نشــدُ على أياديكم..
عباس غـالـب
من المؤكد أن غالبية اليمنيين يشدون على أيادي المفاوض الوطني في الكويت وهو ينافح عن عدالة ومظلومية قضيتهم جراء العدوان الغاشم الذي تحالف فيه شياطين العـرب وخراتيت الغرب على حد سواء ممن حاولوا تركيع هذا الشعب طيلة عام وأكثر دون جدوى.
وإذا كانت هذه الحقيقة لا جدال فيها فمن المؤكد أن قوة وعزيمة وحكمة المفاوض الوطني في مشاورات الكويت راهناً إنما تستمد من صلابة وصمود الداخل الذي كسر شوكة هذا العدوان على الرغم من مرور هذه الفترة التي كانت تراهن فيه قوى تحالف العدوان على تطويع اليمنيين خلال أسابيع أو أشهر قليلة على أبعد تقدير!
وما يمكن فهمه من مناخات هذه المشاورات التقدم الذي يحرزه المفاوض الوطني على جبهة الانتصار لعدالة القضية الوطنية جراء صمود الداخل والتي يمكن الإشارة إليها في تلك الضغوط التي يتعرض لها النظام السعودي مؤخراً وضرورة الخروج والمتحالفين معه من المستنقع اليمني من خلال القبول الخجول تثبيت وقف إطلاق النار رغم الاختراقات بين الحين والآخر وغيرها من المؤشرات التي تدل على أن ثمة ما يدعو إلى التفاؤل بعد أن كانت الدلائل جميعها لا تدل على ذلك البتـة.
وثمـة إشارات أخرى تذهب في هذا المنحى لا تخطوها الدلالة يمكن ملاحظتها في لغة التهدئة التي عبرت عنها مؤخراً توصيات مجلس الأمن الدولي الأخير، فضلاً عن الموقف الدولي التي جميعها تصب في مجرى التهدئة ووقف الحرب وتوفير الأرضية المناسبة للتسوية السياسية في هذا البلد من جهة وسحب “العقال” السعودي من ورطته حتى لا تتفاقم الأمور وتؤدي بالجميع إلى الغرق في هذا الخندق الذي يؤكد مجدداً أن اليمن حقاً مقبرة الغـزاة.
إذاً عندما نقول نشدُ على أيادي المفاوض الوطني في مشاورات الكويت فإننا لا نردد ذلك اعتباطاً، وإنما لاعتبارات موضوعية تبرهن على تلازمية الأداء في الصمود والحكمة معاً، والتي يدير جزئيتها الأولى أداء البواسل ميدانياً، ويصول في جزئيتها الثانية أولئك الذين يعبرون اليوم في هذه المشاورات عن مشروعية النضال السلمي للدفاع عن حقوق ومظلومية أبناء شعبهم، لذلك فالتحية مستحقه لكليهما، خاصة بعد أن بدأت تباشير إسدال ستارة النهاية على همجية العدوان وكتابة ملحمة جديدة من انتصار اليمنيين في سفر نضالهم لتحرير قرارهم الوطني من تبعية العقال السعودي ومن لف لفهم.
