لحظة يا زمن .. تعريفات

محمد المساح
الاغتراب
إنه الاغتراب في المكان الذي يجعل الإنسان عاجزاً عن الرجوع إلى حيث كان.
وعاجزاً عن الذهاب إلى مكان يرغب به، وهو أيضاً الاغتراب في الزمان، حيث ما مضى لا يعود، وما هو قائم لا يلبي من حاجات الروح إلا القليل.
وما الاغتراب في المكان والزمان إلا اغتراب الإنسان في وجوده كله.
بدءاً من اغتراب بصري تقع فيه العين على ما يؤذيها، وصولاً إلى اغتراب لغوي، تنزاح فيه الكلمات عن المواضيع، وتنزاح فيه المواضيع عما صاغها كلاماً.
“فيصل دراج”
الخبير
اخترع الإعلام حيلة ” الخبير” في عالم اليوم الذي يؤمن بالتخصص، وهكذا رأينا خبراء من كل نوع، كان ميلادهم المؤزر في غزو العراق حيث توضع الخرائط التي يعبث بها المؤشر صعوداً وهبوطاً في تحديد لمسارات الجيوش لم يراجع أحد  تنبؤات الخبراء في ذلك الغزو ويطابقها بما تحقق، مع ذلك تدعمت مكانة الخبير وأصبح هناك خبراء في كل شيء يتناوبون أيامنا، يقدم كل نوع منهم استعراضه وينسحب إلى الكواليس، مفسحاً الشاشة لنوع آخر من الخبراء.
يتبحر خبراء الاستراتيجية مع وقف قصف غزاة، ثم يخلون المسرح لخبراء النووي مع أزمة المفاعلات الإيرانية، ولا تنتهي  هذه حتى يبدأ خبراء الكرة، وقبل أن تأخذ الفضائيات فرصة لكنس المكان، يدخل خبراء الاقتصاد على عجل لتحليل أزمة “دبي”.
حدود خبرة الخبير تحددها قدرته على إرباك المشاهد بكمية من التفاصيل، والمعلومات الغامضة غموض السحر، ويستطيع بعض المشاهدين أن يحفظوا جملاً من تحليلات الخبير يديرونها بينهم في المقاهي، أو يعيدون تسميعها أمام الكاميرا فيلتحم الجمهور مع خبيره وتقصي الحكومات بعيداَ ” ديكتاتورية كانت أو ديمقراطية” ليتولى إصدار الأوامر خبراء بلا خبرة، وأحياناً بلا ضمير أيضاً.
” عزت القمحاوي”

قد يعجبك ايضا