الحملات المرورية كالأطرش في الزفة
حسن الوريث
تنفذ إدارة شرطة السير بأمانة العاصمة وبعض المحافظات حملات مرورية لضبط السيارات المخالفة سواء التي تسير بدون لوحات معدنية أو تلك التي لا يمتلك أصحابها الوثائق المطلوبة وهذه الحملات ربما تكون ضرورية لضبط السيارات والمخالفات المرورية التي زادت بشكل ملحوظ خاصة خلال الفترة الماضية لكنها تحتاج إلى تطبيق سيادة القانون على الجميع وفي المقدمة من ذلك التزام رجال المرور بأداء واجباتهم وتواجدهم المستمر في كافة الجولات والشوارع والطرق لأداء واجبهم .
لكن ما يلاحظ أن رجال المرور في غياب شبه تام عن معظم الجولات والشوارع الهامة وإن تواجدوا فيكون تواجدهم شكلياً لا أقل ولا أكثر وربما لأمور أخرى والدليل على ذلك ما يحصل من ازدحام في الكثير من الجولات رغم ان بعض رجال المرور موجودون لكن وجودهم وعدمه سواء لأنهم إما مشغولون بأمور أخرى أو بالرد على الهاتف وبعضهم شاهدته بأم عيني حينما اقتربت منه وكنت ماشياً بدون سيارة طبعا وهو جالس في وسط الجولة يتصفح الواتساب والزحمة على أشدها كما يقال وبالطبع هناك نماذج منهم يكتفون بالتواجد في أماكن في الرصيف يتناولون القات بعد العصر أو يلاحقون بعض السائقين المساكين فيما يتركون الجولات تتحول إلى مواقف وفرز للسيارات والباصات والدراجات النارية إلى درجة لا يمكن تخيلها كما يسمحون لأصحاب الدراجات النارية بالتوقف العرضي والأفقي في الشوارع وتشكيل زحمة لا تطاق وكل هذا وجندي المرور كأن الأمر لا يعنيه وكأنه يقول لك وهذا مما يحز في النفس فرجال المرور المناط بهم تنظيم عملية السير وتنفيذ القانون لا يملكون أي سلطة فعلية في الواقع للقيام بمهمتهم كما ينبغي.
اعتقد أن كل هذا العبث والانتهاك الصارخ لكل قواعد وأنظمة المرور من قبل جميع مستخدمي الطريق دون استثناء يؤكد أننا مازلنا بعيدين عن الطريق الحقيقي للتقدم والتطور فالالتزام بهذه القواعد من أبجديات التطور ولان كل هذه الأنظمة التي تم اختراعها لخدمة الإنسان تصل إلى بلاد العرب السعيدة وتنتهي وتتلاشى وبكل برودة وأريحية بل إن الكثير من أبناء هذا الوطن يتفاخرون بأنهم يكسرون كل قوانين وقواعد السير والمرور ولا يلتزمون بها ولا يدركون أخطار عدم الالتزام بهذه الأنظمة والكوارث التي تسببها والخسائر البشرية والمادية التي نتكبدها يومياً وشهرياً وسنوياً جراء ذلك.
طبعا تلك الحملات التي يتم تنفيذها لم ولن تؤتي ثمارها فمازلنا نشاهد المئات وربما الآلاف من السيارات التي تسير بدون لوحات معدنية ومازلنا نشاهد أطفالاً يقودون السيارات والدراجات النارية دون حسيب أو رقيب ومازلنا نرى كيف أن هناك سيارات ودراجات نارية يهتم سائقوها او يلتزموا بقواعد وأنظمة السير والمرور وليس في قاموسهم وهذه الحملات المرورية لا تعنيهم ورجال المرور وشرطة السير كأنهم مثل الأطرش في الزفة وبالتالي فإن فوضى المرور والسير لدينا تحتاج لوقفة جادة من قبل الجميع ولابد من معالجات متوازية لهذه المشكلة التي نواجهها كل لحظة فحرام علينا أن نسكت وأن تمر علينا هذه الأمور دون أن نحاسب أنفسنا وبالتالي لابد من العمل بشكل علمي ودقيق من خلال دراسة من الواقع تبحث في الأسباب وتعالج القضية من جذورها ويتم تحديد المسؤوليات وأن نبني عليها رؤية وطنية للحد من هذه الفوضى المرورية التي نراها وما تسببه من خسائر فادحة في الأرواح والممتلكات .