1000 قنبلة عنقودية رفعت.. وعشرات الأرواح أُزهقت

تقرير / محمد الفائق
يقدم خبراء نزع الألغام في اليمن تضحيات عظيمة خصوصا واليمن يشهد منذ ثلاثة عشر شهرا عدوانا غاشما أتى على كل شيء واستخدم مختلف أنواع الأسلحة المحرمة دوليا ، وآخر تلك التضحيات لخبراء نزع الألغام استشهاد ثلاثة من خيرة الكوادر اليمنية.
استشهد كل من المساعدين محمد أحمد علي الشرفي ومصطفى عبدالله صالح الحرازي وحسين عبدالمحسن السلامي قبل أربعة أيام أثناء رفع القنابل العنقودية التي رمتها طائرات العدوان على قرية دغيج مديرية حيران محافظة حجة وانفجار إحداها أثناء رفعها.
وفي تصريح لـ(قضايا وناس ) أوضح مشرف برنامج نزع الألغام العقيد محمد أحمد المنتصر أن “مخلفات العدوان هائلة جدا وأن الخبراء اليمنيين يعملون بجهد كبير مقدمين أرواحهم رخيصة من أجل أن ينعم الوطن بالأمن والسلام”.
وأشار المنتصر إلى أن “القنابل العنقودية التي ألقاها طيران العدوان تنتشر على مساحات كبيرة من منطقة حيران في محافظة حجة وقد أدت أيضا الى استشهاد 16 مواطنا وجرح 36 ، كما استشهد ستة آخرون بنفس الطريقة في قرية القصي بمديرية حرض وجرح آخر في مثلث عاهم”.
جهود مطلوبة
وقال العقيد المنتصر: تم رفع أكثر من ألف قنبلة عنقودية منها 300 قنبلة عنقودية من مديرية حيران ، إلى جانب رفع أعداد كبيرة من مخلفات العدوان المتمثلة في صواريخ الطائرات الحربية وقذائف مدفعية وقذائف دبابات.
وأضاف: “خبراء نزع الألغام ورفع المتفجرات ومخلفات الحروب يواجهون تحديات كبيرة أثناء مهماتهم المتواصلة خصوصا في القرى والمناطق الحدودية التي تعرضت لغارات جنونية وهيستيرية كمديريات ميدي وحيران وحرض ومستبأ وعاهم بمحافظة حجة وجميع مديريات محافظة صعدة الحدودية”.
وأردف: “الأعداد مهولة جدا وتحتاج إلى تضافر جهود الجميع وشحذ الهمم ، حتى لا تكون هناك نتائج وخيمة جراء بقاء تلك القنابل فترة أطول”.
توثيق المخلفات
مشرف برنامج نزع الألغام العقيد محمد المنتصر أكد أنهم يقومون بعملية التوثيق التام والكامل لمختلف القنابل ومخلفات الأسلحة المحرمة التي استخدمها العدوان في قصفه أرض الوطن.
وأوضح المنتصر أن عدداً من القنابل والصواريخ التي تم رفعها صناعة أميركية وإسرائيلية ، مختلفة الأحجام فبعضها يأتي على شكل كروي والبعض الآخر على شكل مستطيل ومن تلك الأسلحة والقنابل عليها مظلات وجميعها محرمة دوليا.
تحديات كبيرة
وبحسب العقيد المنتصر فإن التحديات التي يواجهونها خلال رفع القنابل العنقودية ومخلفات العدوان تحتاج إلى إمكانيات كبيرة تختصر الوقت والجهد ، إلى جانب وجود توعية وتثقيف مجتمعي بمخاطر تلك المخلفات.
داعيا المواطنين إلى عدم العبث بأي نوع من أنواع الأسلحة والقنابل والمخلفات التي تركها العدوان ، ويجب عليهم الابتعاد والإبلاغ عن أماكنها.. مؤكدا أن البرنامج يستقبل بلاغات المواطنين من خلال فروعه في محافظات صعدة وحضرموت وعدن أو المركز الرئيسي في العاصمة صنعاء.
وترحم العقيد محمد المنتصر على أرواح الثلاثة الشهداء الذين قضوا نحبهم وهم يؤدون واجبهم الوطني والإنساني ، سائلا الله أن يلهم أهلهم وذويهم الصبر والسلوان ، وأن يتغمد الشهداء بواسع رحمته وأن يسكنهم فسيح جناته.
وكانت تقارير ميدانية عديدة لمنظمات دولية كمنظمة “هيومن رايتس ووتش والعفو الدولية” أكدت تورط السعودية في استخدام أسلحة محرمة على منازل المواطنين في القرى والمناطق الحدودية ووثقت تسببها في استشهاد الآلاف من أبناء اليمن أغلبهم من النساء والأطفال ، إلا أن العالم لا يزال يغض الطرف عن أبشع المجازر والجرائم التي ترتكب بحق الإنسانية والتي لم يشهد لها التاريخ مثيلاً.

قد يعجبك ايضا