من يغيث “الحديدة” ؟

محمد خالد عنتر

لا تزال مأساة الحديدة مستمرةً ولا تزال الاتهامات أيضاً مستمرة .. فالأطراف تتهم بعضها بما يحدث في تلك المدينة الساحلية ..
عروس البحر الأحمر تغوص في موجةٍ حرٍ قاتلة لم يعد أبناؤها يطيقون الحياة بسببها ..
الطرف الأول يقول بأن سبب الأزمة هو الحصار المفروض على البلاد ومنع دخول المازوت من ميناء الحديدة ..
ويرمي طرفٌ آخر اتهاماته ناحية بعض مشرفي المدينة والقائمين عليها واصفاً إياهم بالمتنفذين والمستهترين .
صراحةً انا لا أملك جواباً واضحاً لما يحدث ولا أستطيع المصادقة على أي من تلك الأقوال
وفي هذا الوضع الخيالي الذي نعيشه فكل شيءٍ جائزٍ ومحتمل ..
إلا أن الحقيقة هي أن هذا كله لا يهم فهذه المدينة الهادئة تموت تدريجياً ولا يوجد لها مغيثٌ..
أزمة الحديدة الحالية أتت لتتمم ما بدأه العدوان والحصار الغاشمان ..
جلود الأطفال تطفح بالقرح الخبيثة وأجساد الكبار أنهكت تماماً .. ولا يزال الوضع قائماً ولا تزال الأمور إلى الأسوأ ..
وقت التحرك كان قد حان منذ ما قبل الأزمة إلاّ أن ما حدث قد حدث ..
لا يهم الآن السبب ولا يعني اتهام أحدٍ بعينه شيئاً طالما أن المأساة مستمرة ومتشبثة بالمدينة..
المهم هو الحل .. الغوث لهذه المدينة المظلومة ..
وعلى المعنيين التحرك بكل الإمكانات المتاحة لهم حتى وإن قلت .. لأن أرواح الأبرياء معلقةٌ بكل شخصٍ مسؤول ..
أبناء الحديدة لا يطالبون بمعرفة المتسبب .. هم يستغيثون للخروج مما هم فيه وبأسرع وقت .. قبل أن تذوب المحافظة من خريطة اليمن ..
وإن عجز كبار البلاد عن التصرف فليبدأ عامتها إذاً بالتحرك لإنقاذ الحديدة بما يستطيعون عليه..
لماذا لا تزال الحديدة تعاني وتتألم والى متى ستبقى مدينة الصفاء عليلةً تراقب أبناءها يخرون أمامها دون منجد ؟
لماذا لا يتم تدارك الأمر؟؟
هل الأمر صعبٌ إلى تلك الدرجة؟
لا أظن ذلك أبداً ..
فالحل ليس بتلك الصعوبة إنما يحتاج لجديةٍ فقط ..
من الذي سيجتث درة تهامة مما تعج فيه؟
من القادر على إنقاذ الحديدة قبل فوات الأوان ؟
أنا لا أطلب المعدوم إنما أطالب بالممكن كيفما كان ..
فقد تجاوزنا الكثير من المصاعب طوال أيام العدوان والحصار ولا أظن أننا سنعجز أمام هذه الأزمة ..
لقد نجونا من العديد من الأزمات والنوائب .. فهل سنستسلم عند هذه النقطة؟
لا أتمنى ذلك .. ولا أظنه ممكناً ..
أليس كذلك ؟؟

قد يعجبك ايضا