ن… والقلم.. أنت تبتكر ؟؟ أنت موجود !! (( 2 ))
عبد الرحمن بجاش
يواصل الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم في مقالته: (( الدول بين الابتكار والاندثار)) والمنشور في 4 فبراير 2015م: (( ……لا اشك لحظة واحدة في قدرات عقولنا البشرية , فقد خلقنا الله لعمارة هذه الأرض , نحن خلفاء الله في أرضه, وركًب فينا سبحانه من الذكاء والقدرات الذهنية والدوافع النفسية ما يجعلنا صالحين ومؤهلين لهذه المهمة العظيمة, مهمة تحتاج عقولا متطورة ومتعلمة ومتجددة ومبدعة ومبتكرة.
لو لم يبتكر الإنسان الزراعة لما قامت حضارة, ولو لم يكتشف فوائد النار لما تطورت تلك الحضارة, ولو لم يبتكر العجلة أو الكهرباء أو الإضاءة أو المحركات أو غيرها لما تقدمت الإنسانية, ولو لم يبتكر الإنسان الانترنت أو الهاتف الذكي لما وصلنا إلى ما نحن فيه اليوم .
سر تجدد الحياة وتطور الحضارة وتقدم البشرية هو في كلمة واحدة: الابتكار! وأستغرب من بعض الحكومات التي تعتقد أنها استثناء من هذه القاعدة , الابتكار في الحكومات ليس ترفا فكريا, أو تحسينا اداريا, أو شيئا دعائيا, الابتكار في الحكومات هو سر بقائها وتجددها, وهو سر نهضة شعوبها وتقدم دولها .
إذا لم تبتكر الحكومات في طرائق التعليم مثلا, وتعد جيلا جديدا لزمان غير زمانها فحتما ستشيخ تلك الحكومات, وحتما ستتأخر شعوبها .
في دراسة حكومية أمريكية أجريت مؤخرا تبيًن أن65% من الطلاب في مرحلة رياض الأطفال سيعملون في وظائف غير موجودة حاليا, بل سيتم استحداثها .
وفي دراسة لجامعة اكسفورد تبين أن 47% من الوظائف الحالية في جميع المجالات الرئيسية ستختفي بسبب التقدم التكنولوجي .
حيث ستحل الأجهزة محل البشر, وذلك خلال عقد من الآن فقط! والسؤال هو: كيف نجهز أجيالنا وأبناءنا لذلك الوقت؟ وكيف نعد دولنا للمنافسة ليس الآن, ولكن بعد عقد أو اثنين من اليوم ؟ الإجابة تكمن في الابتكار, وأن نعلم أجيالنا مهارات التفكير الإبداعي ومهارات التحليل والابتكار ومهارات التواصل والتفاعل, وإلا فإننا نخاطر كوننا حكومات بأن تتأخر شعوبنا وتتأخر نهضتنا, أو بكلمة أخرى أن تشيخ دولنا .
إذا أردنا أن نكون حكومات مبتكرة فلا بد أن نفكر كوننا شركات مبتكرة .
وهنا سؤال لا بد أن نطرحه على أنفسنا أيضا: ما هو الأهم للحكومات؟ أن تستمر في الصرف بشكل مكثف على البنية التحتية من شوارع وطرقات وأنفاق وجسور وغيرها ؟ أم أن تهتم بالصرف على البنية التحتية غير المرئية من تغيير في الأنظمة وتطوير في التعليم والمهارات وبناء للتطبيقات وإجراء الأبحاث والدراسات ودعم الابتكارات ؟
تخبرنا الدراسات بأن أكبر500 شركة عالمية قبل 40 عاما كانت أصولها المرئية تمثل 80% من إجمالي الأصول, لكن اليوم أصبحت الأصول غير المرئية كالأبحاث والدراسات والاختراعات تمثل أكثر من 80% من إجمالي الأصول في قائمة الشركات الـ 500 الأولى عالميا .