وعلى رصيف الكفاح أيضاً يتجول أحد الشباب الذين قرروا خوض معركة الحياة بكل شرف وعزة نفس، معتمدين على أنفسهم مقتنعين بما قسمه الله لهم من الرزق اليسير ضاربين أروع الأمثلة بجلدهم ومرونة أجسادهم التي يلفون بها شوارع المدن محملة بأحلام بسيطة لم تتجاوز في أحسن حالاتها لقمة العيش ، فالشباب معدن ثمين ولن يلمع بريقه إذا لم يحتك بالواقع ويذوب فيه ومن أجله .
من أبناء الزيدية _ محافظة الحديدة الشاب محمد عبده سليمان 20 عاماً اكتفى بحصة زهيدة جداً من التعليم وتوقف عند الصف السادس الابتدائي ليبدأ مشروعه المتواضع ببيع بعض الأدوات المنزلية “المعدن” في الحارات والجولات وديدنه لا فائدة من انتظار الرزق على سرير اليأس والإستسلام بل علينا أن ننهض كل صباح للبحث عنه هنا وهناك ولو بأسباب بسيطة ، فالقناعة عما لدى الآخرين هي رزق بحد ذاتها .