أقول قولي هذا.. دوامة لا متناهية
عبدالمجيد التركي
ضياع يبحث عن خريطة.. وخريطة تبحث عن وطن.. ووطن يبحث عن نفسه.. ونفسٌ تبحث عن أناها.. وأنا تبحث عن الآخر.
حروفٌ مليئة بالغربة.. وخاصرة تبحث عن طعنة راحمة..
دوامة لا متناهية من البحث عن قشة لن تجد ظهراً تقصمه ولا قصمه تجبرها.
يقال إن الوقت كالسيف.. ليته كان كذلك فيقطع ليريح ويستريح..
الوقت جلادٌ نهم يجلدنا بسياط الملل.. وحيناً يشمِّر عن ساقيه إذا أحسَّ بعدم وجوده ليقول لنا “أنا موجود”!!
لماذا عندما نفرح بالسهر تكون ليلتنا “أقصر من شمعة”؟!
وعندما نئنُّ تطول الليلة، حتى يخيَّل إلينا أن الشمس قد أصيبت بوعكة صحية واعتذرت عن البزوغ؟!
هل هي نظرية النسبية التي تحدَّث عنها آينشتاين ذات يوم، حين وجد نفسه مطحوناً بين رحى الوقت، وملدوغاً بعقارب الساعة التي تتعثَّر متى شاءت، وتنطلق حين تريد كأنها في ماراثون سباق!!
أم أن مردَّ ذلك هو مقدار ما ننزفه من انتظار حين نستعجل الوقت حين لا يكون في صالحنا، أو حين نتواجد في قلوب لا ترغب ببقائنا فيها لحظة، فتطول هذه اللحظة كأنها يومٌ ثقيل؟
بينما ينقضي اليوم كأنه لحظة حين نستظلُّ بفيء القلوب التي نتمنى أن نبقى سجناءها، ما دامت نابضة.
وحين يُقسم المجرمون أنهم ما لبثوا غير ساعة، سيتأكد لنا أنهم كانوا في مرحلة سُبات، ولم يكن هناك ما يجعلهم يبحثون عن ظلٍّ آمنٍ يتفيأونه هرباً من الرعب الذي يحيط بهم كالليل من كلِّ جانب.. ولولا هذه الساعة التي يُقسمون عليها لطال عليهم الوقت حتى تتشقَّق أقدامهم لكثرة انتظارهم البوق الذي سيخرجهم من قفص الانتظار المليء بالخوف والفزع.