لحظة يا زمن..قصائد
محمد المساح
اليعسوب الذهب
غير بعيد عن مطعم أسماك ” الشبوط الياباني “.
وعند سياج ممر نحو الغابة حيث ثلاث بحيرات ترتشف النور , شفيفاً في هذه الساعة من يوم خريف .. كنت أحاول .. أن أتملى غصناً مقطوعاً قذفته الريح إلى أعلى السور, وأن ألمس ما يهجسه الغصن المقطوع عن الشجرة, كان أصيل رطب وأرانب في المرج وبضعة أطيار سود, وأنا غفلا أتملى هذا الغصن المقطوع, أقول لنفسي :
هل سيعود الغصن المقطوع إلى أشجار الغابة في يوم ما ؟
هل سيعود النسغ إلى اللوح اليابس ؟
هل تخضر الأوراق ؟
………………………………………………..
……………………………………………….
وفي مثل الخطفة .. في مثل اللهفة في مثل غيابي .. حط على إبهامي يعسوب ذهب .
لم أعرف : هل أنظر أم أشعر ؟
واليعسوب . أهذا اليعسوب الذهب , الشيء أم الرؤيا ؟
لكن اليعسوب , خفيف وشفيف , وحقيقي أيضاً ويحط على إبهامي !
إن جناحيه يرفان , رقائق من ذهب صاغته ملائكة .. ويرفان على إبهامي فعلاً.
هل يعرف هذا اليعسوب الذهب القصة :
هل سأعود , كما يعود الغصن المقطوع إلى الشجرة ؟
تهليلة لطائر الفجر
طائر الفجر , يا طائر الفجر , ما أجملك !
نخلنا والمنازل والورد .. لك والسماوات لك .
طائر الفجر , يا طائر الفجر , ما أجملك !
هلَّل النور إطلق جناحيك نحو الفلك.
إطلق الصوت شدو الضياء الذي قبلك
طائر الفجر يا طائر الفجر ما أجملك !
لن ترى قفصاً بعد
لن يتمكن منك الشرك
سوف يقوى جناحاك , إمض من النسر
أني سلك
طائر الفجر يا طائر الفجر , ما أنبلك ..!
” سعدي يوسف”