الاسعافات الأولية.. الجميع بحاجة إلى تعلم أساسياتها..!!

الأسرة /نجلاء الشيباني
الإسعافات الأولية ليست حكراً على الأطباء والمسعفين لأنهم ببساطة لا يتواجدون في كل مكان يقع فيه حادث, لذا على جميع أفراد المجتمع وفئاته أن يتعلموا أساسيات الإسعافات الأولية وأن تكون هناك مادة أساسية في المدارس والجامعات تهتم بتعليم الجميع طرق وأساليب الأسعاف الصحي .. وذلك لتجنب المصاب الضرر الذي قد يلحق به نتيجة جهل المسعفين من عامة الناس بأهمية هذا الاجراء .. مما قد يؤدي في آخر المطاف إلى تعرض المصاب للاصابة بمرض آخر كالشلل أو الوفاة لا قدر الله.

مازال تأنيب الضمير يصاحب “أم أيمن” الذي كما تقول أنها كانت السبب في إصابة ابنتها الصغري بكسر في ساقها أثناء محاولتها لإعادة ساق ابنتها التي سقطت من أعلى فناء المنزل فهي لم تكن تعرف بأن ساق أبنتها قد أصيبت, ولأنها لا تعرف أساسيات الاسعافات الأولية فقد قامت بسحب ساق ابنتها حتى كسرتها وعند وصول طفلتها للطيب أخبرها أن ساق الطفلة كسر وهي بحاجة إلى جبس والسبب هو طريقة سحب الأم لساق طفلتها كنوع من تخفيف الألم عنها.. وهنا تمنت أم أيمن لو أنها كانت تعلم أسياسيات الاسعافات الأولية لتمكنت من مساعدة ابنتها بدلاً من إيذائها.
ضعف التوعية
أنا كغيري من اليمنيات مازلت لا أدري ماهية الاسعافات الأولية فأنا لم اتعلمها في المدرسة ولا في الجامعة فكيف سأجزم بطرق الاسعاف الصحيح والتعامل مع الحالات التي تتعرض لحادث أمامي أو حتى أولادي حين يمرضون بالحمى أو النزيف من الأنف أو حالات الاغماء مثلاً, هذا ما قالته هدي الديلمي موظفة في إحدى الدوائر الحكومية ولديها خمسة أطفال وتضيف: يجب أن يتعلم الجميع طرق الاسعافات الأولية الصحيحة فإذا كنا نحن لا نعلم ما هي أساسيات الاسعاف السليم فمن المهم أن يتعلمه أبناؤنا عبر المدارس والجامعات ووسائل الإعلام المختلفة.
قليل من الوعي
معظم الحالات والاصابات التي تصل إلى اقسام الطوارئ يوميا تعاني من اصابات كان بالإمكان تفاذي خطورتها بقليل من الوعي لدى المواطن هذا ما أكدة لنا محمد الجرموزي, قسم الطورئ في مستشفى الثورة العام بأمانة العاصمة, ويفيد بأن الجهل بطرق الاسعافات الأولية من قبل المواطن أو المسعف يزيد الطين بلة فالمسعف لا بد له أن يكون على دراية بكيفية الاسعاف والقدرة على التشخيص الظاهر للحالة لكي يقوم باسعاف المصاب أو المريض إلى أقرب مشفى ليهتم به الأطباء هناك وإذا لم يكن يعلم تلك الأسس فإن النتائج في بعض الأوقات تكون عكسية خاصة إذا كانت الاصابة تحتاج إلى تعامل خاص من قبل المسعف وهو يقوم بعمل عكسه تماماً وهذا الأمر للأسف ما يحدث هذه الأيام وبسببه تعرض البعض للإعاقة المستدامة وآخرون فارقوا الحياة على يد مسعفيهم.
إرشادات
وبدوره أفاد الدكتور عبدالرحمن قشنون أخصائي أطفال عن أهمية الاسعافات الأولية أنها تعتبر من أهم الأسباب التي تساعد في انقاذ المريض من خطر داهمه فجأة.
وأضاف قائلاً: إن إيقاف النزيف وعمل التنفس الصناعي والعمل على تغطية الجروح برفق لمنع تلوثها أشياء مهمة يجب على المواطن أن يتعلمها بالإضافة إلى التمهل في أخذ المصاب إلى وسيلة الاسعاف والابتعاد عن نقل الحالة بصورة غير صحيحة كثني الظهر أو الرقبة في حالة تعرضهم للاصابة مما قد يؤدي للشلل وأحياناً أخرى للوفاة لذا من المهم أن يتجنب المسعف العشوائية في نقل المريض أو المصاب إلى المستشفى وأن يتعلم أساسيات الاسعافات الأولية.
لذا يؤكد الدكتور قشنون على ضرورة معرفة الشخص المسعف بما حدث للمصاب بالاستفسار وكذلك معرفة ملابسات الحادث للحصول على تشخيص تقريبي لاصابة المريض مثلاً “سقوط الشخص من ارتفاع وفقدان حركة الساقين مصاحب لألم في الظهر” كل ذلك يدل على اشتباه حدوث كسر في العمود الفقري, وإذا كانت الإصابة في الرأس مع فقدان الوعي تدل على إصابة المخ بارتجاج, أما في حالة إصابة جدار الصدر يصاحبها عسر في التنفس فهذا يدل على إصابة قد تكون خطرة في هذا المكان, وعلى المسعف أن يهدئ من روع المريض ويزيل اضطرابه بالكلمات المشجعة وأن لا يسمح بتزاحم الناس حول المصاب ليسمح له بالتنسف ومحاولة ايقاف النزيف أو عمل تنفس صناعي وتدليك للقلب حسب الحالة لحين نقله للمشفى.
مسؤولية مشتركة
أما فيما يتعلق بالاسعافات الأولية ونشر الوعي الصحي لدى المواطن تؤكد الاستاذة وهيبة العريقي إدارة التثقيف الصحي بوزارة الصحة العامة والسكان أن هذا الأمر لا يتركز عند إدارة الثقيف الصحي وانما على كافة وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمقروءة لأنها تصل إلى كل بيت ونحن نعمل عبرها على نشر الوعي فيما يخص جانب الاسعافات الأولية وعبر البروشورات واللوحات الإعلانية ونزيد المواطن بالمعلومات اللازمة لتعلمه كيفية الاسعاف الصحيح للمريض وذلك أيضا من خلال إقامة حملات صحية متنوعة تهدف إلى زيادة إدراك المواطن لأهمية الاسعافات الأولية لكافة الفئات العمرية والمستويات التعليمية.

قد يعجبك ايضا