بغداد/ وكالات
خضع رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي في النهاية لضغوط داخلية هائلة، وأقدم على تغيير خطط حكومته والتحالف الدولي العسكرية لإنجاز هجوم تحرير الفلوجة بدلاً من تحرير الموصل، من تنظيم داعش وكما كان مخططاً له منذ أشهر.
وأعلن العبادي في وقت مبكر أمس بدء عملية عسكرية لتحرير مدينة الفلوجة غرب بغداد من سيطرة التنظيم الإرهابي، رغم “رفض” الولايات المتحدة لذلك، لأنها كانت تريد تحرير الموصل أولاً.
وقال العبادي: “نبدأ عملية تحرير الفلوجة”، مضيفاً :”إن العلم العراقي سيرفع ويرفرف عالياً فوق أراضي الفلوجة”.
ويقول مراقبون: إن الموقف الأمريكي لا يبدو ضاغطاً على بغداد في هذه المسألة، وأن واشنطن ليست مصرّة على فكرة البدء بالهجوم على الموصل أولاً، إذا كانت بغداد ستضمن تحقيق “نتائج جيدة” في الفلوجة تزيد في عزلة التنظيم الإرهابي.
وتعهدت السلطات باستعادة مدينة الموصل في العام 2016م تماشياً مع خطة أمريكية للقضاء على تنظيم داعش في عاصمتيها في العراق وسوريا.
لكن عملية الفلوجة التي لا تعتبر ضرورة للتقدم نحو الموصل يمكن أن تؤخر من هذا الجدول الزمني، واستمر هجومان شنتهما القوات الأمريكية ضد تنظيم القاعدة في الفلوجة عام 2004م نحو شهر لكل منهما وخلفا أضراراً جسيمة في المدينة.
وقال التلفزيون الرسمي العراقي أمس: إن العبادي الذي يواجه أيضاً أزمات سياسية واقتصادية، زار مركزا للقيادة أقيم في منطقة قريبة للإشراف على العمليات العسكرية.
وقال قائد الشرطة الاتحادية الفريق رائد جودت: إن القوات العراقية تمكنت من تحرير 12 منطقة في الفلوجة بعد ساعات من بدء حملة عسكرية لاستعادة المدينة التي تعد أحد أبرز معاقل تنظيم داعش في محافظة الأنبار غربي البلاد.
وأوضح جودت أن “القوات المشتركة (الجيش وقوات مكافحة الإرهاب والشرطة الاتحادية والحشد الشعبي ومقاتلو العشائر) تمكنت من تحرير مناطق الصبيحات، والشهابي ومعمل الشتايكر والليفية ومخازن الكرمة ومعمل الأسمنت والبوعودة وجميلة ومعمل الزيوت الشامبو والبوحديد والناصر جنوب الكرمة شرقي الفلوجة ومنطقة السجر (شمال)، مشيراً إلى مقتل 40 عنصراً من تنظيم داعش خلال العمليات التي استخدمت فيها الأسلحة الثقيلة والمتوسطة.
ونشبت اشتباكات بين القوات العراقية ومسلحي تنظيم داعش بالقرب من الفلوجة أمس مع قصف الأحياء الواقعة وسط المدينة في الساعات الأولى من هجوم لاستعادة السيطرة على المدينة الواقعة غربي بغداد، وقد تستغرق هذه العملية عدة أسابيع.
وقال سكان: إن اشتباكاً وقع في منطقة الهياكل على المشارف الجنوبية للمدينة كان من أولى المواجهات المباشرة بين الطرفين، واستهدفت ضربات جوية وقصف بقذائف الهاون خلال الليل أحياء داخل المدينة يعتقد أن مقر داعش فيها، لكن القصف هدأ بحلول النهار.
وقال سكان يعيشون في وسط المدينة: إنهم فروا لمناطق آمنة نسبياً عند الأطراف الشمالية لكن القنابل التي زرعتها داعش على جوانب الطرق منعتهم من مغادرة المدينة.
وأكدت قيادة العمليات المشتركة انطلاق العملية عبر بيان جاء فيه “لقد شمر اليوم الرجال الأبطال من قواتنا المسلحة والحشد الشعبي وأبناء العشائر عن سواعدهم ليسحقوا هذه العصابات الإرهابية في الفلوجة الحبيبة”.
وتعد الفلوجة التي تبعد 50 كيلومتر غرب بغداد والموصل ثاني أكبر مدن العراق، آخر المدن الرئيسية التي ما زالت تحت سيطرة التنظيم المتشدد.
وكانت الفلوجة المدينة الأولى التي تقع في أيدي التنظيم في يناير 2014م، وبعد ستة أشهر من ذلك التاريخ أعلنت داعش “دولة خلافة” تمتد على مساحات شاسعة من العراق وسوريا المجاورة.
وطوقت القوات العراقية المدينة منذ العام 2015م لكنها ركزت أغلب العمليات القتالية على المناطق التي تسيطر عليها داعش إلى الغرب والشمال.
وتشدد بغداد على أهمية تحرير الفلوجة التي يقطنها الآن نحو 90 ألف نسمة من أصل نحو 300 ألف شخص قبل عدة سنوات.
وأعلنت قيادة الشرطة الاتحادية أنها جهزت 20 ألفاً من مقاتليها لاستعادة الفلوجة المدينة التي تشكل أحد أهم معاقل التنظيم الإرهابي المتطرف منذ يناير 2014م والتي ظلت عصية عن اقتحامها طيلة أغلب السنوات التي أعقبت احتلال العراق في العام 2003م.
ويشارك في العملية الجيش العراقي برا وجوا وجهاز مكافحة الإرهاب والشرطة والحشد الشعبي، إضافة إلى مقاتلين من عشائر الأنبار.
Next Post