الثورة نت /..
توفير المال وحده لأطفالك لسد احتياجاتهم لا يكفي، حيث لابد من توعيتهم منذ الصغر وتزويدهم بمعلومات أساسية حول مصدر هذا المال والسبل الناجعة لإنفاقه، لأن هذا سينعكس على مداركهم وتوجهاتهم المستقبلية وكيفية تكوين وإدارة أعمالهم وأسرهم، نقدم لك الآن 10 قواعد أساسية يجب أن تعلّمها لأطفالك عن المال، وفقاً لما نشرته صحيفة صحيفة The Guardian البريطانية:
1- عندما تنفق المال فإنهم يراقبونك، لذلك تحدث عن خياراتك للتسوق أمامهم لتظهر لهم كيف تتخذ القرارات حول ما يستحق قيمته وما لا يستحق، وهو ما سيجعله أمراً واضحاً أمامهم أنك لا تقوم بشراء كل شيء قد يعجبك، وأنك تقوم بشراء ما تتحمل نفقاته فقط.
2- قم بإعطائهم مصروفاً منتظماً بدلاً من منحهم المال بشكل عشوائي كلما طلبوا ذلك. هذا الأمر يسمح لهم بتعلم تخطيط نفقاتهم مبكراً، وبشكل تدريجي، يمكنك تشجيعهم على إدراك أن المال نفسه هو القيمة الحقيقية، ولكنهم يختارون ما يحصلون عليه أو ما يفعلونه مقابل هذا المال.
3- لا تربط مصروفهم بما يفعلونه إلا إذا كنت مستعداً لأن تجعل أطفالك يطلبون المال مقابل كل شيء تريد منهم فعله. وجد أدريان فورنهام، المتخصص بعلم النفس الاجتماعي، أن الآباء من أصحاب الدخل المتوسط يميلون – أكثر من الأسر الأفقر – إلى ربط مصروف أطفالهم بما يقومون به من أعمال منزلية. ولكن عليكم أن تكونوا حذرين من أن تشجعوهم على التفكير بأن القيام بالدعم والمساعدة يجب أن يكون مرتبطاً دائماً بالمال. الكثير من الأبحاث تبين أن عمل الخير ومساعدة الآخرين هي مسببات للسعادة أكثر بكثير من ربح الأموال.
4- تقبّل مسألة صعوبة الادخار بالنسبة للأطفال. دائماً ما يملك الأطفال نظرة أقل إدراكاً وتطوراً تجاه المستقبل ويعيشون اللحظةَ بشكل أكبر من البالغين. لذلك، قم بتشجيعهم على الادخار، ولكن لا تتفاجأ من أن بعضهم سيجد الأمر صعباً.
5- شجّعهم على القيام بالحسابات. أظهر بحث أميركي أن الأطفال غير البارعين في الحساب كانوا أكثر قلقاً على المال، في حين أن الأطفال المتفوقين في الحساب كانوا أكثر رغبة في ادخار المال، وأكثر تبرعاً لأعمال الخير.
6- أخبرهم من أين يأتي المال. في أحد البرامج التلفزيونية البريطانية، وُجّه سؤال إلى الأطفال حول المصدر الذي يأتي منه المال، فأجابوا: “من البنوك”، فكان السؤال التالي هو: من أين يأتي البنك بالأموال، فكانت الإجابة: “من رئيس الوزراء”، ثم قالوا بعد ذلك إنه يحصل على ذلك المال من الملكة، وعندما سُئلوا من أين تأتي الملكة بالمال، أجابوا مجدداً: “من البنوك”.
ربما تبدو الاقتصاديات الحديثة ذات دورة معقدة، لذلك، ليس من المفاجئ ألا يفهمها الأطفال، تماماً ككثير من البالغين. وجدت عالمتا النفس الإيطاليتان البارزتان آنا بيرتي وآنا بومبي، أنه في سن الرابعة أو الخامسة، يفترض الأطفال أن الجميع لديهم المال، وأنهم يحصلون عليه من البنوك أو من أصحاب المحلات. كما أشارت أبحاث أجريت مؤخراً في فنلندا أن الأطفال يصبحون أكثر اطلاعاً على مسائل المال.
إلا أنه عليك محاولة توضيح هذه الأمور الغامضة لهم. فمثلاً، عندما تذهب إلى ماكينة الصراف الآلي، عليك أن تشرح لهم أنك تحصل على هذا المال من مدخراتك لدى البنك، وأنها ليست ماكينات تخرج المال بشكل مجاني بالكمّ الذي تريده.
7- كلما تقدموا في السن أخبرهم بما تجنيه من المال، وما تتمكن من ادخاره إذا كنت تقوم بالادخار. ربما لا ترغب في ذلك حتى لا ينقل الأبناء الأمر، إلا أن الكثير من المراهقين يدخلون إلى مجال العمل دون أدنى فكرة عما يجنيه آباؤهم من المال. إنهم يحتاجون لفهم ذلك لتحديد نوع الإنفاق ونمط الحياة الذي يمكن أن يعيشوه حسب دخلهم المحتمل.
8- هناك العديد من الأدلة التي تشير إلى أن إنفاق المال على التجارب المختلفة يسبب سعادة للأشخاص أكثر من إنفاق المال على الأشياء. يمكنك أن تتبنى هذا النموذج لأطفالك، أن يفهموا على سبيل المثال أنك بدلاً من شراء تلفاز جديد، فإنك ترى أن قضاء أسبوع لا يُنسى في رحلة خارجية مع العائلة أفضل بكثير.
9- أعطهم بعض المعلومات عن الأمور المالية للأسرة، وما لا يمكنكم تحمل نفقاته. المؤلف الأميركي ميل غودفري يذهب إلى أبعد من ذلك ويقول إنه عليك وضع ضريبة بقيمة 15% على مصروفهم الشخصي، حتى تعلمهم كيف يعمل النظام الضريبي والديمقراطية. ربما لا يجب عليك أن تذهب إلى هذا الحد، ولكن يمكنك أن تسألهم عن آرائهم فيما يستحق وما لا يستحق إنفاق المال فيه.
10- كلما يتقدم أطفالك في السن، قم بالتأكيد على أن الحياة ليست عبارة عن المال فقط. في كل عام منذ 1971، يقوم باحثون في الولايات المتحدة بسؤال طلاب الجامعة عن الدافع نحو دراستهم الجامعية، وعبر السنوات، تزايد عدد الطلاب الذي يجيبون بأنهم جاءوا للجامعة لكسب المزيد من المال كسبب رئيسي، لدينا اليوم الفرصة للتأكد من أن طلاب اليوم مازالوا يفكّرون بنفس طريقة من سبقوهم وأن أعمالهم هي على أساس مالي فقط وليس على أساس ما يرغبون فيه. في كلتا الحالتين، من المؤكد أن السعادة لا تعتمد على المال بشكل كامل.
المصدر: “القدس”