نريد حواراً من أجل اليمن
عبدالسلام الحربي
عام من الصمود اليمني الأسطوري على العدوان السعودي الأمريكي وأعوانهم من الداخل ومن أعراب الخارج .. في قتل الشعب اليمني ودمار وقصف المنازل والمرافق والخدمات الوطنية العامة والخاصة .. وهذا الشعب الأصيل بعزته والكريم بإنسانيته لم يتزحزح قيد أنملة عن وطنه وأرضه في مواجهة قوى العدوان ومرتزقتهم .. عام كان اليمن وأبناء شعبها أكثر صموداً وقوة وثباتاً وإيماناً قوياً أن الوطن أغلى والشهادة في سبيله مجد وعزة.
عام مضى على هذا الشعب اليمني وهو لا يزال الأمل والتفاؤل أن يكون القادم أفضل .. وسياسة الديمقراطية وأحزابها وقادتها لا تزال تجعل من حوارها السياسي أهدافاً ومبادئ اختلاف لأي حوار ينهي رواسب الماضي ويعمل على استشراف المستقبل المنشود لأبناء الشعب اليمني .. على اعتبارأن الحوار الهادف والبناء هو البديل عن كل ما سواه من العنف والفوضى والمواجهات والحروب بين أبناء الشعب اليمني الواحد.
إلا أن فشل الحوار السياسي واختلاف القوى على منافع شخصية زاد من أحداث الوطن وظروف الناس البسطاء .. الذين هم الضيحة.
عام كامل على العدوان السعودي الأمريكي على بلادنا وعلى شعبنا اليمني .. فيما العالم العربي والإسلامي في صمت مريب ومواقف إنسانية وأخلاقية متخاذلة أثبت أن مصالح المال قد غلبت على قيم الأخوة والدين والأعراف الدولية وقيم حقوق الإنسان التي تدعيها تلك الدول التي تقف إلى صف قوى العدوان في حربها على أبناء الشعب اليمني.
لكن وأمام هذا التحالف العدواني على شعبنا اليمني .. فقد كان صمود أبناء شعبنا أكبر وأعظم انتصاراً في محاور القتال وتحدٍ أمام الحصار الاقتصادي المفروض على الشعب اليمني.. وما الحشود البشرية التي هبت من كل أرجاء اليمن إلى ساحات العزة والشرف في العاصمة صنعاء إلا رسالة للعالم أجمع من تلك الجماهير اليمنية يقول فيها هذا هو الشعب كل الشعب .. وهذه هي اليمن .. تلاحم عظيم .. وموقف واحد .. وصمود في وجه العدوان وانتصار على كل أعداء اليمن ومرتزقتهم .. وانتصار على كل الحوارات وأطرافها السياسية الفاشلة .. زادت الشعب قوة وصموداً سنوات وسنوات .. وثقته بالجوار المرتقب في الكويت لأطراف الحوار باتت ضعيفة الأمل والتفاؤل بنتائج توافقية لإنهاء العدوان.
لكننا وفي كل الأحوال .. نتمنى نجاح الحوار وتوافق القوى المتحاورة للخروج باليمن إلى بر الأمان إن شاء الله.