أما آن للعدوان أن يعقل…؟

عصام حسين المطري

لم يزل في جعبة العدوان السعوأمريكي المزيد من موجبات المآسي , والكثير من آليات الأحزان, ذلك لأن هذا العدوان الآثم يندفع بكامل قواه من أجل التنفيس عن الأحقاد والضغائن المركبة تجاه اليمن الواحد الموحد شعباً ومجتمعاً  ودولة إذ نفد صبره وهو يرى لوحات التطور والإنجاز في الجانب السياسي الذي كان يزعجهم كثيراً وهم يحكمون إخوننا السعوديين بالحديد والنار وتكميم الأفواه.
ويحضرني هنا أن استشهد بما كان يردده بعض رجالات النخبة السياسية من أن الملك/ عبدالله آل سعود زار اليمن عندما كان ولياً للعهد في إحدى المناسبات الوطنية, فراعه ما وجد من جيش قوي حيث كانوا يحسبون لليمن ألف حساب حتى تبادرت إلى أذهانهم ضرورات تمزيق هذه الجيش بإحداث الإنقسام المطلوب في صفوفه وتفتيت بعضه بعضاً وهذا ما يحدث هذه الأيام إذ يقاتل الجيش اليمني نفسه.
إن العدوان السعوأمريكي يحمل خلفه يافطات تدمير البلد, وسحق مواطنيه وهو يدفع بمرتزقته من أبناء جلدتنا بالريال السعودي ثمناً بخساً لذلك التدمير وهذا السحق, فثمة صراع خفي على الثروة اليمنية تديره الولايات المتحدة الأمريكية والمملكة العربية السعودية, والوسيلة تدمير البنية التحتية للبلاد وضرب جميع الأطراف اليمنية ببعضها البعض وإنهاكها بحيث لا تقوى جميع الأطراف على الصمود في المرحلة الثانية من العدوان الظالم.
وحتى ندحر العدوان ونخرج من هذه المعركة منتصرين يتطلب منا أن نفطن للأبعاد الشاملة السياسة والاجتماعية والاقتصادية لهذا العدوان الغاشم, وأن نعي جيداً المخطط بمزالقه وقعره الموحش المظلم والذي يراد أن يضعونا فيه إلى أن نتباكى على الأطلال حينما يحل الدمار لقاء العدوان الحاقد الذي لم يعقل بعد سنة وشهر من الاعتداء الوحشي البربري على النفس البشرية اليمنية وعلى المقدرات المادية في هذا البلد السعيد.
إننا نؤمل كثيرا بعد الله عز وجل- على المجتمع العربي والإسلامي والمجتمع الدولي في وضع حد لهذا الجنون البشع الذي أكل الأخضر واليابس وأفسد الحرث والنسل، فلا بد من تحرك دولي وعربي وإسلامي لاحتواء تداعيات هذا العدوان المارق الذي لا يفرق بين طفل وشيخ كهل وعجوز شمطاء حيث حصد العدوان أرواح الكثير من المدنيين العزل الذين ليس لهم في هذه الدندنة لاناقة ولاجمل.
فمن خلال هذا المنبر الحر الشامخ أناشد كافة المنظمات الدولية أن تحقق سلفاً في الضغط على الولايات المتحدة الأمريكية والمملكة العربية السعودية في إيقاف العدوان وقفاً ملموساً وإنجاح التفاهمات والمفاوضات التي تجري أو جرت في دولة الكويت فلقد بلغ السيل الزبى مع تطلع مرتزقة السعودية إلى دخول صنعاء عسكرياً من أجل تدميرها فتعز وعدن، ونحن نقول إن صنعاء خط أحمر وإلى لقاء يجمعنا بكم والله المستعان على ما يصفون.

قد يعجبك ايضا