د. محمد النظاري –
لم أصدق ما قرأت -منذ بضعة أشهرمن الآن- عن مشروع انشاء استاد خاص بنادي الهلال بمدينة الحديدة¡ وعدم تصديقي مرده وقائع ثابتة وحقائق لا ينكرها أحد.. فالحديدة شبعت وعودا◌ٍ بإقامة استاد خاص بها ورغم خرسانياته التي أكلها ملح البحر والتي أيقينا من خلالها أن المشروع كان وهما◌ٍ ليس إلا.
لكن ما يجعلني اصدق هذا الخبر المثير والرائع في ذات الوقت أنه يأتي ضمن مشروع جول الرابع الممول من الاتحاد الدولي لكرة القدم.
خاصة بعد أن تم وضع حجر الاساس من قبل وفد الفيفا ممثلا◌ٍ بالسيد سوفوكليس لبناء ملعب تدريب بالعشب الصناعي لنادي الهلال بالحديدة بمساحة ( 110 * 75 ) مترا◌ٍ وهو عبارة عن ملعب تدريب بالعشب الصناعي حسب المواصفات الدولية بتكلفة إجمالية قدرها ( 650 ) ألف دولار أمريكي وسوف يقوم النادي بإنشاء مدرجات¡ متحملا◌ٍ تكاليف بنائها.. المنشئة ستكون ملاذا◌ٍ للهلال لاستضافة المباريات الدولية الرسمية كونه سيبنى حسب المعايير والمواصفات الدولية لملاعب كرة القدم .
الرائع في الأمر أن فترة الإنجاز فقط -أربعة أشهر- بحسب تصريح ممثل الفيفا من قبل الشركة الهولندية المنفذة¡ وهنا نقول وداعا◌ٍ للمشاريع التي تستمر ربع قرن حتى ترى النور¡ وما تفتتح حتى تكون مهددة بالاغلاق.. فهل تقتدي وزارة الشباب والرياضة بهكذا أعمل قليلة الكلفة¡ بالغة الأثر¡ سريعة الإنجاز.
إن تم انجاز هذا المشروع -الحيوي والهام- في الوقت والمواصفات المحددة¡ فإن الحديدة وليس انصار الهلال فقط من سيقفون احتراما◌ٍ للشيخ أحمد صالح العيسي -رئيس الاتحاد العام لكرة القدم- والذي له بعد الله الفضل أولا◌ٍ في أدراج المشروع وثانيا◌ٍ وهو الأهم أنه يقام في الحديدة ليغطي الخيبات الكثيرة التي منيø بها رياضيوها¡ وهم يسمعون عهودا◌ٍ ولا يرون انجازا◌ٍ فيما سميø باستاد الحديدة الدولي.
إذا◌ٍ فيا شباب الحديدة ويا رياضيي نادي الهلال أنتم على موعد مع استاد ذات مواصفات دولية ي◌ْبنى تحت اشراف الفيفا¡ ولن تنتظروا كالعادة -بإذن الله تعالى- سنوات لرمي الأساسات¡ ومثلها للجري خلف المقاول ليتفاجأوا بعد ذلك بمن يقول لكم عظم الله أجركم لا ملعب ولا يحزنون.. هذه المرة فترة الانجاز معروفة ومقدرة¡ والممول معروف والمواصفات مضمونة.
لا نحتاج لمدرجات لا تملؤها سوى الاتربة ولا يأكل حجارها سوى عوامل التعرية¡ ولا تنخر في اساساتها سوى رطوبة الحديدة القوية.. نحتاج إلى أرضية بمواصفات الفيفا لتصبح الفرصة سانحة لكي يستضيف الهلال وأندية الحديدة ضيوفهم إن هم شاركوا في البطولات الخارجية. المهم التركيز على العشب الصناعي على ان يكون من الذي يتحمل الحرارة الشديدة كالذي يركب في القارة الإفريقية¡ ونحتاج إلى أنظمة ري ملائمة¡ ومدرجات لا تتعدى 12 الف متفرج.
الأهم من الملعب ذاته أن يدرج له من الآن بند صيانة ثابت¡ لأن إقامته من غير تعهده بالصيانة خاصة في حرارة ورطوبة الحديدة¡ يعني اننا نهدر الاموال فقط.. كما ان المشروع برمته يحتاج إلى أيد عاملة يجب التفكير بها منذ أول ضربة معول فيه.. فلا ينبغي أن نكرر ما يحدث في ملعب إب الذي لا يوجد به بند لتوظيف عمال.. ولكي يكتمل جمال المشروع ينبغي أن يدرب العاملون فيه على إدارة المنشآت الرياضية وفق مواصفات الفيفا¡ ولكي يستغل الوقت يكون التدريب متزامنا◌ٍ مع فترة الإنجاز.
من حقنا أن نعيش الحلم الذي ظللنا بانتظاره لسنوات كثيرة¡ ومن حق الشيخ العيسي أن نقول له شكرا◌ٍ¡ والأهم أن هذا المشروع ينبغي ألا ينسينا مساواتنا ببقية المحافظات وإتمام الاستاد المزعوم والمسمى باسم المحافظة.. فلا يجب أن نتركه يذهب س◌ْدى ليجيøر إلى جبل من الجبال أو واد من الوديان لتلعب فيه الجن.. كمحافظات لا تلعب الكرة ورغم ذلك شيدت بها الملاعب الكبيرة¡ وهنا ينبري السؤال الذي لن يغادر ذهن أحد أيهما سيسبق الآخر في الإنجاز استاد الحديدة أم الهلال ¿¿.