> أكاديميون وسياسيون يتحدثون لـ» الثورة «
> الزامكي: هادي يدير مخططاً لانفصال الجنوب
> المتوكل: الاحتلال والجماعات التكفيرية والطائفية أهم المخاطر التي تهدد الوحدة
> الخطيب: يعمل أعداء الوطن على الانفصال النفسي والاجتماعي قبل الفصل الجغرافي
> شرف الدين: تقسيم اليمن إلى مناطق وأقـــالـــيــم هـدف دول الاستعمار الجديد ولا حل سوى وعي المجتمع بهذه المخاطر
> الرميمة: محاولة تقسيم اليمن تجري على قدم وساق من خلال احتلال القوات الامريكية لقاعدة العند ولمدينة المكلا
لقاءات/ أحمد السعيدي
مر اليمن بكل الظروف الصعبة سواء في الماضي القريب أو البعيد، وسواء في عهد الاستعمار البريطاني أو الوحدة اليمنية في ظل التدخلات الخارجية مع اختلاف الظروف والأسباب.. ولو نظرنا في مسيرة النضال الوحدوي باليمن لوجدنا أنه أخذ يتعاظم ويزداد تلاحما منذ أن بدأت مؤامرة الاستعمار تستهدف وحدة اليمنيين وسلب حريتهم واستقلالهم الوطني, فكانت الوحدة هدفاً لكلا النظامين في الشمال والجنوب منذ ستينيات القرن العشرين وكلتا الجمهوريتين أنشأت مؤسسات خاصة لشؤون الوحدة ولكن اختلاف النظام السياسي والاقتصادي كان عاملا معرقلاً وكانت هناك عوامل أخرى مثل رفض رجال دين وشخصيات قبلية موالية للسعودية للوحدة مع اليمن الجنوبي.. ولكن التغيرات الداخلية والخارجية الطارئة ساعدت على قيام الوحدة اليمنية التي حققها الشعب في العام 1990م كحدث تاريخي معاصر في ظروف صعبة يعيشها العالم العربي والدولي, هي في ذكراها السادسة والعشرين لاتزال فخر كل اليمنيين برغم التحديات التي واجهتها اليمن, والتي لا زالت تواجهها اليوم من مخططات إقليمية للنيل منها ومرّت عليها صعاب الطقوس السياسية ورافقتها الآمال العريضة ببقاء دولة الوحدة القائمة على الشراكة الوطنية وفق آليات تعزز من قوة التمسُّك الشعبي والسياسي بالوحدة اليمنية كخيار لقوة وعزّة ومستقبل اليمن وشعبه.
أكاديميون وسياسيون وشخصيات اجتماعية من مختلف محافظات الجمهورية يتحدثون لـ”الثورة” عن أهم المخاطر التي تهدد الوحدة اليمنية في الذكرى السادسة والعشرين لقيامها:
البداية كانت مع الدكتور فوزي الصغير– رئيس جامعة صنعاء فقد قال: “لقد كانت الوحدة اليمنية نقطة تحول كبير في المنطقة خاصة أن التلاحم اليمني كان كبيراً ومرحباً بهذه الوحدة كما رحبت بها معظم شعوب المنطقة لكن أتت حرب الخليج الأولى لتدخل الوحدة اليمنية في امتحان صعب استطاعت أن تتجاوز كل الصعاب برغم أن اليمن اتخذت موقفاً مغايراً لدول الخليج العربي في الموقف من احتلال العراق للكويت ولقد تعرضت الوحدة إلى هزة قوية في ١٩٩٤م ولكن استطاعت اليمن أن تتجاوز هذه المحنة لتظل الوحدة اليمنية حلماً عربياً في زمن الانتكاسات وبعد ٢٠١١م تحولت الوحدة اليمنية إلى قضية سميت بـ”القضية الجنوبية” التي بدأت بحراك جنوبي لبعض المطالب لبعض العسكريين.. ولذلك فإني أرى أن الوحدة اليمنية تتعرض إلى أخطر المراحل خاصة بعد أن دعمت السعودية ما يسمى بالشرعية برئاسة هادي وتم تقاسم الإمارات للجنوب وعدن بشكل خاص مما يعرض اليوم الوحدة اليمنية لأكبر خطر تاريخي تتحمل تبعاته كل من السعودية والامارات وإفشال أهم حدث عربي في القرن العشرين ولكني أعتقد أن زمن الاحتلالات قد ولى وستعود المقاومة الشعبية لطرد المحتلين من أرض اليمن لأن اليمن على مر العصور لا تقبل الغزاة.
التحالف يخطط للانفصال
ومن المحافظات الجنوبية للجمهورية اليمنية وتحديداً محافظة عدن التي تشهد انفلاتاً أمنياً وإجراءات تتسم بالمناطقية تهدد الوحدة اليمنية .. التقينا الصحافي وليد الزامكي –رئيس تحرير صحيفة “عدن الغد”- والتي منعتها مليشيات هادي من معاودة الاصدار، فقد تحدث عن مخطط يديره الفار هادي لانفصال الجنوب قائلا: “لقد قام الرئيس المتنازع حول شرعيته والخاضع للمحاكمة بتهمة الخيانة العظمى عبدربه منصور هادي باستدعاء أمين عام الحزب الاشتراكي اليمني الدكتور عبدالرحمن عمر السقاف إلى الرياض لإبلاغه فحوى رسالة حول ترتيبات شرع فيها تحالف العدوان السعودي (الرياض، أبو ظبي، واشنطن) لتأمين انفصال جنوب اليمن عن شماله، فيما رفض السقاف الإدلاء بموقف قطعي حول هذه الخطوة.. وقد علمنا ان هادي أكد للدكتور السقاف أن الخطوة التي شرع فيها بالتنسيق مع تحالف العدوان السعودي تحظى بدعم عواصم غربية بعد فشل تحالف العدوان السعودي الإماراتي في تحقيق أهداف عدوانه في الحرب التي شنها على اليمن لأكثر من سنة، وعدم رغبة واشنطن وعواصم غربية أخرى باستمرار الحرب بعد اليأس من تحقيق جحافل العدوان انتصارات ميدانية حقيقية على الأرض، مما لا يدع مجالاً للشك إن النظام السعودي قرر المضي بخطوة فصل جنوب اليمن عن شماله بعد التظاهرات الكبرى التي شهدتها العاصمة صنعاء لمناسبة عام من الصمود في وجه العدوان السعودي التي شكلت صدمة كبرى للنظام السعودي وواشنطن وعواصم غربية عدة.. فمن المؤكد أن النظامين السعودي والإماراتي يوزعان أدوار تنفيذ سيناريو فصل جنوب اليمن عن شماله بالعمليات العسكرية الوهمية التي انطلقت لتنظيف المحافظات الجنوبية من أوكار تنظيمي “القاعدة” و”داعش” والشروع بترتيبات لنقلهم إلى محافظات شمالية، وإرسال تعزيزات عسكرية كبيرة للمحافظات الجنوبية وما تلتها من عمليات إنزال قوات أميركية بعدتها وعتادها إلى بعض المحافظات الجنوبية وتمركز بوارج حربية في خليج عدن قبل أن تبدأ بخطوة تهجير للمواطنين المتحدرين من اصول شمالية وإبعادهم من المحافظات الجنوبية في عمليات الدهم والاحتجاز والترحيل التي استمرت طوال الأيام الماضية في عدة محافظات جنوبية.
وأضاف الزامكي: تشير مصادرنا الخاصة إلى أن سيناريو انفصال الجنوب عن الشمال أحيط بقدر عال من السرية وانحصرت مشاوراته في عبدربه منصور هادي وعدد محدود من القادة الجنوبيين المقربين منه خشية اتهامات قد توجه إلى هادي بقيادة مشروع الانفصال، إلا أن عمليات ترحيل الشماليين من المحافظات الجنوبية جاءت بأوامر شفهية مباشرة من هادي إلى محافظي المحافظات الجنوبية والسلطات الأمنية فيها وقادة المناطق العسكرية الموالين لهادي وأن بعضهم رفض الانصياع لطلب هادي مما اضطر هادي إلى الركون على شخصيات متطرفة في الحراك الجنوبي يتقلدون مناصب محلية مدنية وعسكرية للتنفيذ، بوعود حصولهم على مناصب كبيرة في المستقبل القريب..
الجماعات التكفيرية
من جانبه قال المهندس ماجد المتوكل – مدير عام الارشاد والاعلام الزراعي بوزارة الزراعة والري: “أعتقد أن المخاطر التي تهدد الوحدة اليمنية تتمثل في الاحتلال الحالي لجنوب اليمن من قبل القوات الغازية الأمريكية والسعودية والإماراتية، والمشاريع الإقليمية والدولية لهذه الدول ومعها الكيان الصهيوني والتي تهدف إلى السيطرة على الجنوب وفصله عن الشمال وتقسيمه إلى عدة أقاليم أو دويلات بما يحقق الأهداف الاقتصادية والعسكرية والسياسية لتلك المشاريع.. ومن المخاطر أيضا وجود الجماعات التكفيرية والإرهابية من القاعدة وداعش وغيرها التي تتحرك في إطار تلك المشاريع وتتلقى الدعم المالي والعسكري من السعودية.
وأضاف المتوكل: أعتقد أن أحد المخاطر على الوحدة اليمنية هو استمرار فصائل وجماعات الحراك الجنوبي التي ارتهنت لدول العدوان في مساندة تلك المشاريع بوعي وبدون وعي وممارسة التضليل على الناس في الجنوب بالأهداف الاستعمارية والتقسيمية لدول العدوان إضافة إلى ما يرافق ذلك من شحن مناطقي وطائفي ومذهبي ومحاولات إثارة الفتن والأحقاد بين الشمال والجنوب.. لكننا نراهن على صحوة إخوتنا من الجنوب اليمني الشرفاء في مواجهة ومقاومة تلك المشاريع وإخراج الغزاة والمحتلين من أرض الجنوب وسيجدون كل العون والمساندة من إخوتهم في الشمال اليمني”.
التقسيم والأقلمة
بدوره تحدث الدكتور محمد شرف الدين –استاذ القانون العام بكلية الحقوق، جامعة سبأ- عن أهم المخاطر التي تهدد الوحدة في الذكرى السادسة والعشرين قائلاً: “اليوم لم تعد المخاطر تهدد الوحدة اليمنية التي قامت في 22 من مايو 1990م، بل إن الخطر أصبح يتهدد الهوية اليمنية والدولة القومية التي كانت قبل العام 1990 وبعدها، فتقسيم اليمن إلى مناطق وأقاليم على أساس مناطقي وطائفي هو الهدف الذي تسعى إليه دول الاستعمار الجديد، وما إثارة النعرات العنصرية والمناطقية والمذهبية في المجتمع والعدوان على اليمن إلا وسائل مادية تعمل لفرض الأقاليم الستة في الواقع.. فالأقاليم الستة تمثل اللبوس القانوني التي يراد من خلالها هدم الدولة القومية والهوية اليمنية.
وأضاف شرف الدين: لا بد من مراجعة بعض الوقائع السابقة والحالية للوصول إلى مؤشرات ما يحاك من مؤامرات باليمن أرضا وإنسانا، ويجدر الإشارة إلى ما ورد في المكالمة المسربة للهارب هادي مع مدير مكتبه حينذاك في معرض كلامه عن الاقاليم عندما قال: لن يعود الشمال مثل ما كان ولا الجنوب مثل ما كان”، وذلك يكفي بالإضافة إلى العدوان على اليمن والاحتلال الاجنبي لأجزاء من اليمن وما نتج عنها من تعميق الشرخ داخل المجتمع اليمني، في توطئة لتنفيذ التقسيم كحل لابد منه يتبعه في ظل فرض اللامركزية السياسية إلى تجزئة المجزأ، والحل باختصار شديد يتمثل في وعي المجتمع ككل بتلك المخاطر، ومن ثم التحرك في الاتجاه المضاد لذلك على المستوى الثقافي والاعلامي والسياسي والعسكري.”
تمزيق الوحدة اليمنية
ومن عاصمة الثقافة تعز قال الاكاديمي والباحث المعروف عرفات الرميمة: “يطل علينا العيد السادس والعشرون للوحدة اليمنية في مرحلة مفصلية وحساسة يتعرض فيها الوطن اليمني لعدوان سعودي أمريكي -للعام الثاني توالياً- ولغزو واحتلال أمريكي إماراتي سعودي سوداني طال بعض المحافظات الجنوبية خصوصا بعد إنزال قوات أمريكية بريطانية في المكلا وقاعدة العند وإنزال قوات إماراتية في سقطرى أما عدن فقد تم احتلالها منتصف العام الماضي من قوات التحالف العبري في الظاهر أما الحقيقة فهي أن ما تسمى “القاعدة وداعش” هي من احتلت عدن ولحج وأبين والمكلا في الباطن وبغطاء من قوات الاحتلال.
وأضاف الدكتور الرميمة: لقد أراد العدو السعودي تقسيم اليمن وتمزيق الوحدة اليمنية سواء عن طريق دعمه لحرب الانفصال في عام ???? أو عن طريق عملائه ومرتزقته في الداخل الذين طرحوا فكرة الأقاليم السته في الدستور الجديد التي ثار عليها الشعب وأطاح بها من خلال ثورة ?? سبتمبر التي أبعدت أدوات السعودية أذيالها فأتت السعودية من خلال تحالفها المزعوم لإعادة ذيلها المقطوع وفرض وصايتها المزعومة التي سببت معظم المشاكل السياسية والاقتصادية في اليمن خلال عقود من عمر ثورة ?? سبتمبر.. نحتفل بعيد وحدة 22 مايو ومحاولة تقسيم اليمن تجري على قدم وساق وكما خطط لها العدو السعودي وأدواته وأذياله؛ ويتضح ذلك من خلال احتلال القوات الامريكية لقاعدة العند ولمدينة المكلا قبل أسبوعين تبعه بعد أسبوع من الاحتلال طرد العمال وأبناء المحافظات الشمالية من عدن بطريقة تعسفية وغير أخلاقية.
وقال الدكتور الرميمة: الغرض واضح وبيّن من الاحتلال وترحيل الشماليين وهو إعادة الحدود الشطرية وفرض واقع ديموجرافي جديد شبيه لما كان حاصلاً قيل ?? مايو عام ??م.. لكننا على ثقة تامة بالله وبشعبنا اليمني العظيم الذي عمد الوحدة بدمائه وكانت مطلبا شعبيا قبل ان تكون مطلبا سياسيا لنخبِ سياسية وحزبية وبالتالي فإن الشعب الذي صنع الوحدة قادر على أن يدافع عنها، والمعاناة الأخيرة لسكان المحافظات الجنوبية سواء من خلال تواجد داعش والقاعدة أو من خلال تواجد قوات الغزو الأجنبية جعلهم يسبحون بحمد الوحدة ويتذكرون أفضالها على كل اليمن ككل.
انفصال نفسي واجتماعي
الناشط الحقوقي نبيل الخطيب تحدث أيضا حول أهم المخاطر التي تهدد الوحدة اليمنية في الذكرى السادسة والعشرين لقيامها حيث قال: “نهنئ الشعب اليمني بحلول الذكرى السادسة والعشرين للوحدة اليمنية في ظل هجمة شرسة من تحالف أكثر من ?? دولة ومباركة معظم دول العالم تحالف فشل فشلاً ذريعاً بكامل إمكانياته العسكرية والمالية والبشرية والإعلامية وعلى مدى أكثر من ?? شهراً.. الوحدة اليمنية التي كانت حلم وهدف الشعب اليمني كاملاً، وهذا الحلم والإرادة القوية صنعا المعجزة في ظل معوقات ورغبه خارجية في عدم تحقق هذه الوحدة، ولكن في ظل إرادة شعبية وسياسية في شمال وجنوب الوطن، بعد محاولة سابقة من الرئيس الشهيد إبراهيم الحمدي دفع حياته نتيجة لرفض القوى الخارجية الحاقدة لهذه الوحدة ثمن لذلك.. ولكن الإصرار والصمود الأسطوري توجا الحلم إلى حقيقة في العام ??م.
وأضاف الخطيب: تأتي هذه الذكرى في ظل مخاوف حقيقية على هذا المنجز العظيم، هذه المخاوف والتحديات تتمثل في محاولات حثيثة تسعى لفصل الجنوب عن شمال وقبلها العمل على الانفصال النفسي والاجتماعي بين أبناء الشعب الواحد قبل الفصل الجغرافي الذي سعى إلى تجزئة اليمن لستة أجزاء تحت مسمى الأقاليم؛ القائم على صراع مستقبلي مناطقي ومذهبي واقتصادي واجتماعي، مهد له أعداء اليمن بتأجيج وزرع بذور الفتنه والكراهية خلال سنوات طويلة عبر العملاء لهم من أبنائه.
وقال الخطيب: إن ما يهدد الوحدة اليمنية والوطنية قديماً وحديثاً هو العامل الخارجي مستعيناً بعملاء من الداخلي، فالعامل الخارجي سعى منذ اللحظة الأولى للوحدة اليمنية لفصل شمال اليمن عن جنوبه ولا زال يسعى بجد واجتهاد بصوره مباشره وواضحة للعيان، بعد محاولات غير مباشرة عبر خلق الفرقة والكراهية بين الشعب الواحد الذي أفشل الكثير من هذه الوسائل والمحاولات، ومن خلال العملاء الذين رهنوا أنفسهم للخارج وجعلوا من مصالحهم الشخصية الضيقة أولوية على مصلحة الوطن والشعب.. تأتي مملكة الشر التهديد الأكبر لليمن ولوحدته التي حرصت وسعت وتآمرت منذ اللحظة الأولى على عدم قيام الوحدة اليمنية مدفوعة بمن ورائها من الدول الكبرى أمريكا وبريطانيا وإسرائيل، الذين يشعرون أن الوحدة اليمنية تمثل تهديداً حقيقياً لمصالحهم وأطماعهم في المنطقة عموماً واليمن خصوصاً الذي حباه الله بميزات جغرافية وسياحية وزراعية وثروات طبيعية هائلة وموروث تاريخي وكثافة بشرية هائلة والتي جعلت الوحدة اليمنية هذه المميزات أكثر قوة.. نعم وقفت السعودية وإلى جانبها بعض الدول التي التقت مصالحها مع السعودية في الأطماع على اليمن ضد الوحدة ودعمت حرب الانفصال ورعت العملاء والمتاجرين بالوطن في الداخل والخارج العاملين على الدعوة للانفصال وبث الفرقة والمناطقية بين اليمنيين، بالإضافة لذلك رعت وجلبت الجماعات الإرهابية من القاعدة وداعش التي ظهرت ملامح هذا الدعم في الوقت الحالي وتسليمها مدن الجنوب الواحدة تلو الأخرى ودعمها بالمال والسلاح، يتواكب ذلك مع حملة إعلامية كبيرة تؤجج الفرقة وتدمر النسيج الاجتماعي للشعب اليمني.. وبعد محاولات كثيرة وحثيثة ترافقها وسائل قذرة فشلت هذه المحاولات آخرها السعي لإقرار نظام الأقاليم الذي يقسم اليمن ليس فقط إلى شطرين بل إلى ستة أجزاء مبنية على تقسيم قائم على صراع مناطقي ومذهبي وصراع على الثروة بين هذه الأقاليم.
وأضاف: بعد هذه المحاولات لجأت السعودية والامارات وبتحالف أكثر من ?? دولة وبمباركة معظم دول العالم ومن ورائهم من الدول الكبرى بشن عدوان غاشم والتدخل بشكل مباشر عسكريا وبإمكانيات هائلة وبمساندة جيش هائل من المرتزقة من الداخل والخارج، وعلى مدى أكثر من أربعة عشر شهراً من العدوان الهمجي فشل في تحقيق أية مكاسب حقيقه تذكر، ونجح فقط عبر مجموعة من المرتزقة والخونة للوطن والشعب وعلى رأسهم الخائن هادي مستغلاً حالة ضعف الوعي المجتمعي وعدم إدراكهم لحقيقة ما يجري وهدف العدوان الحقيقي وخاصةً بين أوساط الشباب من جيل ما بعد الوحدة الذي ليس لديه إلمام بالبعد التاريخي وفترة الاستعمار البريطاني البغيض وأطماعه وإلى جانبه أمريكا والسعودية والأمارات ولم يعايش حالة الصراع الدموي والسياسي والفساد الإداري والذي لا يزال بعض أطرافه وعلى رأسهم المجرم هادي إلى الآن.. نجح المستعمر الجديد في احتلال الجنوب بمساندة أدواتهم من ما يسمى القاعدة وداعش وترحيب مرتزقتهم، وبدأوا في تهجير قسري لأبناء المناطق الشمالية الذي استقر منذ عشرات السنين ليوهموا الآخرين بأنها رغبة جماعية وما هي إلا أعمال سياسية فردية تتبع الخارج المحتل ووفق منهجية مدروسة ومخطط لها.
وقال: إن ما يحدث الآن من احتلال للجنوب من قبل دول التحالف الإقليمي والدولي لهو أكبر دليل على أن مؤامرة كبيرة على هذا الوطن وعلى الوحدة اليمنية حيكت لسنوات لإفشال الوحدة اليمنية عبر محاولات غير مباشرة سابقة بائسة وفاشلة وفي كل هذه المحاولات، كان مرتكزهم الرئيسي هو العملاء والخونة، بعد فشل هذه المحاولات وصلوا إلى التدخل العسكري المباشر ومن خلال عدوان غاشم.. ولكن الشعب اليمني الذي أفشل كل المحاولات السابقة بفضل وعيه سيفوت عليهم الفرصة ويفشل عدوانهم ويعي حجم المؤامرة ويتصدى للمحتلين على يد المخلصين من ابنائه، وبعون الله سيحتفل اليمنيون في العام القادم وقد تطهرت اليمن من الاحتلال وأعوانه.
الاصطفاف الوطني
أما الدكتور مهدي محمد – باحث ومحلل سياسي فيقول: “لدينا شعب عظيم وحيٌّ يصنع المعجزات، واحتفالنا هذا العام بالذكرى السادسة والعشرين لعيد الثاني والعشرين من مايو، اليوم الوطني العظيم له قيمة خاصة في قلوب كل اليمنيين الذين يدركون جيداً أننا لن نستطيع أن نحقّق نجاحات كبيرة في اليمن دون وحدة الأرض والإنسان.. مضيفاً بالقول: قد جرّبنا التشطير؛ وكانت مشاريعنا هزيلة وضعيفة في الشمال أو في الجنوب؛ فقط في اليمن الموحّد نستطيع أن ننجز ما نريد جميعاً لأنفسنا ولشبابنا وللمستقبل، لهذا فالوحدة عظيمة بكل المقاييس، والحفاظ عليها هي مسؤوليتنا جميعاً، ويجب عدم التفريط بها, وكل دعاة الانفصال وكل الذين لديهم مشاريع صغيرة سوف يتراجعون، وستنتصر الوحدة وتنتصر اليمن على متاعبها وتحدياتها ولا يمكن للإرهاب أن يعيق التنمية في اليمن, أو يمزقنا من جديد, ولا يمكن للإرهابيين التفكير بأنهم سيحكمون اليمن, لأن اليمن شعبه عظيم وتعداده أكثر من 25 مليون نسمة بالإضافة إلى الملايين خارج اليمن أيضا, هذا الشعب العظيم صنع معجزات كبيرة في التاريخ وسيصنع معجزاته في الحاضر وفي المستقبل”.
وأضاف الدكتور مهدي: “الوحدة الغالية هي أغلى الأهداف وأكبر المنجزات التي حققها شعبنا خلال فتراته النضالية، وبالتالي فإن الحفاظ على الوحدة اليمنية هدف غالٍ ومقدس، كما أن اصطفاف أبناء الشعب على تنفيذ مخرجات الحوار الوطني وعدم وضع العراقيل تحت أي مبرر يعد كذلك في مقدمة الأهداف التي على الجميع أن يعمل لأجلها يوماً بعد يوم بما يوفر الطمأنينة والسكينة وحياة معيشية تتوفر فيها سبل الرخاء والسعادة والأمن والاستقرار لكل يمني ويمنية على تراب الوطن الحبيب, بحيث يأمل الجميع مستقبلاً زاهراً وسعيداً سيخيم على هذه الأرض الطيبة، ولن يتأتى ذلك إلا بصدق المشاعر والنوايا الطيبة والأعمال المخلصة والخالصة لوجه الله سبحانه وتعالى، ولهذا الوطن الذي يحتاجنا جميعاً كما نحتاجه في خيمته الواسعة المتمثلة في الاصطفاف الوطني فستكون الوحدة في سلام إذا شعر المواطنون اليمنيون أن هذه الوحدة تحقّق مصالحهم وأمنهم واستقرارهم, أما إذا كانت هذه الوحدة مفردة لا تحقّق هذا الأمن والسلام؛ فبالتأكيد ستكون في خطر, وعلينا أن نركّز ولا نجعل هناك تناقضاً بين الدولة القادمة والوحدة؛ كون الدولة القادمة ستحقّق مزيداً من الوحدة الوطنية إذا ما روعيت عوامل المواطنة المتساوية والشراكة الحقيقية في السلطة لمختلف اليمنيين, وشكل الدولة اليمنية سيراعي كل الاختلالات في عملية الشراكة, لقد تم الاتفاق على آلية واضحة لشكل هذه الدولة بأنها دولة اتحادية ذات طابع فيدرالي, قائمة على ستة أقاليم ذات الخصوصية لمدينتيها صنعاء وعدن, وهناك آليات واضحة ومحدّدة في آليات توزيع السلطة والثروة التي تنعكس بحلولها على القضية الجنوبية.. مؤكداً أن هناك أبعاداً سياسية وحقوقية يجب أن تبدأ من الآن, مبيّناً أن الأبعاد الحقوقية هي استحقاقات سواء تم الاتفاق على شكل الدولة أم لم يتم الاتفاق عليها؛ لكنها يجب أن تبدأ في الشكل السياسي الذي يمنع مستقبلاً تكرار المآسي التي مرّت بها اليمن بالاتفاق على شكل الدولة الجديد الذي ستتعمّق من خلاله وتكرّس وحدة أبناء الوطن كافة.