ن .. والقلم .. الوحدة … ليست ضاحي خلفان !!
عبد الرحمن بجاش
للأسف الذي ما بعده أسف أننا تهنا إلى درجة أننا كيمنيين نسينا أو تناسينا أو لم نسمع ما قاله القامة العالية المرحوم الاستاذ البردوني، وصرنا نسمع ونردد ما يقوله ضاحي خلفان، الذي بدا معايرا لنا في فقرنا، ليظهر كمحمد خدام بيت الكاظمي بحافة إسحاق بتعز، كانوا يرسلونه لينفعهم إلى السوق الطويل فيتأخر، ليكتشفوا أنه يذهب ليمارس دوره كخدام لبيت الشامي في نفس الحارة، والغريب أنه كان هو من يذهب ليعرض نفسه عليهم !! .
لن أنزل إلى مستوى أسلوب وطريقة خلفان في (( مناجمته )) لليمنيين الذين نسوا البردوني وانتبهوا لخلفان، ولا حاجة بي للإساءة إلى شخصه المحترم خاصة وهو من أصول يمنية، بمعنى أننا جميعا من أصول فقيرة كما كان محمد خدام بيت الكاظمي .
في لحظة من العام 90 سئل البردوني من مونت كارلو عن رأيه في الطريقة التي تمت بها الوحدة، فقالها : ((…….زواجه (( أخدام )) اليوم الثاني في قسم الشرطة)) !!، لم يكن لينتقص منها ولا من المهمشين، لا،كان ينتقد الكلفتة !!!، كان البردوني قد قالها قبل ذلك : الوحدة قائمة وما يجري توحد بين نظامين، ولأن النظامين كانا يهربان إلى حضن بعضهما، فلم يطيقا رائحة أزغانهما، فكسرا كل الصحون !!! .
الآن وصلت بنا الحالة إلى درجة أن 7,5 مليون يمني على شفا المجاعة !!، فبعد 26 عاما من الوحدة أو الإعادة نجد أنفسنا على شفا الموت جوعا، ونحن الذين حلمنا بأيام أجمل لم تأت !!! .
الوحدة ليست مزاجا شخصيا، لا لأي منا ولا ليبدي رأيه فيها خلفان، هي حلم الناس، سرقة من حوًل ثورة سبتمبر الشمال إلى أراض على شارعين، وهو من حول الحلم الوحدوي إلى مجرد بسط على الأراضي، وسكني تجاري، وباع حتى الهواء !!، نعلم أن اليمنيين في الجنوب ظلموا، وتحول الجنوب كله إلى مجرد مساحه للنهب للفساد وليس للشماليين, مقابل الشمال المظلوم هو الآخر من نفس من أفرغ الوحدة من مضمونها !!! .
ببساطة لم تكن هناك رؤية لأن الكل هرب إلى الكل، أتحدث عمن (( خصى من ))، فلو كان الأمر حكم برؤية ومشروع فلن تصل بنا الأمور بعد 26 عاما إلى المجاعة، وحرب كالنار تأكل بعضها !!!، ومتحاربين يدرون هم فقط على ما يحاربون !!!، ولذلك فالمخاض مخاضهم وليس مخاض بلد يمكن أن تخرج منه بمولود كامل، لا نقص في أعضائه .
يضحك خلفان على فقرنا وينسى من أين أتى إلى تلك الصحراء، وينسى أن زايد بن سلطان كان وحدويا حتى العظم، ولم يعاير اليمنيين يوما بما يعايرهم الآن من ليس بقامة زائد واقصر من قامة من لا يرون ابعد من عيونهم وليس أقدامهم !!!، ورحم الله خدام بيت الكاظمي وخدام اللحقة في بيت الشامي بتعز .
الآن نحن كلنا مظلومين، ومن يتحدث عن فك الارتباط أو الانفصال لا يدرك العواقب، وإن من يوعز له بما لم يوعز له بيت الكاظمي، فسيلعن اللحظة التي خرجت فيها بريطانيا من الجنوب، فستظهر أنها ارحم من احتلال ذوي القربى من لا مشروع لهم غير المال !!! .
الزواج إمساك بمعروف أو تسريح بإحسان، وإذا أراد الشعب اليمني صاحب الأمر أن يقسم البيت من جديد فليُسال هو ولا غيره، لا خلفان، ولا أي خرف، ولا حتى علي ناصر !!، والقانون الدولي يقول الشعب، وليتذكر من يريد أن اليمني مظلوم من المهرة حتى صعده، أتحدث في هذا اليوم عن الشعب الذي بحاجه إلى أن يستعيد اليمن الذي حلم به وخرج من اجله . لله الأمر من قبل ومن بعد .