عن قناعة
أقول قولي هذا
عبدالمجيد التركي
هل نحن مسلمون عن قناعة.. أم أننا وجدنا أنفسنا في بيئة مسلمة وأصبحنا كذلك، دون أن نكلِّف أنفسنا عناء البحث والتنقيب؟
حسب الأيديولوجيا، وحسب ما هو مكتوب في البطاقة الشخصية مكتوب مسلم.. حتى المذهب الذي نتعبَّد الله به وبمسائل أئمته وفقهائه كان اعتناقنا له تأثُّراً فقط، لأننا نشأنا في أُسر زيدية أو شافعية، ومحبتنا للصحابة وآل البيت كذلك هو انعكاسٌ لما تميلُ إليه قلوب آبائنا والبيئة المحيطة بنا.
فحين ترفض مسألة لستَ مقتنعاً بها ستقوم القيامة عليك، فمن أنت حتى ترفض ما قاله الإمام فلان أو شيخ الإسلام علَّان!!
وحين تبحث في التفاسير وتتوقَّف عند آية تريد تفسيراً لها، ولم تجد التفسير الذي يُرضي مستوى تفكيرك لا بد أن تصمت، لأن السابقين أدرى منك، وقد قالوا كلَّ شيء.. رغم أنهم كانوا يتعاملون مع هذه الأمور بأدواتهم البسيطة، آن ذاك، التي لم تعد مناسبة في القرن الحادي والعشرين.
وحين تقوم بتخطئة مُفسِّرٍ يفسِّر الجمالات الصُّفر بأنها الإبل السوداء، يقولون لك: لحوم العلماء مسمومة!!
حتى على مستوى التفكير والتفكُّر في آيات الله تجد من ينهرك بأنك تشكُّ، مع أنك تريد الوصول إلى أعلى مراتب التوحيد عن قناعة راسخة، تصل إليها بعد بحث واجتهاد.
كثير من المستشرقين الذين اعتنقوا الإسلام يفرحون أنهم قرأوا عن الإسلام واعتنقوه وعرفوه قبل أن يعرفوا المسلمين.. لأنهم يرون أن تصرُّفات المسلمين لا تعبِّر عمَّا يتحدثون عنه في خُطبهم، لذلك ترى إسلام المستشرقين أرسخ، وتراهم أفهم بأموره منا، لأنهم اعتنقوه عن قناعة وليس وراثة.