زادوا علينا !!!

عبدالرحمن بجاش
تتمنى ألا تقع في المطب, أحاول من أيام أن أفهم ما يدور في عدن تحديدا, فلا أجد أمامي غير صراخ, وتسريبات, وضخ مواد إعلامية للأسف كلها توديك في اتجاه !!!, وإلى اللحظة لا تدري ولا يستطيع أي عاقل أن يحكم حتى (( الشرعية)), أما أنها تدري وتلك مصيبة أو أنها لا تدري والمصيبة أعظم, والأطراف كلا يحاول أن يستفيد من عذابات الناس ويجيره ورقة أو أوراق إلى ملفه, وليذهب الناس في الجحيم.
خرجت إلى الشارع, فلم أجده, مررت على معاذ, فسألته: أين الشارع ؟ أجاب بلهجته الصنعانية المميزة : عيدي الله زبون بدل كل الزبائن !!, لم يفهم قصدي من السؤال .
بصدق هالني الأمر قبل أيام أيضا, فقلت لا تجاوز الحي الذي أسكنه وشارعه الرئيسي, تجاوزت الخمسين إلى حدة, فلم أجد الشارع أيضا !!! .
سألت صاحب البهارات هناك: أين الشارع ؟ أقسم أن أحدهم قفز إلى وجهي, من حيث كان يجلس: الناس في بيوتهم محبطين, قلت: مماذا ؟ وقد عملت نفسي غبيا, قال: من هذا الوضع (( لا تشلوني ولا تطرحوني )) .
أقسم بالذي رفع السماء بلا عمد أنني مشيت وصديق العمر ياسين مهيوب والخوف يجتاح كياني, إذ كان الشارع هادئا إلى درجة الجنون !!!, هل من يفهم ؟ ويقرأ الرسالة جيدا ؟ أتمنى ذلك .
عملية الخداع الكبرى والتي تتم في كل الأنحاء وبالذات في عدن, ليست هي العملية الوحيدة التي تقتلنا بصمت, بل أن عملية الخداع الأكبر نائمة كانت كالفتنة, لعن الله من أيقظهما الاثنتين !!, الأولى ونحن وسطها والثانية تتم كل يوم فصولا في المنازل ودكاكين تبيع لك مخلفات مخازن دبي (( بطاريات )) الطاقة, وهي بطاريات تبين أنها كانت مخزنة, قذف بها كما تقذف كل مخلفات الخليج إلى جوف الشعب اليمني المظلوم من أبنائه المتحاربين, ومن جيرانه المتعالين !! .
أنا, ياسين, الدكتور, يحيى, وصالح,واحمد, ومسعد وسعيد …وآخرين كثر خدعنا نهارا جهارا من تجار لا ضمير لهم, في ظل غياب دولة تمثل مصلحة المواطن في أي حق من الحقوق !!, لقد جرى خداع الناس ولا أستطيع الجزم هل بالتعمد, أو أن التاجر نفسه كان ضحية خداع من التاجر اللي في دبي, فسكت وباع الهواء للمواطن الغلبان عشرين ألف مرة !!!, وكان اليمني ناقص مشاكل وأزمات, وحروب, وعمليات خداع كبرى باسم الأرض تارة ومعظم الأحيان باسم السماء, ليأتي تجار الطاقة ويسحبون آخر ريالات في جيبه .
الآن لم تعد كهرباء الطاقة تضيء ليلنا الطويل أكثر من ساعتين, وكل يوم ينضم إلى الضحايا ضحايا جدد, خاصة ممن كانوا يتفرجون إليك شررا على أنك مخدوع وهم الشطار, ليكتشفوا أنهم وقعوا ضحية عملية خداع أودت بمبالغ أكبر من اللي خسرتها أنت الطفران !!! .
طبعا الكهرباء العامة خلاص لم يعد أحدا يذكرها, فقد صارت من الماضي !!!, حتى موظفيها اللي أصبحوا في الشارع بدون مرتبات فلم يعد أحدا يذكرهم كالعادة حتى في المقابل !!!, وأنظر فبعد 54 عاما, ومن سبتمبر 26  إلى سبتمبر 21  عدنا إلى زمن السراج, وقد تأتي لحظة نعود إلى زمن الإضاءة بالشحم, وكله تراث !!, الآن لا يوجد بيت إلا وهو يئن من عملية الخداع الكبرى هذه وتلك, هل تتذكرون حكاية التريكات اليورانيوم !! والتاجر راشد أو مرشد لا فرق, لأن لا أحد يمثل المواطن فقد زادوا علينا كما زادوا علينا !!!, لله الأمر من قبل ومن بعد .

قد يعجبك ايضا