أرض اليمن لا تقبل الغزاة.. ولا يمكن نقبل بعودة عودة عملاء العدوان إلى أرض الوطن

الشيخ توفيق فرج أحد مشائخ قبيلة سنحان لـ”ٹ”:

الشعب اليمني عظيم وكبير جدا.. وإلا لما حشدوا هذا الحشد ضده

نحن اليمنيون أصحاب حضارة منذ قديم الزمن والذي لديه حضارة لا ينكسر أمام الغزاة

اليمنيون يتسابقون على الشهادة وكل أسرة قدمت شهيداً تفاخر به

لقاء/ محمد القيري

تقع قبيلة سنحان شرق العاصمة صنعاء، وهي قبيلة عريقة بأصالتها وإقدام رجالها على التضحية في سبيل الله وسبيل الوطن، فقد كانت موطناً للحميريين والسبئيين ، وما المآثر التاريخية المنتشرة في المنطقة إلا خير دليل على ذلك.
وحول دور أبناء سنحان في مقاومة ومحاربة العدوان الهمجي البربري من قبل أمريكا والسعودية وحلفائهما التقت “الثورة” بالشيخ توفيق أحمد فرج أحد مشائخ وادي الاجبار بقبيلة سنحان.. فكانت الحصيلة التالية:

كيف ترون إلى الواقع بعد مرور أكثر من عام على العدوان الأمريكي السعودي على اليمن؟!
– هذا العدوان المستمر، عدوان ظالم بربري يستهدف البشر والشجر والحجر ويستهدف أرض اليمن وكل ما هو موجود فيها، حيث لم يسلم من هذا العدوان حتى الأموات في قبورهم، فهو عدوان بدون وجه حق أو أي مسوغ قانوني، وليس لدينا للسعودية ومن معها من المعتدين حق ولم يكن بيننا أية خلاف.
ولكن أبناء اليمن لن يسكتوا أو يخضعوا لهذا العدوان وإنما سنرد الصاع صاعين بإذن الله تعالى بقوة وسواعد وتضحيات الرجال الأوفياء من أبناء الوطن عامة المدافعين عن أرضهم وعرضهم وشرفهم وكرامتهم وان ابناء اليمن وعلى مر التاريخ لم ولن يخضعوا لغاز أو محتل مهما كانت قوة هذا الغازي, فاليمنيون وعلى مر التاريخ لم يخضعوا لأي غاز.. وان أبناء اليمن سيواجهون هذا العدوان الذي سفك دماء اليمنيين في جميع المحافظات ودمر خيرات ومنجزات الوطن، فقد سفك العدوان دماء أبنائنا ونسائنا والطاعنين في السن ودمر مستشفياتنا ومدارسنا وجامعاتنا وطرقنا ومصانعنا وحيواناتنا من أبقار وجمال وأغنام ودجاج وحمير حتى الأموات الذين هم في القبور استهدفهم العدوان بقيادة جارة الشر والحقد والسوء.
يعلم الجميع أن اليمن لا يسمح حتى لأخيه من أبيه وأمه أن يأخذ فلساً ولا شبراً من حقه ولا يسمح له بالاعتداء عليه فما بالك بالغريب وهؤلاء هم غرباء لا تربطهم بالعروبة والإسلام أية صلة وأنا أنكر وجميع العرب والمسلمين ينكرون أن هؤلاء عرب أو مسلمين وقد امتد أذاهم على اليمن والعراق وسوريا وليبيا وفلسطين ولبنان.
فإذا كان هذا العدو يمتلك المال واشترى به السلاح والغزاة، فنحن نمتلك الرجال الشجعان الذين سوف يأخذون حقوقهم بسواعدهم، ولتعلم دويلات العدوان ومن معها أننا لن نخضع ولن نركع ولن نسكت على حقنا والأيام القادمة إن شاء الله وبعونه ستكون شاهدة على أخذ ثأرنا من الغازي والمحتل الذي يحاول تدنيس أرض اليمن الطاهرة الطيبة التي وصفها الله سبحانه وتعالى بقوله “بلدة طيبة ورب غفور” صدق الله العظيم.
بحسب التسريبات، يقول البعض إن الغزاة والمحتلين يخططون للدخول إلى العاصمة صنعاء عبر مناطق سنحان وخولان.. فما ردكم عليهم؟
– أبعد عليهم من عين الشمس، وأبناء سنحان وخولان لا يمكن أن يسمحوا لغاز ومعتد أن تطأ قدمه أراضيها، وأريد أن أقول شيئاً تاريخياً، إن قبيلة سنحان لها القدمة في المعارك على كل القُبل اليمنية وهنا أريد أن أوضح هذه النقطة، فقد اختلفت القُبل اليمنية في قادم الأزمان على من يكون في المقدمة ووصلت هذه القبل إلى خيار صعب جدا بأن قاموا بأخذ محراث الأرض من الحديد أو قطعة حديد كبيرة وقاموا بوضعها على النار وأن أي شخص من أي قبيلة سوف يأخذ هذه الحديدة المعروضة على النار ويضعها على كتفه يكون لقبيلته حق القدمة على جميع القبل فقام أحد أبناء قبيلة سنحان بالمبادرة وانتزع هذه القطعة من الحديد ما يسمى بالسحب، ووضعها على كتفه الذي قسمه إلى نصفين.. وهذه القصة أو الحادثة معروفة لدى كل القُبل اليمنية فصارت منذ ذلك التاريخ القدمة لسنحان أمام كل القُبل في كل الأحوال، وقبيلة سنحان هي على هذا العهد الذي خلفه أجدادنا أنها في الصفوف الأولى للدفاع عن الوطن وهي على عادتها لن تفرط في وطنها وأرضها وعرضها مهما كلفها الثمن.
البعض يقول إن العدوان أجل الزحف على صنعاء حتى يشتري رموزاً وشخصيات وضمائر هذه القُبل, فهل هذا صحيح؟
– لا يمكن لأي إنسان يمني شريف صغير أو كبير شيخ أو عاقل أو فرد عادي أن يقبل على نفسه أن يبيع ضميره وبلاده وشرفه مقابل حفنة من المال ونحن عندما نقول شرفه والشرف هنا “هم البنات والزوجات والأمهات” ويجب أن يعرف الأبناء معنى كلمة الشرف، ويجب أن يعرف الغزاة والمعتدون أن أبناء اليمن قاطبة لا يسمحوا ولن يسمحوا لأية شخص يتكلم كلام على شرفهم أي نساءهم والأرض والوطن.. عند أبناء اليمن تعتبر شرفا ولو أعطوا له أموال الأرض كلها وهناك مثل سائد عند أبناء اليمن، “يقول ((من فرط في أرضه فقد فرط في عرضه وشرفه” واليمن وعلى مر التاريخ مقبرة للغزاة.
إن اليمنيين الشرفاء لا يمكن لهم أن يبيعوا وطنهم وبلادهم مقابل حفنة من المال ونحن في قبيلة سنحان موقفنا من موقف قادتنا في الدفاع عن الوطن وأمامنا خياران النصر أو الشهادة.
قام أبناء اليمن بتوقيع وثيقة الشرف القبلية.. كيف ترى تفاعل أبناء القبيلة مع هذه الوثيقة؟
– وثيقة الشرف القبلية هي وثيقة توحد الناس وتجمع أبناء القبل ليكونوا كالجسد الواحد في مواجهة العدوان الغاشم، فاليمنيون معروفون أنهم أبناء سبأ وحمير ولهم قوانين وعهود ومواثيق شرف عالية وسامية وأخلاقية وهذه المواثيق القبلية هي عادة في أبناء اليمن من قبل الإسلام ومن بعده، وهي مواثيق عزة وكرامة ولا تخرج عن كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وآله وسلم، وإنما هي مؤكدة وملزمة لأبناء القبل في تطبيق بنودها وهي تدعو للتكافل الاجتماعي الذي أمرنا الله سبحانه وتعالى بأن يساعد الغني الفقير وهي كذلك ملزمة لمقاومة الغزاة ومن عاونهم من داخل اليمن ونقطع على ضعفاء النفوس التعامل والتعاون مع الغزاة ضد وطنهم، فهي وثيقة لم تخرج عما جاء به القرآن والسنة النبوية الشريفة، وحسب عادات وأخلاق وأعراف القُبل اليمنية.
كيف تنظرون إلى مواقف العملاء والمرتزقة من أبناء اليمن والذين ارتموا في أحضان الغزاة ضد وطنهم وأهلهم؟
– هؤلاء الذين ارتموا في أحضان الغزاة مقابل حفنة من المال لا يمكن عودتهم ودخولهم إلى البلاد سواء أحياء أو أموات ولا يمكن لجميع المرتزقة العودة إلى اليمن وعلى رأسهم الفار هادي، لا يمكن أن يعود إلى اليمن هو ومن معه من المرتزقة، وأنا أقول لهم لا تحلموا بالعودة إلى هذه الأرض الطيبة الطاهرة، لأن أرض اليمن لن تقبلكم لا فوقها ولا في باطنها.
على مدى العصور وهؤلاء المرتزقة عليهم أن يعرفوا أن أبناء الشعب اليمني سوف ينتقمون منهم وكل شهيد سقط دمه في رقابهم، واليمن قدمت آلاف الشهداء والجرحى من كل المحافظات والمديريات والقرى، فإذا كان جرم المعتدين هو جرم الاعتداء والعدوان، فجرم المرتزقة مضاعف وفي أسلاف القُبل وأعرافها مربوع المحدعش، وهم يعرفون ما معنى مربوع المحدعش، هذه عاداتنا وأعرافنا وتقاليدنا وأحكام العرف القبلي ليس من اليوم فقط وإنما منذ قديم الزمن.
وأريد أن أعرج لكم عن محاربة الدول الاستعمارية للقبيلة وأعرافها وتقاليدها، حيث كانوا يجلدون القبيلة ويصفونها بالتخلف والغرض من وراء هذا الشيء هو التخلص من القبيلة وعاداتها وتقاليدها من مواجهة الغزاة وهم كانوا يحيون في القبيلة الأشياء الخارجة عن أعراف وقوانين وتقاليد القبيلة لكي يسهل عليهم غزونا، ولكن شعبنا والحمد لله كان واقفاً لهم بالمرصاد وسيلقن الغزاة دروسا قاسية ومن معهم من عملاء يمنيين ومرتزقة أجانب.
كيف تنظرون إلى نتائج المعارك ضد الغزاة؟
– المعركة معركة نصر بعون الله، والمعركة حسب القوانين الإلهية والسماوية إن الله سبحانه وتعالى مع المظلوم، فنحن مظلومون ومعتدى علينا كبشر وأرض، والله سبحانه وتعالى معنا ومن كان الله معه فإن النصر حليفه ونحن واثقون بالله وكل أبناء اليمن واثقون بالله سبحانه وتعالى، واثقون بأننا منتصرون بإذنه سبحانه وتعالى، وليخسأ المرجفون.
ماذا عن دعم قبيلة سنحان للجبهات بالمال والرجال؟
– نعم.. قبيلة سنحان تقوم بدعم الجبهات في أرض الشرف والبطولة، ولن نبخل على الجبهات بالغالي والنفيس وقد قدمنا القوافل من الشهداء ومستعدين لتقديم المزيد والمزيد من الشهداء وأنا لا أتكلم هنا عن نفسي وقبيلتي التي انتمي إليها، وإنما أنا أتكلم بضمير أبناء اليمن بشكل عام، إنهم مستعدون لتقديم الآلاف من الشهداء ولا يخافون من الموت وإنما هو شرف وعزة وكرامة وأريد أن أقول لك إنه كان في السابق إذا مات شخص وخصوصا إذا كان شاباً تلاحظ الحزن على أهل القرية جميعا, أما اليوم فنحن نعتز بالشهداء ونفرح، وكل أسرة بل وكل بيت صار يفاخر بأنه قدم شهيداً في سبيل الدفاع عن الوطن.. وأؤكد أن أبناء اليمن لن يسمحوا للغزاة والعملاء والمرتزقة الذين لا آباء لهم أن يدنسوا أرض اليمن شعبا وحضارة، فنحن أبناء سبأ وحمير ومعين وأنصار رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، ومن حمل مشاعل النور الرباني في الفتوحات الإسلامية الأخلاقية وأوصل نور الإسلام إلى أوروبا غربا والصين شرقا.
ما هي كلمتكم للعدوان؟
– رسالتي إلى دول العدوان على اليمن أننا اليمنيون لن نركع إلا لله سبحانه وتعالى والمثل اليمني يقول المستقضي بعد سنة مستعجل، فعلى دول العدوان يجب عليها أن تعرف أن اليمنيين لا يتركون ثأرهم ولن ينسوه، وكما ذكرت لك سابقا أن اليمني لا يتنازل عن ثأره حتى من أخيه فما بالك بالأجنبي وعلى دول العدوان مراجعة حساباتهم وأن يسحبوا مرتزقتهم من الأرض اليمنية المقدسة وإذا لم يسحبوهم فإن اليمن هي مقبرة الغزاة وأريد أن أؤكد لك وللقارئ الكريم أني لم ألاحظ أن أبناء اليمن مجمعين على كلمة سواء من قبل إلا في ظل العدوان وأن اليمنيين تناسوا الثأر فيما بينهم وتوجهوا جنبا إلى جنب في المتارس لمجابهة الغزاة.
في آخر هذا اللقاء.. هل لديكم رسالة تحبون توجيهها أو إضافة لما تحدثنا فيه؟
– اترحم على الشهداء واهنئهم بالشهادة وأزف التهاني إلى كل أسرة في اليمن قدمت شهيداً، فهذا فخر لنا ولهم وعزة وشموخ وأدعو للجرحى بالشفاء العاجل وأحيي هذا الشعب العظيم الصامد المناضل على صبره وتجلده وعنفوانه أمام العدوان الدولي الذي لم يسبق له في التاريخ أن تحالفت هذه الدول الكبرى بمالها وسلاحها على هذا الشعب العظيم، وإذا دل هذا على شيء إنما يدل على أن هذا الشعب عظيم وكبير جدا وإلا لما تحالفت هذه الدول على قتاله، وأنها برغم من أسلحتها وأموالها وجيوشها فإنها لن تستطيع تحقيق ما كانت تحلم به خلال أيام.. لقد مر عام من العدوان ومستعدون للقتال مائة عام، ولن يذلنا الغزاة والصهاينة والأمريكان والبريطانيون ومن حالفهم من الغزاة، وأقول لهم إن أبناء اليمن لم ولن يركعوا إلا لله الخالق عز وجل.
وأؤكد لكم أنه مهما قصف تحالف العدوان الأمريكي السعودي علينا بطائراته وفرضوا علينا الحصار البري والبحري والجوي فإننا منتصرون بعون الله وسوف نصبر ونجاهد ونقاتل الغزاة جيلا بعد جيل ونحن رافعون رؤوسنا دون تراجع عن مواقفنا الشريفة والنبيلة في الدفاع عن أرضنا وشرفنا وهذا الإحساس الذي لدي هو لدى كل يمني شريف غيور على بلده، سوف يدافع كل يمني عن بلده بكل ما يستطيع ولن يسمح للغزاة والخونة والمرتزقة والمرجفين أن يمسوا هذا الوطن الغالي علينا جميعا ولو بمقدار شعرة واحدة.. ونحن متمسكون بحبل الله وهو ناصرنا وهو على كل شيء قدير.

قد يعجبك ايضا