا أفكر بأحد ,إلا بالموضوع الذي أنا بصدده , هذا ما تعلمته من المساح من علمني أيضا موجبات المواطنة , لا يقاطعني لحظة الكتابة إلا حدسي وخيالي , وملهم أتخيله بطريقتي , فأبحر غير آبه بالحسابات الصغيرة , والضيقة ,والتي من فرط صغرها وضيقها  لا أراها .
هناك فرق بين من يكتب ومساحته بلد نريده أن يتحول إلى وطن , وهناك من يتلقى بمساحة مثلث في حارة ضيقه , فلا يرى سوى أقدامه , يظل افقه محصورا بين تربية عقيمة , تعيد كل أمر إلى حسابات صغيرة , لا تكاد ترى بالعين المجردة , أنا بالتأكيد لا اعمل لها حسابا .
بلد يُدمر , ونفوس تتشظى , ومستقبل أمامك يعود القهقرى وبلا تراجع , يأتي من يفكر بعقلية الحارة , أنا أفكر بعقلية لا يحدها سوى السماء علوا , وأعماق المحيطات عمقا , ودنيا أتمناها للإنسان كله حياة تستحق الحياة , لم اعد ابن الحارة بل أصبحت إنسانا عالميا طالما والكون يأتي إليك بلمسة زر !!! , وهناك البعض من لا يزال يسألك : من أي حارة أنت ؟؟ أنا شخصيا اضحك على هكذا سؤال , خاصة بعد أن تابعت أمس برنامجا من آل BBC يتحدث عن مدن المستقبل في دبي , تلك التي تطبع بالتصوير ثلاثي الأبعاد , وهي مفردة من الجيل الرابع من الثورة الصناعية , والبعض ما يزال حبيس المدكأ !!!.
بالأمس افتتح بن راشد المكتوم مؤسسة المستقبل , وعرضت مبان تطبع بالأبعاد الثلاثة , وهنا من لا يزال مصرا على أن يحصر الكون في الدخول باليمنى أو اليسرى !!! .
الكون من حولنا يذهب بعيدا , والنخب هنا من ذوي الياقات الزرقاء يعودون إلى حواريهم , ويحصرون أنفسهم  في (( من أين أنت ؟ )) , فيما قال با حويرث ومن بريطانيا انه من ثلاثة أعوام  لم يصادف  من يقول له : أين بطاقتك ؟ , ومن نعتبرهم الفئة الأكثر وعيا , يصر على أن يسألك أولا من هو شيخك ؟؟ , مصيبتنا ليست الحرب والعبثية منها بل في من نسي حتى ما درس في الجامعة ويريد أن يعود إلى نقطة الصفر لمجرد انه يظن انه لم يأخذ حقه , أما ما هو حقه فتلك قصه لا نهاية لها.
لذلك الحق أقول انه طالما والجامعات وتلك التي ظننت وبعض الظن أثم أنها ستقود التغيير في المجتمع تخشى من ذكر كلمة (( ايدز )) , أو (( العادة السرية )) في ورقة معصومة !!! , فابشروا بأيام حالكات !!! .
الناس تتحدث عن الذكاء الاصطناعي , من مفرداتها سيارة تأتي إليك إلى بيتك بدون سائقها , ونحن حانيين ب (( طيب  الله اوقاتكم )) !!! .
ما لم تتحرر العقول من العفن المعشعش وتنطلق في رحاب البلد غير آبهة بحارتك , واسم أمك , وطائفتك , ومذهبك , ويظل التقييم على أساس من أين أنت ؟ فأغلقوا البلاد من مطارها إلى مينائها , وارقدوا , حديثي موجه إلى كل من ظننا ذات لحظه أنهم سيقودون التغيير , فإذا بهم يتحولون إلى مجرد باحثين جواسيس عما في نيتك !!! .

لله المر من قبل ومن بعد .

قد يعجبك ايضا