> أحمد غالب الرهوي وكيل محافظة أبين
> الوحدة التي جعلت منا رقماً صعباً يتحدث معه العالم ندَّاً لند لا عبر وسيط
> الإنجازات التي تحققت في عصر الوحدة بالمحافظات الجنوبية لا ينكرها إلا جاحد
> من كان يتقطع للناس ويقتلهم أمام أطفالهم لينهبهم لن يفلح تأمين مدينة عدن
> الانفصاليون أعجز من أن يديروا دولة أو يعلنوا فك الارتباط لأنهم مفلسون ومرتهنون لأسيادهم في الخارج
حاوَرَهُ/ فايز محيي الدين
أكد الأخ أحمد غالب الرهوي وكيل محافظة أبين أن الوحدة الوطنية للشعب اليمني كانت عبر التاريخ راسخة في كيان كل أبناء اليمن بمختلف مناطقهم وتوجهاتهم، كونهم أبناء شعب واحد ترتبط قبائله جمعاء بنسبٍ واحد، ويعيشون على رقعة جغرافية واحدة، ممتزجين بالمصاهرة والنسب والموقع واللغة والعرق والدين، ولم تستطع أية قوى على مر التاريخ أن تؤثر في النسيج الاجتماعي الواحد لهذا الشعب الذي فشلت في تقزيمه وتمزيقه أعتى القوى الاستعمارية وعلى رأسها الإمبراطورية التي لا تغرب عنها الشمس.
مشيراً إلى أنّ كل المشاريع الصغيرة التي تحاول النيل من الوحدة الوطنية ستبوء بالفشل، وستتكسر على صخرة الإرادة الصلبة لأبناء اليمن قاطبة.
مزيداً من التفاصيل في ثنايا الحوار التالي:
• ونحن نعيش أفراح العيد السادس والعشرين للوحدة الوطنية التي تحققت في الثاني والعشرين من مايو عام 1990م ما هي كلمتك بهذه المناسبة؟
– أولاً نحمد الله الذي سهل لنا تحقيق وحدتنا الوطنية بعد عقود من الشتات في ظل نظامين سياسيين متباينين حاولا أن تكون مصالحهما فوق كل اعتبار، لكن إرادة الجماهير الغفيرة من أبناء اليمن في كل المناطق كانت هي الأقوى، وهي التي دفعت بنظامي الشطرين إلى سرعة إعلان الوحدة السياسية بين شطري اليمن بعد أن كانت متجذرة شعبوياً، وغائبة سياسياً.
الوحدة الوطنية هي عزتنا وفخرنا، وبها فقط تحقق لليمن الكثير من المنجزات التي تأتي في مقدمتها أنها صارت رقماً صعباً يحسب له الجميع ألف حساب، سواء على الصعيد الإقليمي أو الدولي.
إنها منجز عملاق تحقق في ظرف كان العالم يتشظى، وضرب اليمنيون أروع الأمثلة بتحقيقها بعد نضال أجيال متعاقبة.
جماهيرياً الوحدة متحققة منذ الأزل، واليمنيون متداخلون في كل شيء، حتى الحدود التي اصطنعها الاستعمار كانت وهمية ولم تشكل عائقاً تاماً أمام المواطنين اليمنيين الذين ظلوا يتنقلون بين شطري الوطن ويتصاهرون ويتاجرون ويستقر بعضهم في مناطق أخرى ويصبح له مع الزمن أسرة مستقلة تنتمي بحكم السكن للمنطقة التي هي فيها، ولكن دون أن تشعر بالغربة أو تنسلخ عن منطقتها الأولى، فهي تشعر أنها تنتقل من مكان إلى مكان في إطار الجسد الواحد.
وبهذه المناسبة أزف أسمى آيات التهاني والتبريكات لكل أبناء الشعب اليمني الوحدويين الشرفاء، وفي مقدمتهم محقق هذا الحدث التاريخي الهام الزعيم علي عبدالله صالح الذي يُعد هو الأب الفعلي والروحي للوحدة الوطنية، شاء من شاء وأبى من أبى، فهذا تاريخ لا يمكن إنكاره.
متاجرة بالأوطان
• بعد أن تجاوز عمر الوحدة الوطنية ربع قرن من الزمن.. هل هناك ما يُخشى منه على وحدتنا المباركة؟
– لا يخفى عليك أن الوحدة اليمنية تأبط لها الشر بعض المرجفين، وبالذات دول الجوار، منذ الوهلة الأولى لتحقيقها، وساعدهم في ذلك بعض أذنابهم من العملاء والخونة الذين اعتادوا أن يعتاشوا على الخيانة والمتاجرة بالأوطان.
وقد كان هؤلاء المرجفون يحملون العداء لليمن في عهد الدولة الشطرية كعداء مستحكم لدى هؤلاء أصحاب العقلية المتخلفة والنظام الرجعي، فما بالك بعد أن أصبحنا دولة واحدة لها قوتها ومقدراتها التي تفوق كل ما لدى ممالك البعران تاريخاً وحضارةً وإنساناً، بل وثروات متعددة ومتنوعة ليس النفط إلا أقلها.
ونحن نعرف أنهم لم يقبلوا بالوحدة اليمنية إلا على مضض بحكم أنها أصبحت أمراً واقعاً وبفعل نضوج الظروف الدولية التي ساهمت على الإسراع بتحقيقها عقب تفكك الاتحاد السوفيتي الذي كان الحاضن والراعي للنظام السياسي في الشطر الجنوبي من الوطن، بما سُمي حينها بـ (البورستريكا) وكانت هذه هي الفرصة المناسبة لاستغلال تلك الثمرة الناضجة التي إن لم تقطفها ستسقط من نفسها، وبالتالي تحققت الوحدة اليمنية قبل سقوط جدار برلين وتوحيد ألمانيا، فقد كنا قدوة للألمان في هذه المجال.
ورغم ذلك أنا لا أخشى على الوحدة الوطنية اليوم من التمزق رغم المخاطر التي تحدق بها من جميع الجهات، لأني أثق إن إرادة الشعب اليمني وتلاحمه ستجبر كل تلك الأخطار على الاندحار.
أخطاء فردية
• ولكن هناك من يقول أنّ الوحدة مهددة بالأخطاء التي رافقتها منذ أيامها الأولى.. فكيف توصفها؟ وما الحلول التي تقترحها؟
– لا أخفيك أن ذلك تم بالفعل، لكن أنا أرى أنها أخطاء فردية ويمكن معالجتها، وليست مستحيلاً، فالوحدة عزة، والوحدة شموخ، والوحدة كرامة، الوحدة خير، الوحدة إعادة اعتبار لليمن أرضاً وإنسانا.
وبالتالي سنتجاوز أية أخطاء مادمنا نريد ذلك، وفي إطار الوحدة التي لا يمكن أن تتحمل وزر الساسة والأفراد. يجب أن لا نحملها أخطاءهم لنقول أن الوحدة سيئة، وبالذات على المحافظات الجنوبية والشرقية التي نالت نصيب الأسد من التنمية والازدهار وخيرات الوحدة.
وسأدلل لك على ذلك ببعض الأرقام لمشاريع تحققت بعهد الوحدة وحققت خلالها المحافظات الجنوبية والشرقية قفزات تنموية كبيرة لا يمكن إنكارها. ومن تلك الأرقام مايلي:
كانت عدد خطوط الهاتف الثابت 31713خطاً تعتمد على التقنيات الميكانيكية القديمة، وتجاوزت قبل سنوات 122153 خطاً، ناهيك عن أنها تعتمد على التقنيات الحديثة المتطورة.
تم استبدال كل السنترالات الميكانيكية القديمة بسنترالات إلكترونية حديثة وزادت سرعتها إلى خمسين بالمائة.
أُنشئَ كابل بحري بأحدث التقنيات والألياف البصرية لربط عدن بأهم عواصم العالم عبر جيبوتي بسعة تزيد عن خمسة ألف قناة دولية. ما يعني أنه تم تهيئة هذه المحافظات التي كانت في حالة محلك سر!!
وللأمانة التاريخية أقول أن القيادة السياسية لدولة الوحدة ومنذ عام 1994م اتخذتْ قراراً بإيقاف المشاريع في المحافظات الشمالية وتحويلها للمحافظات الجنوبية من أجل تأهيلها.
أنا الآن سأستعرض لك – على سبيل المثال – عدد المشاريع التنموية في محافظة أبين التي تم إنجازها من عام 1994م ، وهي ألف ومائة وستة وتسعون مشروعاً في كافة القطاعات، بمبلغ مائة وأربعة عشر ملياراً وثمانمائة وخمسة عشر مليون ريال يمني.
طريق باتيس – رُصُد كان يعتبر بحكم المستحيل، لأنه في أماكن وعرة وجبال شاقة وممرات مائية كبيرة، ولم يكن أحد يحلم بشقه ناهيك عن تعبيده وسفلتته، ولكن في ظل دولة الوحدة تحقق هذا المنجز العظيم وخدم قطاعاً كبيراً من السكان ووفر عليهم الكثير من المشاق والصعوبات والمعاناة بعد أن كانت هذه المنطقة معزولة.
نادي خنفر ونادي حسان وهما من أعرق الأندية منذ الأربعينيات لم يكونا يملكان حتى مقرات، فضلاً عن ملاعب تليق بعراقتهما!! والآن يوجد لديهما مقرات حديثة وملاعب بأحدث المواصفات الدولية وفي مقدمتها أستاد الوحدة الرياضي الذي يعتبر من أهم الصروح الرياضية العملاقة في بلادنا.
ومن يحاول أن ينكر هذه الإنجازات فهو جاحد، وهو كمن يحاول إنكار الشمس في رابعة النهار!! وأتحدى أي شخص يطلع يناظرني ويقول هذا كذب. هذه أشياء واضحة للعيان وملموسة للجميع، ومن أراد أن يلعن نفسه فليكذب.
الخط الإسفلتي من عدن إلى زنجبار حوالي 55كم، وقد ظل منذ السبعينيات بخط واحد لا يتجاوز عرضه الثمانية متر، وقد كان محفر ومكسر. وفي خليجي عشرين تم تأهيله وترميمه وتوسعته ليكون على اتجاهين، وتم إنشاء خط جديد باتجاهين أيضاً، إضافة إلى إنارة هذا الخط كاملاً من عدن إلى زنجبار وتشجيره.
أنا جلست في محافظة المهرة خمس سنوات، لم نكن ندخل المهرة إلا عبر الطيران بسبب صعوبة الطرق ووعورتها التي لم يكن يتخيل أحد أن يتم تجاوز صعوبتها. وبفضل دولة الوحدة تم شق أربعة أنفاق في أوعر منطقة في شبه الجزيزة العربية (جبال فرتك) وتجاوز متاهة رمال منطقة حصوين.
يضيف: كان ارتباط المواطنين في محافظة المهرة بسلطنة عُمان أكثر من ارتباطهم بوطنهم أو بأقرب المحافظات إليهم وهي حضرموت. فجاءت دولة الوحدة وذللت تلك الصعاب وصنعت المعجزات بشق أنفاق فرتك الأربعة، الأول بطول 2كم، والثاني بطول كيلو وثمانمائة متر، الثالث بطول كيلو وستمائة متر، النفق الرابع بطول ثمانمائة متر.
وتعتبر هذه الأنفاق أنموذجاً للمشاريع العملاقة التي تحققت للمحافظات الجنوبية والشرقية في عهد دولة الوحدة، وسهلت التواصل بين أبناء اليمن، فضلاً عن تسهيل التواصل بسلطنة عمان.
وأضاف قائلاً: جاءت دولة الوحدة فحققت ما يشبه المعجزات بمشاريع لا وجه للمقارنة بينها وبين ما كان في العهد الشمولي التشطيري.
مراهقة سياسية
• الدعوات المناطقية التي تعم المحافظات الجنوبية حاليا.. هل ترى أنها مؤامرة خارجية ضد هذه المحافظات لإعادتها لسابق عهدها من الصراعات أم أنها نتيجة لقيادة مراهقين سياسيين جُدد؟
– لقد انتهت فترة المراهقة السياسية وجاء الذين يحبون المال حباً جما. جاء الذين يلهثون خلف السلطة. كانت مناطق معينة في المحافظات الجنوبية هي التي بيدها السلطة والمال والجيش والسلاح، ولهذا فقد حُرموا من تلك الامتيازات بفضل دولة الوحدة التي عملت على توازن القوى وتكافئ الفرص لكل المناطق، لهذا سعى أولئك الذين حُرموا من تلك السيطرة المطلقة ومنذ الأيام الأولى للوحدة وحتى اليوم لزعزعة أركانها ومحاولة تقويضها بحجج واهية وذرائع مختلفة من أجل العودة لما قبل 22مايو 1990م، وذلك لاستعادة سلطتهم وسطوتهم المطلقة.
وما يجري في عدن من قبل قيادتها الذين كانوا يقطعون الطرق ويذبحون الناس، هو خير شاهد على التوق للعودة بالمحافظات الجنوبية لأحضان الاستحواذ المناطقي المطلق الذي كان سائداً قبل الوحدة.
تمييز عنصري
• كيف تنظر لقرار ترحيل أبناء المحافظات الشمالية من عدن بذريعة الإجراءات الأمنية؟
– هذه عنصرية مطلقة. العالم عرف نظامين عنصريين في جنوب أفريقيا والكيان الصهيوني، جنوب أفريقيا تجاوزت ذلك بجهود الزعيم مانديللا، وأصحابنا في عدن يريدون أن ينافسوا الكيان الصهيوني ليكونوا معهم على السواء في العنصرية!!
هذا لم يحدث في عدن لا أيام الاستعمار ولا أيام الماركسية. هذا سلوك طائش وقرارات من شخص مجرم كان يتقطع للناس وينزلهم من سياراتهم ويذبحهم أمام أبنائهم ليأخذ ما لديهم، فماذا تتوقع منه؟!! الترحيل والطرد هذا أقل ما يمكن أن يقترفه في سلسلة جرائمه المتتالية والجسيمة.
لو كان الغرض فعلاً هو للحماية الأمنية وضبط الأمن داخل عدن فلماذا لا تقدم أي شخص تشك فيه أو تتهمه للتحقيق وإن ثبت ضده شيء حاكمه وفقاً للقانون. الترحيل غير جائز أن ترحِّل مواطن يمني من إحدى مناطق اليمن بهذه الذريعة.. هذا مبرر للفشل، وتمهيد للانفصال برعاية خارجية وهم فقط أدوات للتنفيذ.
حقد أعمى
• لماذا لا يعلن هؤلاء الحالمون بالانفصال قرار فك الارتباط الذي يزايدون به منذ سنوات بعد أن أصبح الجو مهيأ لهم بخروج الجيش من عدن وعدم وجود دولة ولا حكومة حقيقية على أرض الواقع؟
– هؤلاء أعجز من أن يديروا منطقة صغيرة كـ عدن فكيف بإدارة دولة بأكملها. هؤلاء أدوات بيد أسيادهم، وهم فقط ينتظرون ما يُملى عليهم للتنفيذ. يريدون من الإمارات والسعودية أن يعلنوا لهم دولة ويجهزوا لهم ميزانية وكل شيء. ليس لديهم سوى الكلام والحقد، أما أنهم رجال دولة ويمكن أن يديروا دولة فهم أعجز من أن يحققوا ذلك.
الاتهامات بينهم على أشدها وهم مازالوا في إطار الدولة اليمنية الموحدة، فكيف بهم إذا انفصلوا؟!! أتوقع أنهم سيعودون لعهد السحل والمجازر التي تربى وعاش عليها الجيل الأول منهم وأتى هؤلاء وبدعم ممن تبقى من الجيل الخرِف ليسيروا على نفس المنوال. ولكن هيهات أن يصلح اللهُ أعمالَهم، إن الله لا يصلح عمل المفسدين.
هؤلاء متناقضون وكاذبون يدعون أن تلك الإجراءات بتوجيه الفار هادي ثم يأتي هادي ليفضحهم ويدين تلك التصرفات الرعناء ويطالبهم بالاعتذار، فيسارعون إلى إعلان أنها ضرورة أمنية وأنهم لم يطردوا أحداً، ويأتون ويقولون أنها فقط إجراءات وفق الدستور، مع أنهم لا يعترفون بالدستور، ويقولون أنهم يعملون مع الشرعية وهم يرفعون علم الانفصال!!
تناقضات واضحة تدل على أنهم أجبن من أن يكونوا صريحين ويعلنوا نواياهم على الملأ. لكن نقول لهم: ما جناه سلفكم من المناطقيين وأذيال الخارج من خزي وانتكاس وهزيمة وعار تاريخي ونفي عن الوطن ستجنونه أنتم بهذه التصرفات الرعناء التي يمليها عليكم الحقد الأعمى الذي لن يؤدي بكم إلا إلى المهالك.
اليمني مقاتل صنديد
• رسالتك لأبناء اليمن قاطبة وأبناء المحافظات الجنوبية بالذات بشأن العدوان على الوطن الذي تقوده مملكة بني سعود بحقدها الأعمى الذي عهدناه منها منذ عقود طويلة من الزمن؟
– أبناء المحافظات الجنوبية جربوا العيش في ظل الاستعمار ومارسوا مقاومته حتى تم طرد أعتى امبراطورية استعمارية،الإمبراطورية التي لا تغرب عنها الشمس، واليوم أجزم أنهم قادرون على البذل والتضحية لطرد المستعمر الجديد من ممالك وإمارات البعران الذين هم أوهى وأضعف من أن يواجهوا الشعب اليمني المقاتل الصنديد الذي لا تلين له قناة ولا يفل له حد.
الشعب اليمني لن يستسلم وسيقض مضاجعكم ويزلزل الأرض من تحت أقدامكم وعليكم أن تعوا ذلك وتنسحبوا مبكراً قبل أن يقع الفأس في الرأس وتندمون حين لا ينفع الندم. دعونا وشأننا فنحن أدرى بأنفسنا وسنحل مشاكلنا بطرقنا.
• كلمة ختامية؟
– كل هذه الأفعال المخالفة لسنن الحياة دخيلة وغريبة على عادات الشعب اليمني وتقاليده وحضارته ولن يكون مصيرها إلا الزوال. وهنا أقول للمعتدين: سيأتي اليوم الذي تندمون فيه على هذا الشطط الذي أنتم فيه، ولكن حينها لن ينفع الندم.
وأقول لأذناب العدوان في عدن وغيرها من المحافظات الجنوبية: ألم تتعظوا من ثلاثين سنة عبثتم فيها وحللتم كل محرم وارتكبتم فيها كل المنكرات، وفي الأخير أصبحتم مشردين ومطرودين في الخارج بدون كرامة ودون قيمة ويبصق في أوجهكم أي شخص مار.
اتعظوا من ماضيكم المخزي واعرفوا أن الشعب اليمني لن يقبل التفريط بوحدته التي هي عزته وشموخه ومجده واعتزازه، الوحدة التي جعلت مننا رقماً صعباً يعمل له العالم ألف حساب، ونتحدث معه ند لند بعد أن كنا في ظل التشطير لا نتحدث معه إلا عبر وسيط.
نحن الآن نطل على أهم مواقع استراتيجية عالمية، وأصبحنا مخزناً بشرياً هائلاً هو الأول من نوعه في المنطقة بعد أن تجاوزنا الثلاثين مليون نسمة. وهذا ما رفع من شأننا وأوجد لنا ثقلاً إقليمياً وعالميا، بمساحتنا وتعدادنا وموقعنا وثرواتنا المختلفة التي تتعدد وتتنوع وتزخر بها كل مناطق اليمن بلا استثناء، فهذه فيها نفط، والأخرى غاز، وتلك زراعة، وأخرى ثروة سمكية، وأخرى معالم سياحية، وأخرى تاريخية.. وهكذا.
وأختم بالشكر لصحيفة الثورة التي أتاحت لي هذه الفرصة للتحدث عبر صفحاتها في هذه المناسبة الغالية على قلب كل يمني وحدوي أصيل.