محمد النظاري
ربما لم نكن لنجد صدفة أفضل مما وجدها منتخبنا الوطني لكرة القدم ، فقد يجد نفسه من دون سابق معرفة أو تجهيز، بين كبار آسيا 2019 التي تستضيفها الأمارات ، فرغم تذيلنا لأسوأ مشاركة في التصفيات المزدوجة لنهائيات كأسي العالم واسيا، وخروجنا بكم وافر من الخسائر مقابل فوز يتيم..ها نحن نجد أنفسنا ومن يقول لنا تفضلوا انتم على أبواب نهائيات كأس آسيا.
الصدفة وحدها والمتمثلة في تغيير نظام التأهل بعد أن لعبت كل المنتخبات الأسيوية مسابقة مزدوجة للوصول لنهائيات كأس العالم في روسيا 2018 ونهائيات كأس آسيا بالإمارات 2019 ، ولولاها لكان منتخبنا قد قطع رحلة طويلة من الراحة.
يبدوا أننا سنصل مرغمين رغم أنوفنا للأمارات 2019، فمنتخب المالديف الذي سنلاقيه في شهر يونيو ذهابا في أرضه، وإيابا حسب ما يشاع بمدينة الرياض، وهو من المنتخبات التي ليس لها اي سمعة في كرة القدم، ويبدوا تجاوزه ليس بالأمر الصعب.
الخسارة كذلك تبقي حظوظنا موجودة في لقاءات الخاسرين في شهر سبتمبر..بمعنى ان الطريق الذي يسلكه منتخبنا يشبه تماما كالمبصر الذي يسابق العميان، وفي حالة خسرنا مجددا، فمعنى ذلك انه لا يوجد أعمى من منتخبنا في القارة الآسيوية برمتها.
لم يعد الوصول لنهائيات آسيا بالأمر المستحيل، كما كان يجري لمنتخباتنا طيلة أربعة عقود ماضية، بل على العكس أصبح الوصول للنهائيات لمن هب ودب، المهم انك تستطيع السير لأخر النفق.
بما أن أمر تأهلنا صدفة وليس عن سابق اجتهاد أو انتصارات ، وبموجب منحة ومكرمة آسيوية ، فلا يجب التمادي في الفرح وجعل ذلك انجازا لم يسبقه انجاز..صحيح بأننا كنا نحلم بالوصول للنهائيات الآسيوية، ولكن كان الحلم مبنيا على الصعوبة في الأعوام الماضية.
إن قدر الله علينا عدم التأهل رغم كل هذه التسهيلات المقدمة والمجانية، فما على منتخبنا إلا الخلود للنوم في إحدى الفنادق الخليجية ، وان لا يحلم إلا بالعودة إلى صنعاء فقط.
سبحان الله ..الكابتن أمين السنيني تعب وتلقى الخيبة واضطر للاستقالة التي هي بطعم الإقالة، وسيسجل في تاريخه أسوأ مشاركة ، فيما الكابتن احمد علي قاسم أمه تدعو له، فقد يكون التأهل على يديه ليدون اسمه في تاريخ الكرة اليمنية.. الكرة أرزاق.
إن فكر الاتحاد في جلب مدرب أجنبي ليقود منتخبنا في اللقائين القادمين أو الأربعة إن خسرنا الأولتين منها، فهو كمن يصنع النصر لمن لا يستحقه، ويحتفظ بمدربينا للتعب فقط.
منتخبنا لعب مغتربا طيلة عام كامل في الدوحة، وعلى حين غفلة سيجد نفسه في الرياض، السؤال المهم ماذا تفرق الدوحة عن الرياض، وان كانت الرياض مفيدة؟ فلماذا لم يتم اختيارها من قبل؟
في ظل الفترة الطويلة لاغتراب المنتخب، هل سيعود دوران الكرة من جديد للدوري؟ فقد سمعنا أن سبتمبر هو الشهر المقترح ، وهو مؤشر مبشر بالخير…فقط أين ستلعب الفرق في الوقت الذي دمرت فيه معظم الملاعب.