المسمار الأمريكي
أقول قولي هذا
عبدالمجيد التركي
قبل أشهر أشارت أمريكا بأصابع الاتهام نحو السعودية في تفجيرات برجي التجارة العالمي، وعنونت واشنطن بوست صفحتها الأولى بـ”الحثالة الملكية” إلى جانب صورة سلمان.. وقالت أمريكا إنها بصدد إصدار قانون يجيز للمتضررين وأسر الضحايا في تفجير 11 سبتمبر مقاضاة السعودية، وهددت السعودية بسحب أصولها المالية من أمريكا في حال إقرارها لهذا القانون.
أمس الأول أقر الكونجرس الأمريكي هذا القانون، وبعد ذلك صرَّحت الخزانة الأمريكية، أمس، أن قيمة سندات الخزينة التي تمتلكها السعودية لديها تبلغ 116 مليار دولار، وهذا التصريح هو بمثابة إعلان رسمي للمواطنين الأمريكيين والجهات المتضررة من تفجير الحادي عشر من سبتمبر بأن تلك الأموال سيتم تحويلها إليهم عند رفعهم قضايا ضد الحكومة السعودية وفقاً لقرار الكونجرس.. وبذلك بدأ العد التنازلي لما يُعرف حالياً بـ”السعودية”.
وليت الأمر يقف عند هذا الحد، إذ تم بالأمس نشر تقديرات بالأضرار والتعويضات تُقدَّر بـ 300 مليار دولار.. وبهذا ستقوم أمريكا بدق المسمار الأكبر في نعش السعودية.
كتبتُ في مقالات سابقة عن أن أمريكا ستوصل السعودية إلى المحكمة الدولية، وما حدث لصدام سيتكرر مع سلمان، واعتبر البعض هذا مبالغة، وها هي أمريكا بدأت اللعبة، لأن أوباما ليس مستعداً أن يمشي مع السعودية إلى نهاية الطريق، لأن نهايتها شائكة.. وكأن السعودية لم تكن تعلم أنها ستواجه هذا المصير، رغم أن كل المؤشرات كانت تقول ذلك؟
أمريكا كانت تعرف أن السعودية وراء هذا التفجير، لكنها كانت تؤجل استخدام هذه الورقة إلى أن يحين وقتها، وها قد حان الآن.. وقد تضطر إلى استخدام الحل العسكري في السعودية في حال عدم انصياعها لما تريده أمريكا، وإن غداً لناظره قريب.