هوامش
محمد المساح
نسيان
هناك أشخاص ربما لن أراهم ثانية، لن أرمي عليهم غباراً جديداً، سأسحب صورهم من خزانة الذاكرة، كأوراق الكوتشينة أو الكبريت، الذي لا أشعل به أي شيء، أشخبط عليهم بحب وعنف، أرسم لهم شوارب حبرية طويلة ضحكة تقفز من النافذة، أرمي بعضهم علب صفيح فارغة، تصطف حزينة مترددة، في طابور هادئ من النسيان واليأس.
“رنا التونسي”
ألم
… يجب أن أفعل شيئاً، قلت
“لأشيلوس السفينة”
ونحن نبحر من بين “ميلانو”و”مرسيليا”:-
أيتها السفينة، أنت الصماء المقطوعة الأذان، لا أظنك تفعلين ما يفعله البشر، أنت تمنحين الدفء، والفراش.. تمنحين الغذاء، ولا تريدين مقابلاً.. البشر هناك ينتزعون من الإنسان كل شيء.. الدموع والرغبة وحتى الذكريات، أما الأفكار التي تعبر رأسه في الليل فإنهم يريدونها أن تتحول إلى كلمات إلى أسماء، ومقابل ذلك يمنحون الإنسان الضرب والألم، وحنيناً موجعاً للنهاية والموت!.
“عبدالرحمن منيف”
شرق المتوسط
طائر يغني
الرجل الذي طعن نجيب محفوظ لم يقرأ حرفاً له، من خرج في تظاهرة “وليمة الأعشاب البحر لا يعرف لماذا خرج، ولم يقرأ “لحيدر حيدر”.
أي عمل أدبي بما فيها الرواية التي خرج معترضاً عليها، ومن خرج مطالباً بحرق ألف ليلة وليلة لا يعرف أن ألف ليلة وليلة سفر حكائى عبر الزمن.
ومن قتل “فرج فودة” لم يقرأ حرفاً واحداً “لفرج فودة”، ومن يهاجم “تركي الحمد”لم يكمل رواية واحدة لتركي الحمد.
ومن كفرِّ الدكتور عبدالعزيز المقالح لا يعرف هل المقالح شاعراً أم ناقداً.
هم نسخ معاده لمن وقف ضد طه حسين ومحمد عبده وجمال الأفغاني”، وقاسم أمين وزندق إبن رشد وإبن عربي هؤلاء يقفزون على الأسطح ويتسللون من النوافذ ويسرقون المقولات من سياقها ليؤكدوا بها وجهة نظرهم.
بحجة أن بها طائراً يغني، والآن الغناء حرام لابد من نسف الحياة برمتها”.
“عبده خال”