كما يحدث في أي مقيل
وليد المشيرعي
السياسة في اليمن تشبه المقيل التقليدي إلى حد بعيد ،، يجتمعون على طاولة واحدة ومجلس واحد في جعبة كل منهم ما تيسر من أعشاب القات والإمكانات والدعم اللوجيستي ،
تبدأ بعدها القفشات والنكات وسط انشغالهم باستهلاك الدعم الأخضر وإصدار ذبذبات الحشوش عن هذا وذاك ،،
هناك من يحضر بلا دعم او القليل منه من متبقيات مقيل سابق والبعض لا يرعوي عن الحضور متثائباً «ما جاش حقي المقوت قلت أجي اسلم عليكم « وهنا تبدأ المبادرات بحسب ثقل الشخص الذي ادعى انه لن يخزن ليس لضيق ذات اليد وانما لقرار ذاتي لا يلبث أن ينكسر بيمين من هذا أو ذاك (يمين بالله اقسم قاتي معك)،،
في المقيل بعضهم يمارس الكثير من الضغوطات على من حوله باستعراض ما لديه من قات فاخر مضحياً بضروسه التي قد تنهار تحت قصف «العين» وآخرون يجيدون سحب الأغصان بهدوء من الكيس الدعاية مباشرة إلى الفم فلا عين رأت ولا أذن سمعت ولا مكان للمبادرات في رأس هذا النوع من البشر ،
يتبقى من المشهد السياسي ذلك المولعي المطحون الذي تدور عيناه في محجريهما متنقلاً بين أكياس الحضور أما بانكسار يستدعي الشفقة فينال عشباً بائساً من هذا وآخر من ذاك ،وإما ببعض البهرار والنظرة الثاقبة كنوع من الابتزاز ينال من ورائه افخر ما في الأكياس ،،
وهناك في زخم المشهد يستوي على المدكأ الرئيسي صاحب الكيس الأكبر ذو المرقحات الذي حين يقذف ربطة قات نحو أحد المداكي تلتوي الأعناق ويتساءل باقي المداكي عن المغزى والدلالات ،،
وكما يحدث أن ينتهي اي مقيل هكذا حواراتنا السياسية إما تنتهي بهرطقات ما بعد القات او باكراً باشتباك مباغت بالمتافل والطفايات .