إنكم مجرمون
عبدالمجيد التركي
على خلفية زيارته يوم أمس لمصر، جامعة القاهرة تقرر منح الدكتوراه الفخرية للمجرم سلمان.. ومش بعيد جامع الأزهر يضمّه مع العشرة المبشرين بالجنة..
بدأ الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي ترحيبه بملك آل سعود بإطلاقه هشتاق على تويتر، يقول: مصر ترحب بالملك سلمان.. ووصلت التغريدات بهذا الهشتاق إلى خمسين ألفاً، بين مُرحِّبٍ وساخط.
السعوديون، المتخفُّون تحت الأسماء المستعارة في تويتر، استطاعوا أن يقولوا ما في نفوسهم، فهناك من وجَّه نداءً لسلمان بأن أهل البيت أولى باللبن، وأن الرُّز الذي ستأخذه مصر سيحلُّ مشكلة الإسكان والصرف الصحي في السعودية.
انتظروه كما ينتظر الحالمون بابا نويل، وكما تنتظر الأسر الفقيرة عسب العيد.
مصر، التي قيل عنها إنها أم الدنيا، تفيض حناناً على من يدفع أكثر فقط.. إنها أم الدنيا التي تأكل بنيها كما تفعل القطة الجائعة.
بالتأكيد سيجتمع سلمان مع علماء الأزهر لشرعنة إجرامه، ولتشجيعه على المضيِّ قُدماً في حماقاته، وسيبرِّرون له كل خطيئة، وسيستشهدون بالأحاديث الموضوعة للتهوين من بشاعته وحقارته.
كان حرياً بهذا الأزهر الخروج عن صمته والإعلان عن رفض استقبال مصر لقاتل الأطفال والنساء، لكي يثبتوا أنهم من أهل الله، لكن.. لم يعد هذا الأزهر شريفاً منذ صَمَت عن عدوان آل سعود، وصَمَتَ عن قتل أطفال اليمن.. الأنكى من كل هذا أنه بارك كل هذا القتل لأجل أن يملأ سلمان جيوبهم بالمال الحرام.
صنعاء هي أم الدنيا، لأنها أول مدينة بُنيت بعد طوفان نوح، ولأنها موجودة من قبل مصر على كوكب الأرض، ولأنها صنعاء الأبيَّة الشامخة، صنعاء الحرة التي تموت ولا تأكل بثدييها.