حق الفنادق
عبدالمجيد التركي
الحكومة الفارَّة النازلة في فنادق الرياض تبلِّغ الشعب اليمني السلام، وتهديه أطيب التبريكات والتهاني بمناسبة اقتراب شهر رمضان المبارك.. وتسأل الله أن يعيد هذه المناسبة والوطن ما يزال على الخارطة، وأن يعيده على الحكومة بخير وتمديد في فنادق الرياض.. وأن يستمر العدوان لكي يضمنوا بقاءهم في الفنادق، وتستمر صحون الكبسة التي تجعلهم يبدون كالقطط حولها.
وتودُّ الحكومة أن تلفت نظر الشعب الكريم، إلى أنها لن تستطيع العودة قبل رمضان، وربما أنها لن تعود أبداً، فهي الآن تعتقد أنها تحكم عن بُعد، ولذلك تقوم بتسلية نفسها بإصدار بعض القرارات والتعيينات التي تجعلها تشعر أنها في قلب الحدث.. وأما بخصوص الغارات السعودية فتود الحكومة لفت أنظاركم إلى أن الصواريخ والقنابل هي لمصلحتكم، فلا تنزعجوا منها، فإنها تحارب إيران في أزقة صنعاء وحواريها.
يُحكى أن حماراً كان يأكل ويشرب في أمان الله ورعايته، وذات يومٍ أحس بحاجة للنهيق، رغم أن هناك من حذَّره من النهيق لوجود النمر خلف الجبل، وسيكون نهيقه دليلاً للنمر الذي سيأتي ويلتهمه، لكن الحمار صعد إلى رأس الجبل وأطلق نهيقه، فسمعه النمر.. ومنذ ذلك اليوم أصبح هذا الحمار مثالاً لـ”البَوْقَهْ”.. كُلْ يا حمار واحمد الله، قال: أشتي أفعل صوت يعلم به الله..
لا يختلف حال هذا الحمار عن حال رئيسنا الهارب، فقد كان رئيساً يحكم دولة وأصبح نزيلاً في فندق بعد أن كان يسكن في رئاسة الجمهورية، وكان له قصره الخاص أيضاً.. لكن الذي اعتاد على المهانة لا يستطيب العز، والذي اعتاد أن يكون عبداً فلن يصغي إليك وأنت تحدثه عن نعمة الحرية.. وهناك مثل يمني يقول: ما يعزّ الله هيِّن.