شبكات التواصل ليست بديلاً عن المدونات الإلكترونية

هاشم السريحي

كانت رغبته في أن يكون لديه فضاؤه الخاص لكتابة وتدوين ما يجول بخاطره من أفكار وآراء أو ينشر ما يمكن أن يستفيد منه الآخرون، ومن ناحية أخرى هي أرشفة لمحتواه الخاص ليتمكن من العودة إليه متى ما أراد. هكذا بدأ المدون فهمي الباحث حديثه معنا حول التدوين الإلكتروني ومنصاته وأهم النصائح للولوج إلى هذا الفضاء الإلكتروني، فإلى مزيد من التفاصيل:

يشير المدون فهمي الباحث رئيس لجنة الرقابة بجمعية الإنترنت- اليمن وعضو اتحاد المدونين العرب إلى أن منصات التدوين تختلف حسب تصنيفها، لكن الأغلبية العظمى من المدونات المتواجدة على الإنترنت تستخدم منصة التدوين ووردبرس WordPress لأنها مفتوحة المصدر وسهلة الاستخدام وتدعم الكثير من اللغات بالإضافة إلى سهولة التطوير والتعديل وتخصيصها حسب ما تريد. وهناك أيضا منصة التدوين التابعة لجوجل (بلوجر)، كما أن هناك منصات يمكن اعتبارها منصات تدوين متخصصة؛ كالتدوين بالصوت، أو الصور، أو الفيديو، بالإضافة إلى منصات التدوين المصغر كتويتر مثلاً. كل هذه المنصات جعلت من الولوج إلى عالم التدوين أمراً سهلاً للغاية ولا يتطلب أن يكون لديك أي خبرة سابقة في تصميم المواقع، فالموضوع أشبه بالتسجيل في أي موقع ليكون لديك مدونتك خلال دقائق.
التدوين أرشفة إلكترونية
ويضيف المدون الباحث: التدوين عالم ممتع وشيق، وأغلبية مستخدمي الشبكات الاجتماعية لديهم مهارات التدوين، كل ما عليهم فقط هو أن ينقلوها إلى منصات تدوين كووردبرس؛ لأسباب كثيرة أهمها سهولة الأرشفة والعودة إلى تدويناتهم السابقة من المتابعين والمهتمين، لأن شبكات التواصل كالفيسبوك مثلا عبارة عن مقبرة للمحتوى إذ يتلاشى المحتوى بعد نشره بعدة أيام إن لم يكن بعد مدة قليلة حتى وإن وفرت بعض شبكات التواصل بعض المميزات للعودة إلى المحتوى السابق لكنها ضعيفة مقارنة بمنصات التدوين الأخرى. ولا بد أيضاً أن يكون لدى المدون الرغبة في التدوين في المجال الذي يحب، وليس بالضرورة أن يكون سياسياً، تنقصنا المدونات الاجتماعية والتعليمية والطبية والعلمية المتخصصة، كما ينقصنا من حيث نوع المحتوى التدوين بالفيديو والصوت.
مقبرة للمحتوى
ويعتبر رئيس لجنة الرقابة بجمعية الإنترنت- اليمن بعض مواقع التواصل الاجتماعي منصات تدوين مصغر، لكنها ليست بديلا للمدونات، فالمحتوى المناسب لشبكات التواصل هو المحتوى القصير جدا، بينما المدونات طغى عليها أن تكون ذات محتوى أطول ومفيد ومفصل، بالإضافة إلى أنه شخصيا يعتبر شبكات التواصل كما قال سابقا مقبرة للمحتوى المفيد؛ إذ يموت بصورة سريعة.
عوائق التدوين
ويؤكد الباحث: رغم قلة مستخدمي الإنترنت في اليمن، إلا أن هناك الكثير من العوائق التي تقف أمامهم؛ سواء المدونين أو غيرهم من مستخدمي الإنترنت، هذه العوائق متعلقة بالبنية التحتية نفسها للإنترنت في اليمن والأسعار وكذلك التيار الكهربائي، ولذا يجد الجميع أن الوصول والنشر في شبكات التواصل الاجتماعية وخصوصا الفيسبوك أمرا أسهل ويحظى بجماهيرية عالية، ولكن لا يمكننا أن نغفل عن غياب الوعي لدى النخبة وخصوصا الكتاب والصحفيين والإعلاميين عن أهمية التدوين وأرشفة أعمالهم للمستقبل، ويكتفون بالتفاعل اللحظي الذي يجدونه في شبكات التواصل.
غياب روح العطاء
وعن أسباب عزوف النخبة اليمنية عن التدوين الإلكتروني يقول المهندس الباحث: كما أشرت سابقا إلى أسباب عزوف النخبة عن التدوين، فلدينا بيئة إنترنت لا تساعد على التدوين المستمر، ويفتقد الأغلبية إلى روح العطاء في مجالاتهم وتخصصاتهم المختلفة، لدينا الكثير من المبدعين في مختلف التوجهات العلمية والأدبية لكن لا أدري تماما ما الذي يمنعهم من نشر خبراتهم وعلمهم وإبداعاتهم لإثراء المحتوى وإفادة الآخرين، ولربما انشغالات الكثيرين الشخصية تمنعهم من الكتابة في المدونات لأنها تحتاج وقتاً أكثر في التنسيق والإعداد مقارنة بشبكات التواصل الاجتماعي.. لكن نتمنى أن نرى مستقبلاً زاهراً للتدوين في اليمن، وأن يكون التدوين ذا محتوى متميز ومؤثر إن شاء الله. شخصيا خلال العام الأخير، لم أدون كثيرا بسبب الأوضاع والحرب، وانعدام الكهرباء بشكل كلي في بعض المناطق منذ أكثر من عام،  وبالكاد نستطيع الولوج إلى شبكات التواصل، وأضيف أن هناك حظراً من يمن نت بالجملة للعديد من المواقع من ضمنها مدونات شخصية.
ولا يفوتني هنا أن أذكّر بغياب رابطة تجمع المدونين وتحميهم وتدافع من أجلهم، حتى إتحاد المدونين العرب لا يؤدي دوره بالشكل المطلوب، فالتدوين يحتاج إلى بيئة مفتوحة تكفل للجميع حرية الرأي والتعبير كحق أساسي من حقوق الإنسان.

قد يعجبك ايضا