من يجرؤ على الاحتفال بعيد الوحدة في الجنوب ؟

حسن الوريث
نقترب من الاحتفال بالعيد الوطني الـ 26 للجمهورية اليمنية 22 مايو لكنه يأتي هذه المرة ومازالت البلاد تمر بأوضاع معقدة جراء العدوان السعودي المستمر منذ أكثر من 15 شهراً والذي خلف تداعيات مختلفة على مختلف الأصعدة وبالطبع فهناك أوضاع غير طبيعية تشهدها جميع محافظات البلاد وخاصة المحافظات الجنوبية التي أصبحت بين فكي كماشة التنظيمات الإرهابية ومحاولات فصل الجنوب عن الشمال والذي بدأ فعلياً منذ فترة وتعمل دول تحالف العدوان على تحقيقه بشتى الطرق والوسائل لعل آخرها وأهمها هو دخول القوات الأمريكية إلى المحافظات الجنوبية والتي من مهامها الفعلية هي التأسيس لواقع جديد يتمثل في إنهاء الوحدة اليمنية والقضاء عليها تماماً.
وقد يقول البعض إن هذه النظرة غير دقيقة على اعتبار أن القوات الأمريكية جاءت لتجبر أبناء الجنوب على التمسك بالوحدة اليمنية وتنفيذ قرارات مجلس الأمن المتعلقة بالحفاظ على وحدة اليمن ومحاربة التنظيمات الإرهابية وأن هذه القوات ستكون مهمتها الحقيقية هي التهيئة لإعادة هادي وحكومته المزعومة إلى الجنوب والمحافظات التي أعلن عن تحريرها من قبل تحالف العدوان خلال الفترة الماضية لكنها وقعت تحت براثن عناصر القاعدة وداعش الذين لا يعترفون بالوحدة مع الشمال كما لا يعترفون بهادي الذي أجبرته تلك العناصر على البقاء في الرياض مع حكومته، وبالتالي فأمريكا جاءت لطرد تلك العناصر وإعادة هادي والحفاظ على الوحدة اليمنية ويمكن الرد على مثل هؤلاء الذين يطبلون للتدخل الأمريكي ومن قبله للعدوان السعودي بأن الجنوب لم يعد في يد أحد فقد صار نهباً للتنظيمات الإرهابية من جهة وعناصر الحراك من جهة أخرى ولم يعد أحد يستطيع لا هادي ولا غيره أن يتحكم في الأمور أو يفرض سيطرته على الأرض وصارت كل محافظة تحكمها جماعة سواء من القبائل أو من القاعدة وداعش أو من الحراك وكل جماعة تتبع دولة معينة، فالقاعدة وداعش تتبعان السعودية والحراك يتبع الإمارات والبقية لمن يدفع أكثر وهكذا انفرط العقد وأصبح من الصعب إعادته وهذا في اعتقادي هو المطلوب تحديداً في الجنوب.
وما جرى خلال الأيام الماضية من عملية ترحيل قسرية وتهجير لأبناء المحافظات الشمالية من عدن ولحج وقبلها من حضرموت وشبوة وأبين يدخل في نطاق أن الجنوب لم يعد بيد أحد وقد شاهدنا ردة فعل هادي وبن دغر اللذان اكتفيا بإصدار بيان هزيل يدين هذه التصرفات دون أن يكون هناك إي إجراءات قوية رادعة لمحاسبة أولئك الذين ارتكبوا هذه الحماقات، وهذا البيان الهزيل يؤكد ما قلته بأن هؤلاء لم تعد لديهم قدرة على التحكم بالأمور وأن ذلك التحرير الذي أعلنوا عنه لم يكن سوى فخ وضعوا فيه للوصول إلى الوضع الحالي ولو أنه كان تحريراً فعلياً وحقيقياً لكان هادي ومن تسمى حكومته الآن في عدن يحكمون من هناك ويديرون كل شيء من قصر المعاشيق الذي صار مهجوراً حتى محافظ عدن الزبيدي الرئيس الفعلي لعدن ومدير أمنه يسكنون في إحدى السفن الحربية وكلما خرجوا منها وجدوا من يتربص بهم بالسيارات المفخخة أو العبوات الناسفة .
هل يمكن أن يتمكن الأمريكان من طرد التنظيمات الإرهابية من الجنوب وفرض الوحدة اليمنية كما يشاع وكما يتم الترويج له عن التدخل الأمريكي في اليمن ؟ طبعاً أنا والكثير من أبناء اليمن لدينا قناعة تامة بأن ذلك غير ممكن لأن أمريكا وتدخلها في اليمن وخاصة دخولها المباشر في العدوان ليس من أجل سواد عيون اليمنيين أو للحفاظ على الوحدة أو طرد تلك التنظيمات الإرهابية لأن هذه العناصر هي صنيعة المخابرات الأمريكية وتسير وفقاً لتوجيهاتها وتعليماتها وتنفذ مخططاتها، وعموماً فأنا سأطرح هنا تحدياً بسيطاً سواء لتلك الحكومة المزعومة التي تدعي الشرعية أو للسعودية أو للإمارات أو لأمريكا وأقول أنا والكثير من الناس مستعدون للاعتراف بتلك الشرعية في حال استطاع هادي أو أي من أفراد حكومته بدعم تحالف العدوان أن يحتفلوا بعيد الوحدة في عدن التي أعلنوها عاصمة لحكومتهم ويمكن هنا أن أخفض سقف الطلب وأقول اتحدى هؤلاء أن يتحدثوا فقط عن الوحدة اليمنية في عدن وليس الاحتفال فهل يجرؤ أي منهم على ذلك؟ ، فلننتظر، فعيد الوحدة أصبح قاب قوسين أو أدنى وإن غداً لناظره قريب.

قد يعجبك ايضا