لا شرعية لمن قتل شعبه
حسن الوريث
* يسعى أعضاء وفد الرياض في مفاوضات الكويت من أجل البقاء في مناصبهم كوزراء في أي حكومة قادمة سيتم تشكيلها، لذا تجدهم يرفضون أي حلول لما يجري في اليمن لا يتضمن بقاؤهم في هذه المناصب وهذا ما أفصح عنه الكثير منهم حتى الرؤية التي قدموها إلى الأمم المتحدة تتضمن قيام ما تسمى بالحكومة المزعومة بمهام الفترة الانتقالية القادمة .
بالطبع هذا الفريق الذي جاء من الرياض لا يهمه التوصل لأي حل للأزمة ولا يعنيه توقف العدوان ورفع الحصار، فكل ما يريده هو البقاء في الحكومة حتى لو قتل نصف الشعب اليمني كما هو الحاصل من استمرار العدوان والحصار وحتى لو استبيحت الأرض اليمنية لكل من هب ودب مثلما حدث من دخول كل القوات الأجنبية سواء الأمريكية أو السعودية والإماراتية والإسرائيلية أو غيرها .
بالتأكيد أن النجاح الذي يحققه الوفد الوطني في مفاوضات الكويت يجعل وفد الرياض يفقد صوابه ويخاف على فقدان الشرعية المزعومة، فرأينا أعضاءه يفتعلون الأزمات والانسحابات ويكيلون الاتهامات ويفرقونها يميناً ويساراً سواء لأعضاء الوفد الوطني أو للأمم المتحدة أو حتى لسفراء الدول الذين يعملون على الضغط لاستمرار المفاوضات بأنهم يميلون للوفد الوطني ورؤيته، فما قام به جباري أو المخلافي أو بعض أفراد وفد الرياض يؤكد أولاً العجز الكامل عن تقديم الحجة الحقيقية والمنطقية التي تقنع الآخرين سواء الوسيط الدولي أو الدول الراعية للمحادثات وثانياً يدل على أنهم يخشون من الخروج من المولد بلا حمص كما يقال ويخافون من رميهم على قارعة الطريق وبالتالي فهم يعملون بكل السبل من أجل استمرارهم في مناصبهم في حالة نجحت هذه المفاوضات .
اعتقد أن هذه الشرعية المزعومة التي يتشدقون بها ودمرت البلاد غير موجودة أصلاً وانتهت مبررات وجودها بكل المعايير والمقاييس سواء الدستورية أو القانونية أو الدولية حتى وفقاً للمرجعيات التي يستندون اليها كمؤتمر الحوار الوطني وقرار مجلس الأمن الدولي والمبادرة الخليجية فكلها تؤكد أن لا شرعية لهم .
اتفاق السلم والشراكة الوطنية الذي جاءت هذه الحكومة بموجبه انتهى بخروج أكبر الأطراف من الحكومة وهما المؤتمر الشعبي العام وأنصار الله وبقية الأحزاب الأخرى ولم يتبق فيه إلا حزب الإصلاح وشخص من الناصري وشخص من الاشتراكي، كما أنه جرى أكثر من تعديل على الحكومة وهذا مخالف للاتفاق، أما بالنسبة لمؤتمر الحوار الوطني فقد مدد للحكومة لمدة معينة وانتهت المدة كما مدد لهادي لمدة عام وانتهى التمديد رغم أن المشاركين فيه لا يحق لهم ذلك وفيما يخص المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية المزمنة فقد انتهت إضافة إلى كل ذلك فكل هذه المرجعيات تؤكد أن اليمن محكوم بالتوافق .
أعتقد أن الأهم في عدم شرعية هؤلاء أنهم خانوا بلدهم واستدعوا بلدان خارجية لتعتدي على وطنهم وتقتل شعبهم وتدمير البنية التحتية ولا يمكن أن يكون هناك ثمة شرعية لمن أباح بلده بهذا الشكل بحجة الدفاع عن شرعية زائفة حتى لو افترضنا أن شرعيتهم حقيقية، فهل يمكن أن يكون ثمن الدفاع عنها هو قتل الشعب اليمني وحصاره وتدمير بنيته التحتية ؟ وهل يعين هؤلاء أنهم دمروا بلدهم وأنهم لو عادوا ليحكموا فلن يجدوا من أين يحكمون فقد دمروا كل شيء في هذا البلد وفوق هذا كله فاعتقد أن الشعب اليمني لن يقبلهم ولن يجدوا من يستقبلهم لأن الشعب اليمني يعي جيداً أن لا شرعية لمن قتل شعبه ودمر وطنه .