الفلسفة.. والحوار

أحمد المدامي –
في عهد المأمون بن هارون الرشيد (189-218هـ) في هذا العهــد ارتفع شأن البدعة وأهلها ¡ وفتح الباب على مصراعيه للفلسفة حيث بدأت مرحلة ترجمة كتب الفلسفة اليونانية ¡ وكانت مصادر هذه الفلسفات ثقافات لمجتمعات وثنية¡ لها اتجاهات مختلفة ويجمعها جميعا◌ٍ «القول على الله بغير علم « «والخوض فيما لا تبلغه العقول») ¡ وكما استمرت معارك بعض المذاهب مع الفلسفة قديما◌ٍ¡ نستطيع القول أيضا◌ٍ بأنه لا زالت مستمرة معارك المنطق مع بعض الأفعال والأقوال والتصرفات الفلسفية ¡ ولو قمنا بالتحليل والتمعن فيما يجري في واقعنا وحالنا المعاش والملموس لوجدنا وللأسف تصرفات كلها تدل أحيانا على أفعال فلسفية ¡ بالطبع ليست أفعالا◌ٍ وثنية ¡ ولكن الأغلب منها تصرفات فلسفية لا تخدم مجتمعنا أبدا.
وبالطبع فإن مايجب علينا جميعا◌ٍ في هذه المرحلة خلال مرحلة الوفاق والحوار ¡ هو العمل بكتاب الله والشريعة المحمدية السمحاء والاعتدال والعمل بما ارتضيناه جميعا◌ٍ من تنفيذ مبادرة الخليج واختيار الربان المحنك الرئيس «الهادي» لقيادة السفينة إلى بر الأمان ¡ وترك كل الفلسفات ماعدا فلسفة واحدة وهي بناء الإنسان اليمني وبناء الوطن ¡ وبناء مؤسسات الدولة المدنية الحديثة بصدق وبإخلاص ¡ ودعونا نجد لنا فلسفة جادة في حل معضلات ومشاكل شعوبنا ¡ فلسفة بناءة عنوان هذه الفلسفة هو «الحوار الصادق» ¡وليترك المتحاورون تعاظم الفلسفات والشطحات البعيدة والتي لا تبلغها العقول البسيطة ¡ بمعنى آخر نأمل ونتمنى أن تكون من سمات الحوار والمتحاورين «تحكيم العقلانية والمنطق « ¡ واعتماد البساطة وترك الاتجاهات الفلسفية غير النافعة وغير المجدية ¡ وجعل هموم المواطن البسيط نصب أعين الجميع ¡ من لجان إشرافية وقيادات وأحزاب ومنظمات وشباب وائتلافات ومستقلين…. وأيا◌ٍ كانت المسميات .
في اعتقادي ما يهمنا في الأخير هو جعل «الحوار الصادق» أعظم فلسفه يشهد لها العالم في تاريخنا وزمننا الحالي وزمن الأجيال القادمة من بعدنا إن شاء الله ¡ والدفع بعجلة التغيير المنشود ¡ وأن يتكلم كل من في الحوار بما يرضي الله ويرضي الوطن ويرضي ضميره ويرضي كل المنتظرين لهذا الحوار ¡ ولا ننسى ضرورة أن لا تسود الفكرة المغلوطة «إذا تكلم الكبار…انتهى الحوار « ¡ وبتوفيق من العلي القدير والنوايا المخلصة والصادقة والحكمة اليمانية نستطيع أن نصل إلى كل ما نتمناه لهذا الوطن .

قد يعجبك ايضا