الملك الفخري لجمهورية مصر

حسن الوريث

منحت جامعة القاهرة الدكتوراه الفخرية لقاتل أطفال اليمن كما منح نادي الزمالك الرئاسة الفخرية لملك الإرهاب الذي دمر العرب والمسلمين. فهل يمكن أن تكون شهادة الدكتوراه لقاتل الشعب اليمني منحت من جامعة القاهرة أحد أقدم الصروح العلمية في العالم العربي ؟ وهل تحولت هذه الجامعة العملاقة إلى مجرد مؤسسة تبيع وتشتري بشهاداتها ؟ وهل يمكن أن نصدق أن الشعب المصري العظيم صاحب الحضارة والتاريخ العريق تحول إلى مجرد تابع بسيط لنظام لا تاريخ له ؟ وهل يمكن أن يقبل الشعب المصري على نفسه أن يقبض ثمن دماء الشعب اليمني ؟. وهل يمكن أن نصدق الشعب المصري المعروف عنه حبه لبلده والذي تعلمنا منهم الكثير والكثير باع أرضه للسعودية التي لا تاريخ لها بدولارات معدودات؟.
حاول النظام السعودي خلال عام من العدوان على اليمن شراء مواقف الكثير من الدول العربية لتقف معه في عدوانه على الشعب اليمني وكان الموقف المصري أكثر مراوغة من غيره فهناك دول أعلنت موقفها صراحة وشاركت في العدوان واستلمت الثمن لكن النظام المصري راوغ ليس من أجل سواد عيون الشعب اليمني لكن من أجل أن يكون الثمن أعلى وأكبر وهو ما حصل الآن حيث أن مصر استلمت ثمن سكوتها على دماء الشعب اليمني لكن كان هناك مقابل آخر وهو بيع جزء من أراضي مصر للسعودية والذي ربما يجهله البعض أن هذه الجزر ستكون تحت أوامر إسرائيل وأمريكا باعتبار السعودية والكيان الصهيوني وجهين لعملة واحدة هي امريكا وبالتأكيد أن مصر خسرت وستخسر الكثير والأهم هي خسارتها الأخلاقية التي لا يمكن تعويضها بأي شيء.
ربما تكون مصر الآن ربحت حوالي 50 مليار دولار على شكل هبات وتبرعات ومشاريع لكن خسارتها على المدى القريب والبعيد ستجعلها تدفع أضعاف هذا المبلغ الذي حصلت عليه فعندما يكون هناك من يتحكم في قناة السويس غير مصر فثمة خسارة كبيرة وحينما تبيع مبادئك وأخلاقك تكون الخسارة أكبر فالشعب اليمني لن يغفر لكل من ساهم في قتله وحصاره والتاريخ لن يرحم هذا الجيل الذي صمت على بيع النظام المصري لأرضه ولن يكون هناك ثمة مبررات يمكن أن يسوقها هذا النظام لما قام به من بيع وشراء لمصر التي كانت في يوم من الأيام عظيمة ولها تاريخ عريق وحولها إلى تابعة صغيرة لنظام لا يتجاوز عمره المائة عام.
في اعتقادي أن ما يجري حالياً في مصر لا يندرج في إطار المعقول لأن مصر كانت في يوم من الأيام قائدة العالم العربي ورائدة القومية العربية ومؤسساتها التعليمية والثقافية والرياضية، كانت أنموذجاً يحتذى به لكن كل ذلك تبخر وصار الكل يبيع فمن بيع الجزر المصرية إلى بيع شهادات علمية إلى بيع مناصب في الأندية إلى غير ذلك وربما يكون القادم أعظم فكما يقال في المثل الشعبي اليمني ” القرش يلعب بحمران العيون ” فما بالك إذا كان بالدولار بالتأكيد سيكون المقابل أكبر وربما يكون تحويل خلال الأيام القادمة جمهورية مصر العربية إلى مملكة بعد أن يتم منح سلمان لقب الملك الفخري لجمهورية مصر العربية .

قد يعجبك ايضا