الحوار اليمني.. بين موفنبيك وقصر بيان
حسن الوريث
كانت لليمنيين تجربة مريرة مع مؤتمر الحوار الوطني الذي عقد على مدى عشرة أشهر في فندق موفنبيك بالعاصمة صنعاء وكان اليمنيون يأملون أن يعمل أعضاء مؤتمر الحوار على إخراج اليمن من عنق الزجاجة وحل الأزمة اليمنية، لكن ذلك لم يحدث بل إن المؤتمر بنتائجه والتفاف البعض عليها زاد من الهوة بين المتحاورين ومختلف الأطراف السياسية والاجتماعية ما أدى إلى اندلاع أزمة جديدة أوصلتنا إلى ما نحن فيه.
وهذه الأيام ينعقد مؤتمر للحوار والمفاوضات بين اليمنيين في قصر بيان بالعاصمة الكويتية وقد بدأ يسير على نفس منوال مؤتمر الحوار حيث أن الأمم المتحدة وهي الطرف الراعي لهذه المشاورات وتلك الحوارات التي جرت سابقاً تحاول أن تطيل أمد المفاوضات من أجل الخروج بحل ينهي الأزمة اليمنية الحالية التي كانت نتاجاً لعدم نجاح الحالة الأولى والتي كان موقف الأمم المتحدة منها كما هو الآن التمديد والتمديد للمفاوضات حتى الوصول إلى حل لكن التمديد في الحالة الأولى أفرز فشلاً ذريعاً وأنا أتوقع نفس المصير لهذه الحالة بسبب عدم قدرة المنظمة الدولية على التوصيف الدقيق لتلك الأزمات ومحاولة القفز على الحلول الحقيقية والواقعية إلى حلول ترقيعية تبقي النار تحت الرماد وتجعل من السهل العودة إلى المربع الأول من الحرب والصراع.
نحن جميعاً نتذكر المبعوث الأممي السابق جمال بنعمر والذي كان في معظم مؤتمراته الصحفية يحاول أن يخفي الأسباب الحقيقية للأزمة ويوصفها بغير أوصافها ويقول إن تمديد مؤتمر الحوار الوطني يصب في مصلحة اليمنيين وذلك من أجل الخروج بنتائج باهرة وهذه الأيام وفي خضم مشاورات الكويت وحين نتابع المؤتمرات الصحفية للمبعوث الأممي الحالي إسماعيل ولد الشيخ فإنها لا تختلف عما كان يردده بنعمر فكلاهما كانت مهمتها تخدير اليمنيين والمراوغة وتمييع القضية في إطار الدور المشبوه للأمم المتحدة لإطالة أمد الحروب والنزاعات في اليمن وعدم وضع اليد على الجرح وذلك تنفيذاً لرغبات الأطراف الخارجية التي لا يهمها حل الأزمة اليمنية حلاً جذرياً وشاملاً مثلها مثل بقية أزمات المنطقة والتي يراد لها أن تبقى مشتعلة لتحقيق أهداف ومرامي تلك الدول في منطقتنا التي تعتبر أكبر سوق لشراء السلاح وغير السلاح كما أن تلك الدول تعمل وبمساعدة الأمم المتحدة على زعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة وزرع التنظيمات الإرهابية وخلق الفوضى والفتن الطائفية والمناطقية لتكون فزاعة لإخافتنا وجني المزيد من الأموال ونهب ثرواتنا .
اعتقد أن مشاورات الكويت لو طالت بحسب المبعوث الأممي ولد الشيخ الذي قال إن المشاورات ستستمر حتى الخروج بحلول من شأنها إنهاء الأزمة وأنا بدوري أقول إن الرسالة تظهر من عنوانها وإن مشاورات الكويت سيكون مآلها مثل مؤتمر الحوار الذي لم يسهم في إنهاء الأزمة بل ساعد على توسيعها وربما يصبح مؤتمر الكويت مرجعاً يضاف إلى المرجعيات السابقة وهي المبادرة الخليجية ومؤتمر الحوار واتفاق السلم والشراكة وكل الاتفاقيات التي تم توقيعها والتي سرعان ما تتبخر وتنتهي وتعيدنا إلى نقطة الصفر.
فهل يمكن أن نظل نراوح بين تلك المرجعيات ومؤتمرات الحوار والمفاوضات؟ وبالتالي يجب علينا أن نسمي الأسماء بمسمياتها الصحيحة حتى لا نبقى نراوح بين مؤتمر الحوار في موفنبيك ومشاورات الكويت في قصر بيان.