إبداع طفلة

بفنها عبرت وبقوتها قهرت المستحيل ..!
من قال إن للإبداع والفن قيود اجتماعية ومالية وخلقية وغيرها  عليه أن يغير وجهة  نظره خاصة عند معرفته أن غيره ممن لا يملكون القليل من مؤهلاته استطاعوا أن يبرزوا في عالم الفن والإبداع شعراً وفناً واجتهاداً يدرس في الصفوف الدراسية. ما اقصده هنا جسدته رؤى عادل الغابري ذات الأربعة عشر ربيعاً فبرغم من  ضعف نظرها الشديد بسبب ضعف شبكية العينين مما جعلها غير قادرة على النظر سوى بعين واحدة بنسبة 10% فقط إلاأنها كسرت كل تلك التحديات بإصراروعزيمة قل ما نجدها في غيرها من الفتيات في مثل سنها .
رؤى لم يعرف اليأس إلى قلبها طريقاً ولم تقف عند حاجز العجز والذي يأخذه الكثير كمبرر لجلوسهم مكتوفي الأيدي فقد برزت في مدرستها كرسامة تحرك أناملها بإبداع وبيسر نشاهد ماترسمه في مخيلتها الواسعة وتجسد كل اَمالها ومواهبها عبر رسوماتها المعبرة ولم تكن رسوماتها هي فقط من يتحدث عنها ولكن أشعارها وأبياتها الشعرية التي تعبر فيها عن كل مايحدث حولها بعين يقظة ووعي يفوق سنها.
وهذا ما جسدته بالعديد من أبياتها الشعرية اقتبسنا منها مقطفات  خاطبت فيها العدوان قائلة :
كم من بيوت دمرت .. كم من أناس قتلوا .. كم من مساجد أحرقت … كم من أهالي هجرت .آمالنا خابت بحراً بدت عيوناً دمعت قلوباً ارتعبت وشفاه صمتت وشموعاً انطفأت وحياة توقفت. إنها الحرب سببت كل ذلك الرعب وكأنها إعصار هاج في المكان وجعل منا غير قادرين على الكلام.
كلمات تنبع عن وعي وإدراك للواقع عبرت فيه بكل إحساس مرهف وبراءة الطفل الذي يحلم بغد أجمل إنها رؤى الطالبة المتفوقة دراسياً الحالمة الفنانة الشاعرة رسمت وجسدت وأثبتت للجميع بأن الإبداع والفن لايعرف معنى القيود .

قد يعجبك ايضا