الأسرة / نجلاء الشيباني
الخوف والتوتر والضغط الشــديد الذي يتعرض له الطلاب من قبل أولياء الأمور أو مراقبي اللجــان الامتحانية أو حتى إطفاءات الكهرباء أصــاب الطلاب بعصبية زائدة وحالة مــن الانعزال قبل وأثناء فــترة الامتحانات، ليصل الأمر إلى ما هو أبعد من ذلك خاصــة عندما نشــاهد حالات الإغمــاء والغثيان والمغص الشــديد وطنــين الأذن التي تصيــب الطلاب أثناء الامتحان …. مزيداً من التفاصيل حول تلك الأمراض وعلاقتها بالامتحانات تجدونها في هذا التحقيق:
مــا إن أدخــل قاعــة الامتحــان حتى أشــعر بجوع شــديد وألــم في رأسي يلازمنــي طيلة فترة الامتحــان, هــذا مــا أكــده لنــا الطالــب محمــد العــراسي طالــب في الصــف السابع ويضيــف: الجــوع وألم الــرأس داهمانــي في امتحــان مادة القــرآن والإسلامية في نصف الترم وقلــت لنفسي لابــد أن آكل جيــداً في الاختبارات القادمة حتى لا تتكرر المشكلة من ثم يؤلمني رأسي ويصيبني الغثيــان لذا سأكون حذرا في هذه الاختبارات برغم من خوفي الشديد منها.
قلق شديد
إبا الأديمــي معلمة في مدرسة ابــن خلــدون, تؤكــد عــلى أن الطلبــة يصابــون بحــالات غريبــة داخــل اللجــان الامتحانيــة وخاصــة الطالبــات فالكثــير منهن يبكين لأتفه الأســباب وغالباً ما تكون الطالبة داخل اللجنة الامتحانية منفعلة وتميل إلى الشجار, بالإضافة إلى حــالات الاغمــاء الكثيرة والــدوار وألم الرأس المصاحــب لألم في العينين لــذا فأنا أذهب ومعي في حقيبتــي مهدئات عامــة وقارورتا مــاء أعطيها للطالبات وأحاول جاهدة أن أمسك أعصابي في حالة قيام إحدى الطالبات بشــتمي أو الصراخ داخل القاعة لتأخر أي شيء .
هذه الحــالات تحصــل عند الشــباب داخل اللجــان الامتحانيــة ولكــن بصورة أقــل, هذا ما أكــده لنا المعلم منصور راجــح, ويضيف: غالباً ما ألاحظ تصرفات غريبة من قبل الطلاب داخل القاعة خاصة وإذا كان الامتحان صعباً كالشتم ومحاولــة الشــجار والضحك بصورة هســتيرية وألم الرأس والشــعور بالجوع والعطش المفاجئ ومــا إلى ذلــك, ولكنــي أســعى جاهــداً لتهدئــة الطــلاب وتوفــير متطلباتهــم وهذا ما أســتطيع القيام به بصفتي معلماً ومراقباً للامتحانات في أحيان كثيرة.
القلق والتوتر
الصحــة الجيدة عامــل رئيــسي في المذاكرة الســليمة التــي تقلل مــن حدة القلــق والتوتر لدى الطــلاب أثناء فترة الامتحانات, أخصائي الطــب البشري الدكتــور( عبدالله الذبحاني) يوضــح أن الطالب في أيــام الامتحانات يعتريه نــوع مــن القلــق والخــوف الــذي يؤثــر عــلى العمليات الحيوية داخل المخ ,وهنا يكون البعد عن القلق هو الحل والطلاب الذين يســتمرون في الاستذكار ولفترة طويلة عليهم أن يدركوا أن للتركيــز في المخ قدرة معينــة بعدها يقل التركيز والفهــم والتذكر ,ولهذا يجب التوقف لمدة عشر دقائق كل ســاعة أو ســاعة ونصف للاسترخاء والخــروج إلى مكان مفتــوح لا يتحدث خلالها أو يتفــرج عــلى التلفاز حتــى تســتعيد مراكز المخ نشــاطها, وإذا وجد الطالب نفسه عصبيا أو خائفــا أو جائعــا فــلا يذاكر في هــذه الأثناء فالخــوف من الامتحانــات كما يقــول الدكتور الذبحانــي قد يجعــل الطالب يصــدر أصواتا نتيجة احتكاك الأسنان مع بعضها وهذا يعني أن الشخص بلغ درجة عالية من التوتر والقلق كمــا أن خلايا المخ لا تنشــط, فتنتج صعوبة في الاســترجاع للإجابــة وصداع وخمــول وبعض الاضطرابــات الانفعاليــة كالشــعور بتســارع خفقــان القلــب وسرعــة التنفــس مــع جفاف الحلــق وارتعاش اليدين وعــدم التركيز وبرودة الأطراف والغثيان
أضرار الخوف
اثبتت الدراسات أن الخوف والقلق يؤثر على الجسم. وأوضحت أن القلق بسبب الامتحانات أو الخوف من الرسوب يؤثر على خلايا الدم البيضاء ويضعف مهاجمتها للأجسام الغريبة حيث أكدت أن التوتر والضغوطات النفسية تؤثر على الأداء الوظيفي للمخ وتؤدي إلى القلق وضعف المناعة عند الإنسان.
وأشارت إلى أن القلق بسبب الامتحانات أو الخوف من الرسوب والفشل أو عدم الحصول على درجات عالية يؤثر على خلايا الدم البيضاء ويضعف مهاجمتها للأجسام الغريبة ومقاومتها للأمراض .
حيث ثبت طبيا وحسب الدراسة التي نشرت في مجلة “الطب النفسي والجسدي” أن التهاب السحايا ينتج عن إصابة التهابية في الأغشية المغلفة للدماغ والحبل الشوكي وعادة ما يكون التهاب السحايا البكتيري وخصوصا النوع (سي) أقل شيوعا من الفيروسي ولكنه مهدد للحياة وقد يسبب الوفاة مشيرين إلى أن اللقاح المضاد لهذا المرض يعطى للطلاب غالبا قبل دخولهم إلى الجامعة. ووجد المتابعون لهذه الدراسة بعد متابعة 60طالبا من طلاب الجامعة أجابوا على استبيانات حول الأحداث الحياتية والتوترات النفسية والحالة النفسية والمزاجية والقدرة على التحمل والدعم الاجتماعي والسلوكيات الصحية وجمع عينات من دمائهم لقياس تركيز الأجسام الوقائية المضادة لالتهاب السحايا (سي) بعد تلقيهم مطعوم المرض أن التعرض لمستويات عالية من توترات الحياة ومشاعر القلق والضغط النفسي أدى إلى وجود مستويات منخفضة من الأجسام المضادة مما يدل على أن الشعور بالتوتر هو الذي يولد الانخفاض في النشاط المناعي.